سعيا إلى تفعيل دور مؤسسات الشباب وتطوير آدائها بما يلائم حاجيات الشباب التونسي ومتطلبات التحولات الاجتماعية الراهنة في البلاد نظمت وزارة الشباب والرياضة أول أمس بمدينة سوسة ملتقى وطنيا حول «واقع قطاع الشباب.. وتحديات المرحلة» بمشاركة ثلة من اطارات وممثلي قطاع الشباب من مختلف الجهات. ويهدف الملتقى إلى تشخيص واقع قطاع الشباب والصعوبات التي يواجهها وتقديم المقترحات والسبل الكفيلة للنهوض بالقطاع وتطويره من خلال تشريك كل الأطراف الفاعلة في المجال الشبابي. وقد مثل غياب الإطار القانوني المنظم للقطاع وصعوبة التصرف المالي وغياب الاطار العمالي المختص في الميدان الشبابي وكذلك هشاشة البنية الاساسية بالمؤسسات الشبابية وتقادم التجهيزات بها وافتقادها لبرامج وأنشطة ومناهج عمل جدية وفاعلة من أهم الاشكاليات التي وقع تدارسها خلال اشغال الملتقى. كما تم التطرق إلى مواضيع تتعلق بنقص الدورات التكوينية والتفقد والمتابعة البيداغوجية لإطارات وأنشطة دور الشباب مما شكّل سببا من أسباب تراجع القطاع وهو ما أثر سلبا على مردوديته. كما انعكس غياب النصوص الترتيبية الخاصة بقطاع التنشيط الحضري والريفي وافتقاره لإطار مرجعي يحدد مشمولاته سلبا على مردودية وجودة الأنشطة خاصة بالنوادي الريفية. وقد مثل اللقاء مناسبة للاستماع لمشاغل وتطلعات المندوبين الجهويين ورؤساء المصالح المشرفين على القطاع وتقديم مقترحات وحلول جذرية للارتقاء بالقطاع الشبابي وتطوير برامجه وفقا لما يتماشى وانتظارات الشباب. واختتم الملتقى بجملة من المقترحات التي شملت أساسا المستوى التشريعي حيث تم التأكيد على ضرورة الإسراع بإصدار قانون أساسي للعمل الشبابي وللمؤسسات الشبابية. أما على مستوى البنية الأساسية فقد تم اقتراح احداث دور شباب نموذجية وإحداث فضاءات رياضية متطورة بمختلف المؤسسات الشبابية وتجهيزها وفق معيار الجودة لتطوير نشاطها ومزيد تشجيع الشباب على ارتيادها. كما شملت المقترحات أيضا فتح المجال في الانتدابات لمختلف الاختصاصات ومراجعة تكوين خريجي المعاهد العليا للتنشيط الشبابي والثقافي اضافة إلى تطوير البرامج والأنشطة الشبابية بما يلائم الاحتياجات الحقيقية للقطاع. كما تمحورت النقاشات حول ضرورة الترفيع في المنح المادية المسندة للمؤسسات الشبابية وإعادة النظر في مناهج عمل دور الشباب بالوسطين الحضري والريفي لمزيد استقطاب الشباب واستثمار طاقاته الابداعية لفائدة النهوض بالقطاع وتطويره بما يتماشى وروح العصر.