في اطار متابعتها لحادث الاعتداء الذي تعرض له عون الامن بوحدات التدخل بصفاقس ليل الاثنين المنقضي قامت «التونسية» بزيارة العون المصاب منعم الحضري الذي يرقد بقسم جراحة العظام بالطابق الثالث من المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس وذلك للاطمئنان على صحته اولا ثم معرفة تفاصيل الواقعة. وصلنا الى غرفة العون الحضري ليل الثلاثاء وهناك وجدنا زوجته ووالدته وبعض الاقارب لكننا لم نجد منعم باعتباره لا زال في غرفة العمليات الجراحية حيث خضع لتدخل جراحي على مستوى يده اليسري ووضع له الاطباء مثبتات معدنية لتثبيت عظام اليد والأصابع. انتظرنا بالغرفة عودة منعم الحضري ولم يدم انتظارنا طويلا وهنا انهالت عليه والدته بالقبل مع احاطة زوجته به وبعد ان استراح قليلا وتخلص نسبيا من مخلفات مخدر التبنيج تجاذبنا معه اطراف الحديث وروى لنا ما حصل قائلا: «اشتغلت يوم الاثنين بوحدات التدخل وفي نهاية عملي طلبت رخصة غياب بيوم لقضاء شؤون عائلية بمسقط رأسي في جبنيانة وتحولت الى هذه المعتمدية مساء الاثنين على متن دراجتي النارية «فورزا» وقد اطمأننت على صحة الوالدة وبقية الافراد ثم في حدود الساعة التاسعة والنصف ليلا غادرت جبنيانة عائدا الى منزلي بحي الحبيب في صفاقس ولم يدر بخلدي اي سوء ولكن حين وصولي الى منطقة «الكرايمة» بالمساترية بين جبنيانة والعامرة لاحظت شاحنة ايسوزي موجودة على جانب الطريق وكان هناك 4 شبان وضعوا الحجارة بالطريق فقمت بتخفيض السرعة وانا ابحث في ذهني عن طريق للخلاص من هذا «البراكاج» واوهمت المجموعة بالتوقف ولما اقتربت منهم ضربني وأحدهم بقضيب حديدي على رجلي اليسرى قريبا من الركبة مما سبب لي آلاما رهيبة وضربني شخص ثان بقوة بحجارة على مستوى يدي اليسرى التي كانت تقبض على مقود الدراجة وقد عرفوا أنني عون أمن وهو ما زاد في حنقهم عليّ خاصة أن شقيقي أيضا هو عون أمن يشتغل بمركز أمن جبنيانة وتلقى هو الآخر تهديدات قبل ذلك خاصة أننا نسعى دائما الى تطبيق القانون ورفض التجاوزات وكنا موجودين لفض الاشتباكات التي حصلت قبل سنة بين شبان من جبنيانة والمساترية وقد تمسكت بالمقود بيدي اليمنى وانا اجاهد للفرار منهم في حين ان يدي اليسرى كانت تتلقى ضربات شديدة بالحجارة وتهشمت عظام اليد وشعرت بإثنين من اصابع يدي تتدلى و«بحرارة الروح» ومن ألطاف الله تمكنت من الصمود والتمسك الجيد بدراجتي والبحث عن تقوية السرعة وكنت احمي وجهي من الحجارة بيدي اليسرى ونجحت في الفرار والوصول الى مركز الحرس بالعامرة وهناك احتميت بالاعوان وقد نقلني زملائي بالحرس الوطني الى المستشفى الجهوي بجبنيانة ومن ثمّ الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس حيث وصلت اليه في حدود الساعة الحادية عشرة و50 دقيقة ليلا وتم قبولي بقسم جراحة العظام بالطابق الثالث وكانت الآلام قوية جدا ثم تم ادخالي الى غرفة العمليات مساء الثلاثاء للخضوع لعملية جراحية تم خلالها وضع مثبتات معدنية طبية لمعالجة الكسور باليد». الأمن لن يضعف أمام المارقين منعم الحضري ورغم محنته الصحية قال انه يحمد الله على سلامته وقال انه رغم كل ذلك يتشرف بانتسابه لسلك الامن وانه لن يتهاون ولن يضعف في معركة الدفاع عن امن البلاد واستقرارها وحمايتها من اجرام الاشرار ولو كلفه ذلك حياته وقال ان من يراهن على اضعاف ارادة الامنيين واهم وأنه بعد أن يشفى من محنته الصحية سيعود الى عمله وممارسة واجبه المهني. وشدد منعم الحضري على شكر كل من تعاطف معه في محنته من زملائه الامنيين وقد زاره آمر الفوج الرائد معز النعيمي كما زاره زملاؤه وايضا معتمد جبنيانة الى جانب الاحاطة والتعاطف والاهتمام بوضعه وقضيته من جانب والي صفاقس فتحي الدربالي والطاقم الطبي بالمستشفى. التعرف على المهاجمين واصدار بطاقات جلب بحقهم من ناحية اخرى افادتنا مصادر مطلعة ان هذه العصابة اعترضت بعده احد المواطنين واعتدت عليه ولم تتفطن الى انه من ابناء المنطقة ومن المساترية تحديدا ويبدو انه تقدم بشكوى ضدهم وادلى بهوياتهم وأسمائهم فتم إصدار بطاقات جلب ومناشير تفتيش بشأنهم.