وافتنا وزارة العدل بالبلاغ التالي: «تعلن وزارة العدل ببالغ الأسى عن وفاة المرحوم محمد بختي صباح أمس السبت بقسم الانعاش بأحد مستشفيات العاصمة بعد تعكر حالته الصحية بسبب إقدامه على الدخول في إضراب جوع احتجاجا على إيقافه عقب أحداث السفارة الأمريكية وذلك رغم ما بذله الطاقم الطبي من مجهودات لإنقاذه. وكانت وزارة العدل قد أذنت أول أمس (الجمعة) بفتح تحقيق في ظروف وفاة المرحوم بشير القلّي بأحد مستشفيات العاصمة يوم الخميس الماضي بعد إصراره هو والمرحوم محمد بختي على مواصلة إضراب الجوع الذي دخلا فيه ممّا أدى الى تعكر حالتهما الصحية في الأيام القليلة الماضية. وتوضح الوزارة أن المرحوم محمد بختي صدر في حقه قرار بالسراح الشرطي يوم 13 نوفمبر الجاري في نفس اليوم الذي تعكرت فيه حالته الصحية ما أدى الى إبقائه بغرفة الانعاش طيلة الأيام الماضية. وتنفي الوزارة ما يروج حول نقل مساجين آخرين الى مستشفى شارل نيكول وتعكر حالتهم الصحية بسبب إضرابهم عن الطعام مؤكدة أن نقلهم صباح أمس الى المستشفى المذكور يأتي في إطار المراقبة الدورية لصحتهم التي تقوم بها مصالح إدارة السجون والإصلاح وهي تدعو بالمناسبة الإطار الطبي لعدم التردد في إطعام المضربين اصطناعيا إذا اقتضت الضرورة ذلك لإنقاذ حياتهم. وتؤكد وزارة العدل لممثلي المجتمع المدني والمنظمات الدولية الناشطة في مجال حقوق الانسان أن أبواب السجون التونسية مفتوحة أمامهم مؤكدة أنها تسعى جاهدة الى تحسين أوضاع المساجين بالتعاون مع عديد الشركاء الأوروبيين والدوليين وأنها تتعامل مع جميع المساجين على قدم المساواة مهما كانت أفكارهم أو آراؤهم أو انتماءاتهم. وتجدد الوزارة تأكيدها أنها بالإضافة الى عديد الأطراف سعت الى إقناع المضربين عن الطعام بأن التتبع القضائي يجري وفق القانون وأن القضاء ينظر في الملفات باستقلالية وألا مبرّر للإضراب عن الطعام لا سيما وأن حقوقهم كموقوفين محفوظة ويعاملون باحترام شأنهم في ذلك شأن بقية الموقوفين دون أيّ تعدّ من إدارة السجن على كرامتهم وحرمتهم البدنية والمعنوية. ويذكر أن الشابين بشير القلّي ومحمد بختي تم إيداعهما بسجن المرناقية يوم 20 سبتمبر الماضي عقب صدور قرارات إيقاف في حقهما صحبة عدد آخر من المشتبه بهم، من قاضي التحقيق لدى المحكمة الابتدائية بتونس بمناسبة التتبعات القضائية التي انطلقت عقب أحداث السفارة الأمريكية في 14 سبتمبر الماضي، ولا يسع وزارة العدل إلا التعبير عن أسفها وحزنها لوفاة المرحومين بشير القلي ومحمد بختي راجية من الله أن يرزق أهلهما وذويهما جميل الصبر على فقدانهما.