أعلن صباح أمس «التيار الإصلاحي للحزب الديمقراطي التقدمي» بالاشتراك مع حزب «الإصلاح والتنمية» عن تأسيس مبادرة وطنية بعنوان «التحالف الديمقراطي» ستتوج لاحقا بتأسيس مولود حزبي جديد يحمل نفس الاسم, وذلك خلال ندوة صحفية احتضنها نزل «أفريكا» بالعاصمة حضرتها شخصيات وطنية وسياسية.. وقد ضمت هذه المبادرة 10 نواب من المجلس الوطني التأسيسي وهم «محمد الحامدي» و«المنصف شيخ روحو» و«محمد قحبيش» و«محمد نجيب كحيلة» و«محمد ناجي غرسلي» و«شكري قسطلي» و«نجلاء بوريال» و«مهدي بن غربية» و«محمود البارودي» و«عبد القادر خميس». منافسة شرسة وجه محمد الحامدي المنسق العام للتحالف رسالة شديدة اللهجة مفادها أن المولود الجديد سيكون قادرا على منافسة كل الأحزاب السياسية قائلا: «نعد الأحزاب السياسية بأننا سننافسهم بكل قوة», موضحا أن المبادرة الجديدة هي مشروع لبناء حزب سياسي منفتح على جميع التيارات الحزبية والهدف منه خلق التوازن السياسي والقطع مع سياسة الاستقطاب التي تمر بها بلادنا معتبرا ان الاستقطاب لا يؤسس لحياة سياسية ناضجة مضيفا: «لا نهاجم أحدا فالساحة السياسية تتسع للجميع». وبسؤاله عن التيارات السياسية القريبة من التحالف أكد الحامدي أن مبادرتهم ليست قريبة من أي طيف مضيفا أنهم قريبون من أنفسهم ويتفقون مع من يرونه أصلح لتونس قائلا: «لو أحسسنا أننا قريبون من أي طرف لالتحقنا به وتفادينا عناء تأسيس هذه المبادرة..». ونفى الحامدي وجود أيّة اتصالات رسمية مع حركة «النهضة» للدخول في تحالف معها. وطالب الحامدي بالقطع مع سياسة الإقصاء والسجن وبخلق مناخ جديد يشجع على التداول على السلطة وارجع المنسق العام للتحالف الديمقراطي تدهور بعض المسائل والقضايا إلى تعطل ملف العدالة الانتقالية داعيا إلى عدم إقصاء أي طرف وترك هذه المهمة بيد الشعب (الناخبين) قائلا:«شعبنا قادر على أن يجازي أو يعاقب سياسيا من يريد». و من جهة أخرى أبرز الحامدي أن الشعب التونسي لا يرى نفسه في الكتل السياسية مشبها المبادرة الجديدة بالمصباح الذي سينير المشهد السياسي وسيخدم المجتمع التونسي الذي يرزح تحت عتبة الصعوبات الاقتصادية والاجتماعية إلى درجة أن المواطن التونسي بات يشعر أن الثورة لم تنعكس على واقعه حسب تعبيره وحمل مسؤولية ذلك إلى الحكومة والمعارضة على حد السواء. تلطيف الاجواء من جانبه دعا مهدي بن غربية إلى ضرورة تلطيف الأجواء وإيجاد حلول جذرية وآنية لمقاومة ظاهرة البطالة التي بلغت معدلات كبيرة منبها إلى أنه إذا استمر الوضع على ما هو عليه فستتفاقم البطالة وسيتضاعف عدد العاطلين عن العمل فيما أشاد محمود البارودي بدور الشباب في الثورة التونسية. وتمنى محمد القوماني الناطق الرسمي باسم المبادرة انضمام فرحات الراجحي وزير الداخلية الأسبق إلى «التحالف الديمقراطي» قائلا: «نتشرف بأن يكون الراجحي معنا فمرحبا به» مضيفا أن وظيفته الحالية لا تسمح له بممارسة العمل الحزبي مبينا أن الراجحي يدعم هذه المبادرة وتصريحاته خير دليل على ذلك. ترحيب مشروط أجمع أغلب السياسيين الحاضرين على أن مبادرة «التحالف الديمقراطي» بادرة طيبة وثمرة من ثمار الديمقراطية وفي هذا الإطار تمنى محمد براهمي الأمين العام لحركة «الشعب» التوفيق لهذه المبادرة مضيفا أن نجاحها رهين الخطاب الذي سيقدمه قادتها. أما أحمد إبراهيم رئيس «المسار الديمقراطي الإجتماعي» فقد قال عن المبادرة «إنها اضافة إيجابية نتابعها بكل اهتمام» ورأى أنها بادرة لتوحد بعض الفرقاء السياسيين لتجاوز بعض الخلافات الثانوية كما اعتبرها مساهمة لإثراء المشهد السياسي. من جانبه ابرز خميس قسيلة القيادي في حركة «نداء تونس» أن «التحالف الديمقراطي» انتصار على الاستبداد والضيق واعتبره إضافة نوعية إلى الساحة السياسية لقطع الطريق أمام احتكارها قائلا: «الشعب هو الذي يقرر عبر صناديق الاقتراع من يمثله», أما حسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة والتونسيين بالخارج فقد استحسن خطاب بن غربية وتمنى له التوفيق بعد أن عانقه بحرارة, وأكد بن غربية أن الجزيري صديقه لينخرط الطرفان في القهقهات والعناق.