وصل امس الى قطاع غزة رفيق عبد السلام وزير الخارجية التونسي إلى قطاع غزة صحبة وفد رفيع المستوى ضم وزراء وكتاب دولة وممثلا عن رئيس الجمهورية وآخر عن رئيس الحكومة وذلك عن طريق معبر رفح الحدودي مع مصر، في اطار زيارة تضامنية تستغرق ساعات الى اهالي القطاع الذين يعانون من ويلات عدوان غاشم تشنه سلطات الاحتلال الاسرائيلي. وكان عدد من المسؤولين الفلسطينيين واعضاء الحكومة المقالة بغزة في استقبال الوفد التونسي في معبر رفح البري حيث تم اصطحابه الى مقر مجلس الوزراء المدمر على اثر غارة شنتها طائرات اسرائيلية في الساعات الاولى من فجر امس. وتأتي زيارة عبد السلام بعد يوم من زيارة مماثلة لرئيس الوزراء المصري هشام قنديل أكد فيها أن بلاده تعمل على تحقيق التهدئة وإيقاف العدوان الإسرائيلي. وقد تجول عبد السلام في بعض الاماكن من قطاع غزة ووقف على حقيقة الدمار الذي لحق ببعض البنايات الحكومية والمدنية صحبة مسؤولين من حركة المقاومة الاسلامية (حماس). وأشارت تقارير اخبارية الى ان عبد السلام سمع دوي انفجار نجم عن غارة جوية جديدة على شرق مدينة غزة بينما كان يتفقد مقر رئاسة الوزراء . وتوجه وزير الخارجية بعد ذلك إلى مستشفى الشفاء بمدينة غزة لمعاينة حالات بعض الجرحى الفلسطينيين، حيث كان نائب رئيس الحكومة زياد الظاظا والمستشار السياسي لاسماعيل هنية يوسف رزقة وعدد من الوزراء في استقباله. «ما كان متاحًا في السابق ليس متاحًا اليوم». وأدان وزير الخارجية العدوان السافر الذي تشنه «إسرائيل» على قطاع غزة مطالباً المجتمع الدولي بالتحرك لإيقاف الهجمات الإسرائيلية وذلك خلال مؤتمر صحفي عقده في مستشفى الشفاء بمدينة غزة , واعرب عن تضامن الشعب التونسي حكومة ورئاسة واحزابا مع سكان قطاع غزة الذي يعيش على وقع غارات اسرائيلية تستهدف الابرياء قائلا: «جئنا من تونسالجديدة للتعبير عن مؤازرتنا وتضامننا مع اخواننا في غزة» . ووصف عبد السلام العدوان الاسرائيلي بأنه اعتداء واضح على القانون الدولي وانتهاك للضوابط الدولية واستهداف ممنهج للمدنيين معلنا رفضه الكامل للعدوان قائلا : «كل هذه الوسائل غير مقبولة وغير مشروعة». ووجه عبد السلام رسالة شديدة اللهجة الى السلطات الاسرائيلية مطالبا إياها باحترام القوانين والاتفاقيات والمعاهدات الدولية والاعتراف بها , كما شجب العمليات العسكرية الاسرائيلية على التراب الفلسطيني منبها الى ان مثل هذه الممارسات لم تعد مقبولة قائلا : «لم يعد مباحا اليوم وفي القرن ال 21 التمادي في الاحتلال والسيطرة على الارض واستهداف الضحايا». كما دعا اسرائيل الى قراءة المتغيرات التي حصلت في الوطن العربي , وخاطبها قائلا : « عليها ان تدرك ان هناك متغيرات كثيرة تجري في الوضع العربي فما كان متاحا في السابق لم يعد مباحا او متاحا اليوم», ووصف العملية العسكرية الإسرائيلية على القطاع ب «غير المقبولة وغير المشروعة». وقف العدوان ورفع الحصار وتعهد وزير الخارجية بالعمل على انهاء العدوان على قطاع غزة ورفع الحصار عنه وطالب باتخاذ موقف عربي موحد بهذا الخصوص قائلا: «سيجتمع وزراء الخارجية العرب تحت سقف جامعة الدول العربية في القاهرة وسندعو الى موقف عربي موحد وشامل ضد العدوان وسندعو الى وقف العدوان ورفع كل اشكال الحصار عن القطاع» وطلب من المجتمع الدولي وفي مقدمته مجلس الامن الدولي الى تحمل المسؤولية كاملة لايقاف العدوان العسكري ووضع حد لاستهداف المدنيين. اعتداء سافر لا مبرر له وعبر رفيق عبد السلام الذي كان محاطا بثلة من القيادات الفلسطينية عن وقوف الشعب التونسي الدائم الى جانب الفلسطينيين قائلا: «جئنا من تونس الثورة محملين برسالة قوية وواضحة تعبر عن التضامن القوي والفاعل مع غزة في مواجهة العدوان الاسرائيلي» مضيفا «ما يحدث اليوم هو اعتداء اسرائيلي سافر لا يمكن تبريره بأي مقياس من المقاييس لا بالمعايير الاخلاقية ولا بالمعايير السياسية والانسانية ...» وتحدث عبد السلام عن حجم الدمار الذي لحق بالمباني وعن الضرر الذي لحق بالمدنيين قائلا : «قمنا بزيارة لأحد المستشفيات ورأينا نساء واطفالا...» مضيفا « كل هذه المظاهر غير مقبولة وهو استهداف منهجي للمدنيين من خلال هدم البيوت على رؤوس متساكنيها واستهداف المدارس والمؤسسات المدنية امر غير مقبول وغير مشروع».