علمت التونسية من مصادر مطلعة أن وزير الثقافة مهدي مبروك عبر عن إستيائه من فتحي الهداوي مدير المركز الثقافي الدولي بالحمامات بسبب تعمده عدم التنسيق مع الوزارة والتصرف في المركز بشكل فردي وغياب برمجة ترقى إلى مستوى الوعود التي أطلقها الهداوي نفسه. وعلى الرغم من التوتر الذي ميّز علاقتنا بوزير الثقافة بسبب الاختلاف حول بعض المسائل الثقافية (المشاركة التونسية في القرية الدولية لمهرجان كان من عدمها، برمجة مهرجان قرطاج وطريقة إداراته) فإن السيد الوزير يعلم قبل غيره أننا لا نكنّ له كمثقف جاهر بكلمة لا في وجه سلطان جائر (وهي شجاعة لم يمتلكها كثيرون بمن في ذلك جماعة إكبس ، وإلا لما حكمنا بن علي عشرين عاما تزيد ) سوى التقدير، ولذلك كنا له ناصحين حتى لا يكون مجرّد وزير تصريف أعمال يؤثر في قراراته لوبي وزارة الثقافة الذي لا يخفى عن عارف ، وكنا نتمنى لو أن وزير الثقافة انتبه مبكرا إلى أن الكلام المعسول الذي كان يكيله له فتحي الهداوي بمناسبة وبغيرها لا يساوي فلسا واحدا فمع إحترامنا للهداوي وتجربته كممثل أساسا – والرجل بات مخرجا لعدد من الأعمال المتنوعة- فإنه لم يضف الكثير إلى المركز الثقافي الدولي بالحمامات الذي بات يحمل تسمية "دار المتوسط للثقافة والفنون"- وهي تسمية أفتى بها الوزير السابق عز الدين باش شاوش فضلا عن فتواه الخاصة بالمجلس الإستشاري للمركز ، وهو الذي عزل المدير السابق للمركز الأسعد بن عبد الله بطريقة غير لائقة وهو الذي عين الهداوي - والغريب أن موقع مهرجان الحمامات الدوليhttp://www.festival-hammamet.com/ – ومدير المهرجان هو ذاته فتحي الهداوي- لم تمسسه يد منذ نهاية الدورة 48 للمهرجان في أوت الماضي، أما موقع المركز على النات www.darsebastian.com فما زال يحمل للتسمية القديمة للوزارة (وزارة الثقافة والمحافظة على التراث) ولم يتم تحيين محتواه منذ شهر ديسمبر 2010 ، فهل بهذه اللامبالاة يتم تطوير المركز الثقافي الدولي بالحمامات؟ أو لم يعد فتحي الهداوي في ندوته التقييمية للدورة 48 لمهرجان الحمامات بأن يصبح المركز"ورشات مفتوحة لأهل المهن الفنية على طول السنة عبر تنظيم ورشات للديكور والماكياج وكتابة النص وتوظيف المؤثرات الضوئية وتقنيات الصوت"؟ ألم يعد بالعمل وفق المعايير الدولية التي تقوم على البرمجة المبكرة وعلى توفير الاعتماد المالية اللازمة لاستقطاب اكبر الفنانين العالميين؟ وعد فتحي الهداوي بالكثير ولكنه لم ينجز سوى القليل ومع برود علاقته بوزير الثقافة لا ننتظر أن تتغير الأمور نحو الأحسن. ومرة أخرى نسأل السيد وزير الثقافة، إلى متى سيظل موقع الوزارة بصدد إعادة الصياغة؟ هل أنتم بصدد إنشاء مفاعل نووي ليظل الموقع مغلقا أكثر من عامين؟ ما مصير بوابة الثقافة التي صرفت عليها أموال طائلة بإشراف رجاء فرحات-مرة أخرى- دون أن يظهر شيء للعموم ودون أي إستفادة؟ نسأل السيد الوزير، لمصلحة من تتم تورية هذه الملفات؟ ولماذا لا تتخذون القرارات الضرورية ليتحمل كل طرف مسؤوليته وخاصة متى تعلق الأمر بأموال المجموعة الوطنية؟