أطلقت قبل العيد العنان لبعض الأماني ونحن على أبواب موسم كروي جديد وتمحورت أماني الصغيرة حول تنقية الأجواء في فضاءاتنا الرياضية وأشرت الى أن ذلك ممكن شرط ان يتكفل أهل الذكر الذين بيدهم الحل والربط القيام بأدوارهم المؤثرة في المجريات على مسرح الأحداث. وذكرت من جملة الفاعلين في هذا الباب اللاعبين المطالبين قبل غيرهم باحترام قواعد اللعب والابتعاد عن كل أنواع الاستفزاز او ممارسة العنف بكل أشكاله وأنواعه بما ييسر سير المباريات الطبيعي ويحقق الهدف المنشود من المنافسات الرياضية. تمنيت واشتهيت وسرعان ما جاءني الرد من احد العناصر في شكل هجمة عكسية لا تبقي ولا تذر. فقد حملت الاخبار ان لاعب «الأمل» (مع الاحتراز على الصفة).. «الهماني» قدم عينة بليغة المعاني عما ينتظرنا في الموسم القادم واعطى لمحة واضحة عما يختزنه من فهم خاطئ للرياضة وأهدافها. «الهماني» تحيّن فرصة المشاركة في مباراة ودية جمعت فريق «الأمل» بحمام سوسة بضيفه النادي الافريقي.. ليقول للجميع ها أنذا.. «عنتر شايل سيفو».. وهاج وماج عندما اراد الحكم اقصاءه لتعمّده الخشونة ضد منافسيه مع التكرار والإصرار. وعبثا حاول الحكم ومسؤولو الفريقين إقناعه بالخروج لتهدئة الأوضاع.. فقد أصرّ على البقاء ورفض كل المحاولات لإقناعه بضرورة الانصياع للأمر.. وأمام هذا العناد لم يجد المسؤولون بدا من ايقاف اللقاء وهو في دقائقه الأولى.. توقفت المباراة..وخرج الحكم واللاعبون والمسيّرون سالمين وهم يحمدون الله على ذلك امام هيجان المعني وشراسة تدخلاته.. هكذا إذن أعطى «الهماني» مخيب الأماني صورة قاتمة عن سلوك البعض وتناسى ان التباري لا يعني التصادم او الاقتتال.. حدث كل هذا في مباراة ودية.. فما عسى ان يحدث عندما يتعلق الامر بمقابلة رسمية؟! وما هذه الحادثة الا عينة صغيرة عما عاينه الجمهور في المواسم التي مضت حيث تعددت التجاوزات وتكررت الانحرافات..وماكانت لتستشري لو وجدت الصد الصارم والمقاومة الشديدة من قبل الجميع من مسؤولين وهياكل. وأعتقد ان هذه الحادثة تشكل امتحانا حقيقيا لمسؤولي «الأمل» في مواجهة مثل هذا التصرف الأرعن من قبل أحد منظوريهم. ولا أظنني مغاليا او متعسفا على المعني بالتأكيد على أنه لا يستحق سوى الاقصاء النهائي من ملاعبنا وحرمانه نهائيا من مواصلة عنترياته.. فكرتنا لا تحتاج خدمات مثل هذا المعتدي على الروح الرياضية. أتمنى ان تجد الهيئة المديرة ل «الأمل» الشجاعة الكافية لاتخاذ القرار المناسب وان تمحو الذاكرة الرياضية اسم هذا «اللاعب» (سابقا).. عسى ان يكون عبرة لغيره.. هذه أمنية أخرى.. فهل تتحقق؟.. ..وبالصدق ألاقيكم وأشدّ على أياديكم..