وافانا الأسعد بلغايب مدير المرصد التونسي للثقافة والفنون بالتعليق التالي على ما ورد في الندوة التقييمية لمهرجان الحمامات الدولي، نتولى نشره في إطار إثراء النقاش العام حول الشأن الثقافي. «تبعا لما ورد في الندوة الصحفية التقييمية لمهرجان الحمامات الدولي والتي ذكر خلالها مدير هذا المهرجان الذي يحتضنه المركز الدولي للثقافة بالحمامات أنه يسعى إلى تغيير الصبغة القانونية لهذا المركز، لذا نود أن نلفت نظركم وقراء جريدتكم الكرام إلى أن هذا الممثل المسمى فتحي الهداوي يتولى إدارة المركز الدولي بالحمامات منذ سنة وحيث تميزت هذه الفترة بالإهمال لهذا المركز وبالفساد المالي والإداري وذلك على اعتبار أن هذا الممثل المدير تفرغ طوال فترة الموسم الثقافي للعمل كممثل في المسلسلات التلفزية ومنها «عمر» الذي صور خارج حدود الوطن وكذلك مسلسل «من أجل عيون كاترينا» لقناة نسمة، وبالنظر إلى مشاركة هذا الممثل في اغلب حلقات هذه المسلسلات فمن الطبيعي أن يتغيب طوال الموسم عن وظيفته في المركز المناط بعهدته، حيث لم يسجل هذا المركز أي نشاط يذكر طوال الموسم الحالي، الشيء الذي يعد فسادا ماليا وإداريا فضلا عن تجميد كلي لنشاط مركز ثقافي دولي تخصص له الدولة ميزانية هامة من أموال المجموعة الوطنية أما بخصوص مهرجان الحمامات الذي يدعي أنه مديره فان برمجة هذا المهرجان تمت من قبل إدارة مهرجان قرطاج أو اللجنة الوهمية التي تحدثت عنها الوزارة وذلك في الوقت الذي كان فيه هذا الممثل يقوم بتمثيل المسلسلات المذكورة ويحقق أرباحا إضافية على حساب وظيفته كمدير للمركز الثقافي الدولي بالحمامات، ولما جاء موسم الحصاد أي قبل انطلاق المهرجان برز فتحي الهداوي للركوب على مجهودات الغير والتغطية على تركه لوظيفته طوال الموسم الثقافي أما بخصوص النجاح الذي يتحدث عنه فتحي الهداوي لمهرجان الحمامات فإننا نطالبه ونحن في عهد الشفافية بكشف التكلفة التقديرية لهذا المهرجان وعدم التغطية على سوء التصرف وذلك بفلسفة هل أن المهرجان ربحي أم تجاري؟ فما لا يعرفه هذا الممثل أن مقاييس الربح والخسارة لا تقاس بهذا الشكل، فهل من المعقول أن تصرف الدولة ما قدره «مليوني دينار» لإقامة عروض تجارية تفيض بها نزل وملاهي منطقة الحمامات؟ فهل منطقة الحمامات تعيش الجفاف الفني والثقافي لتخصص لها الدولة «مليوني دينار» في حين تجمّد أنشطة المركز الثقافي لأن مديره مشغول بالتمثيل في المسلسلات تحدث الممثل فتحي الهداوي المدير المتمرد على وزيره المبهور بالنجومية عن تغيير الصبغة القانونية للمركز ويبدو انه لم يكتف بما جناه من اجر على وظيفة لم يقم بها . ما يجب على وزارة الثقافة فعله بخصوص هذا المركز الذي يكلف الدولة ملايين الدينارات بدون فائدة هو أن تفوت فيه للقطاع الخاص أو تبيعه للمؤسسات السياحية لتستفيد منه خزينة الدولة فمنطقة الحمامات لديها فائض من الحفلات والفنون بمختلف أصنافها».