نظم أول أمس فرع للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات بصفاقس ندوة بعنوان: «مشروع تبارورة: رؤى متقاطعة» وهي ندوة سلط خلالها الرئيس المدير العام لشركة الدراسات وتهيئة السواحل الشمالية لمدينة صفاقس «تبارورة» محمد قويدر الاضواء على الوضع الحالي وفرضيات النجاح والآفاق المستقبلية لمشروع تبارورة الذي انتهت مرحلته الاولى بازالة التلوث والقيام بأشغال الردم وكسب مساحات على حساب البحر بمساحة 420 هكتارا في انتظار انطلاق المرحلة الثانية منه المتعلقة بوجه المنطقة وسبل الاستغلال الامثل لها واشار إلى اعلان الشركة في وقت سابق عن طلب عروض وطني لاختيار احسن فكرة مشروع لاعداد مثال التهيئة التفصيلي لكامل المنطقة والتوقف عند فرضيات نجاح المشروع بأن يضمن تواصل منطقة تبارورة مع المدينة وان يتم ادماج المناطق المجاورة للمشروع ايضا مراعاة للاستراتيجية البيئية للمدينة وتوقف عند الاشكاليات والعوائق التي تحول دون الاستغلال الامثل للمشروع في ظل الواقع الحالي ومن هذه الصعوبات على مستوى التواصل بين منطقة المشروع والمدينة هو عائق وجود محطة السكك الحديدية على طول 3, 1 كلم بما يمثل حاجزا خانقا يحول دون ربط مشروع تبارورة مع قلب المدينة وخاصة المدينة العتيقة وباب بحر. هذا العائق من شأنه ان يؤثر على الوصول إلى منطقة المشروع وان يلقي بظلاله على الاستثمار الامثل له مع اقتراح ايجاد حلول ناجعة في اطار الحوكمة الرشيدة للمشاريع العمرانية إلى جانب انجاز الطريق الشمالية الجنوبية حتى تنفتح منطقة تبارورة على الجانبين الشمالي والجنوبي للمدينة. وبخصوص الاشكاليات تم استعراض أهمها المتمثلة في أن الاحياء المجاورة هي مناطق سكنية وتجارية وخدماتية تفتقر إلى عديد المرافق المتصلة بالبنية التحتية وتم اقتراح اعادة تأهيل هذه الاحياء ضمن التهيئة المستقبلية لمنطقة مشروع تبارورة كما تم استعراض اشكالية المنطقتين الصناعيتين البودريار 1 و2 المحاذيتين للمشروع باقتراح تغيير صبغتها من منطقة صناعية إلى منطقة متعددة الاختصاصات بما يتماشى مع الرؤية المستقبلية لكامل المنطقة المكونة للمشروع ومحيطه ولم لا اقامة فضاءات صناعية اخرى خارجها؟ وبخصوص الصناعات المعملية التي تعتبر مصدر تلوث وحاجزا طبيعيا بين مركز المدينة وسواحلها وهنا بالاساس شركة فسفاط قفصة وقرانيفوس ومحطة تصدير الفسفاط تم اقتراح التحكم في مصادر التلوث وايجاد مواقع جديدة لتركيز الوحدات المختصة في تحميل وتفريغ حامض الكبريت. ورأى الكثيرون ان انجاح مشروع تبارورة كرؤية جديدة لصفاقس يحتاج إلى تداخل القطاعين العام والخاص وإلى رأس المال الوطني والأجنبي مع ضرورة تكييف هذه المشاريع بما ينسجم مع خصوصيات المدينة وحاجياتها ومعمارها وبلا اسقاط لمشاريع جاهزة او تكالبية على الربح واصطفاف المباني العمرانية والادارية والتجارية كما هو حال منطقة صفاقسالجديدة التي تشكل النموذج السيء في التصميم وفي رؤية هذا المشروع حيث تحاذي العمارات السكنية بعضها على حساب الانهج الواسعة وعلى حساب المساحات الخضراء واماكن الترفيه بما زاد من تأزيم الوضع المروري والبيئي.