أعلن مهرجان دبي السينمائي الدولي مع اقتراب دورته التاسعة(9 -16 ديسمبر 2012) عن دفعة جديدة من أفلامه الآسيوية والأفريقية، التي تتنافس على جوائز "مسابقة المهر الآسيوي الأفريقي" هذا العام. تحتل أفلام جنوب آسيا مساحة متميزة من بين الأفلام المشاركة، مشكلة بتنوع موضوعاتها وطروحاتها، بانوراما حية لعوالم تلك المساحة الجغرافية من آسيا، وما تشهده من نزاعات ومتغيرات . أول تلك الافلام هو فيلم المخرج الهندي أشيم أهلواليا "الأنسة الفاتنة" الذي عرض في مسابقة "نظرة ما" في الدورة الأخيرة من "مهرجان كان السينمائي". يمضي الفيلم عميقاً في العوالم السفلية لصناعة السينما المبتذلة في بومباي، من خلال قصة أخوين ينتجان أفلام الجنس والرعب في أواسط ثمانينات القرن الماضي. وفي البرنامج الفيلم الروائي الطويل الأول للمخرج الهندي أناند غاندي "سفينة ثيزيوس" الذي عرض في "مهرجان تورنتو السينمائي". يأتي الفيلم في قالب فلسفي غرائبي، يضع الراهب إلى جانب مصورة فوتوغرافية، وموظف شاب في البورصة، طارحاً أسئلة كبرى عن الهوية، والعدالة، والجمال، والموت. مخرج هندي ثالث هو موسى سيد يحضر في الدورة التاسعة من مهرجان دبي السينمائي بفيلمه "وادي القديسين"، وهو أيضاً أول أفلامه الروائية الطويلة، وقد فاز بجائزة "ألفريد ب. سلون" في "مهرجان سندانس السينمائي" 2012. يقارب هذا الفيلم منطقة كشمير والنزاع المستعر فيها، من خلال قصة حب تولد في أحضان طبيعة خلابة، حيث سيقع صديقا العمر غلزار وأفزال في حب نفس المرأة، وهما عازمان على الهرب والنجاة من العنف المحيط بهما، إلى أن تأتي تلك المرأة وتغير مسار خطتهما. ليس بعيداً عن الهند، يشارك من بنغلاديش، فيلم المخرج والكاتب مصطفى فاروقي "تلفزيون"، راصداً صدام القيم الحديثة مع التقليدية في قالب فكاهي، وذلك من خلال قصة رئيس بلدية قرية في ريف بنغلادش يحظر - متذرعاً بالدين - جميع أنواع الصور بما فيها التلفزيون وحتى أجهزة الهاتف المحمول، مما يشكل تحدياً كبيراً لمجتمع القرية، وتحديداً الشباب منهم، وانقساماً حاداً يأتي من تمرد بعض السكان على قرار رئيس البلدية. بينما يمضي فيلم "هو، هنا وما سيأتي" القادم من سريلانكا، للمخرج أسوكا هانداغاما، نحو "نمور التاميل"، ومن خلال سرده قصة أحد مقاتلي هذا الفصيل، وعودته إلى بيته بعد غيابه لسنتين على خطوط الجبهات، ومساعيه للتأقلم مع حياته الزوجية المستعادة. فيلم" هانداغاما" لن يكون بعيداً عن أجواء فيلم مواطنه سوبا سيفاكوماران "أنا أيضاً لدي اسم"، وهو فيلم قصير يحكي عن راهبة وخادمة تسكنهما أهوال وأشباح الحرب. أما السريلانكي هوفموكثي جاياساندرا فيقدم فيلماً قصيراً بعنوان "نور في فضاء النفس الأخير"، وليكون النفس الأخير تعبيراً عن ملازمة الابن لوالده في احتضاره الأخير. ومن الجدير ذكره أن جاياساندرا سبق وأن فاز عن فيلمه "الأرض المهجورة" بجائزة "الكاميرا الذهبية" في "مهرجان كان السينمائي" 2005. أما وثائقياً، فمن الأفلام المرتقبة بقوة فيلم "غلابي غانغ" للمخرجة الهندية نيشتا جين. يدحض هذا الفيلم الفكرة التي تقول أن الحركة النسوية ليست إلا حكراً على السيدات الأوروبيات المثقفات، إذ يوثق لمجموعة "غلابي غانغ" ومؤسستها سامبال بال، فنساء تلك المجموعة يرتدين الساري الزهري وينتقلن من مكان إلى آخر ساعيات لتحقيق العدالة للنساء، لا سيما االنساء المنتميات لطبقة "الداليت". وفي سياق متصل يوثق فيلم المخرج الهندي سوراف سارانغي "تشار..جزيرة بلا بشر" حياة طفل اسمه روبيل، يود الذهاب إلى المدرسة في الهند، لكنه وفي استجابة لظروفه العائلية والمالية، يضطر إلى تهريب البضائع بين الهند وبنغلادش، إذ يقوم يومياً باجتياز النهر الذي يشكّل حدوداً دولية بين هذين البلدين. إنه النهر نفسه الذي كان السبب في تدمير بيته، وهو الآن يعيش على جزيرة "تشار"، المتشكلة وسط ذلك النهر والتي يسيطر عليها حرس الحدود.