بدعوة من الاتحاد العام التونسي للشغل، انتظمت امس ببطحاء محمد علي بالعاصمة وقفة احتجاجية عقبتها مسيرة باتجاه شارع الحبيب بورقيبة شارك فيهما المئات من المتظاهرين من مختلف التيارات الفكرية والسياسية والنقابية... الذين أعربوا عن مساندتهم وتضامنهم مع الأخوة الفلسطينيين في قطاع غزة، وعن حنقهم وسخطهم من عودة عمل آلة حرب وغطرسة صهيونية وقودها شعب فلسطيني أعزل، داعين الحكومة الى تحرّك عملي تعبيرا عن موقف الشارع التونسي المندد بهذه الاعتداءات السافرة. وقد تدفق ظهر أمس مئات المحتجين على بطحاء محمد علي رافعين صورة الرئيس العراقي السابق «صدام حسين» وعددا من اللافتات خط عليها ب «البنط العريض»: «غزة.. غزة رمز العزة»، «صراعنا صراع وجود لا صراع حدود»، و«معركتنا طويلة والنصر آت»، و«تجريم التطبيع استحقاق ثوري وواجب وطني»، و«ثوار ثوار ونهاية تحرير أراضينا آخر المشوار»... مرددين شعارات عدة من قبيل: «الأمريكان والإخوان شركاء في العدوان»، و«شعب تونس شعب حر والتطبيع لن يمر»، و«مقاومة مقاومة لا صلح ولا مساومة»... غياب أمني..وإنشاد طفولي غاب العنصر الأمني عن مكان الوقفة الذي كان يوم الخميس الماضي مسرحا للمواجهات بين الأمنيين والمتظاهرين عند منعهم من التحول إلى شارع الحبيب بورقيبة منتهيا بالاعتداء على نائب المجلس التأسيسي «مراد العمدوني»، كما تميزت الوقفة أيضا بترديد جملة من الشعارات الثورية والحماسية التي تفاعل معها الحضور ورددها أطفال في عمر الزهور من على شرفات المنازل المجاورة للساحة. «ثوار ثوار.. وتحرير أراضينا آخر المشوار» و قد أكد المتظاهرون خلال هذه الوقفة على مساندتهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني الذي ما فتئ يتعرض لعدوان آلة الحرب الصهيونية وتهديداتها اليومية،مؤكدين ان نهاية المشوار الثوري الذي اندلع بعدد من الدول العربية لابدّ ان ينتهي بتحرير الأراضي العربية المغتصبة. من وقفة... إلى مسيرة ! بعد ترديد جملة من الشعارات الحماسية،تحولت الوقفة الاحتجاجية الى مسيرة باتجاه شارع الحبيب بورقيبة، قام خلالها المشاركون بحرق العلم «الاسرائيلي» مرددين عبارة «كالورق... كالورق...الصهيونية ستحترق»، و«لا صلح..لا اعتراف..لا تفاوض».. و ببلوغ المسيرة مستوى مقر السفارة الفرنسية سارعت القوات الأمنية باعتراضها بغية تأطيرها وتوجيهها في اتجاه ينأى بها عن تعطيل حركة المرور واحداث الفوضى والشغب، ولكن كثرة عدد المتظاهرين حال دون إيقاف زحفهم باتجاه وزارة الداخلية. تعزيزات.. ومناوشات أثار تشكيل الجدران الأمنية البشرية في طريق المسيرة والحضور الامني المكثف بشارع الحبيب بورقيب حفيظة المتظاهرين الذين نعتوا وزارة الداخلية بالوزارة الإرهابية مرددين شعار «لا خوف لا رعب الشارع ملك الشعب»، وهو الامر الذي دارت على إثره بعض المناوشات اللفظية والتدافع بالأيدي بين الأمنيين والمتظاهرين دون تسجيل أية اصابات.