التأمت صباح اليوم بمجلس النواب بباردو جلسة حوار مع الحكومة حول موضوع ” الشباب ” الاحاطة الثقافية والرياضية ” برئاسة السيد فواد المبزع وبحضور السادة سمير العبيدى وزير الشباب والرياضة والتربية البدنية وعبد الرؤوف الباسطي وزير الثقافة والمحافظة على التراث والبشير الوزير كاتب الدولة المكلف بالرياضة. وابرز السيد فؤاد المبزع في كلمته الافتتاحية المكانة الجوهرية التي يحتلها قطاع الشباب في سياسة الدولة مشيرا إلى أن القرارات الريادية التي اقرها الرئيس زين العابدين بن علي مؤخرا لفائدة قطاعي الشباب والرياضة تمثل حلقة جديدة على درب الرعاية الموصولة التي ما انفك يوليها سيادته للشباب. وأضاف أن تناول المجلس لموضوع الشباب والإحاطة الثقافية والرياضية يؤكد التزام هذا الهيكل بمنهج العمل الجديد الذي توخاه في برمجة جلسات الحوار مشيرا إلى أن هذه الجلسة ستنظر في التلازم والتكامل بين البعدين الثقافي والرياضي في الإحاطة بالأجيال الصاعدة. وأشاد النواب في تدخلاتهم بصواب المقاربة الشبابية والثقافية التي أرسى دعائمها الرئيس زين العابدين بن علي مؤكدين أهمية الإجراءات والقرارات التي أذن بها سيادته مؤخرا لفائدة قطاعي الشباب والرياضة والرامية إلى مزيد النهوض بواقع الشباب في مختلف المجالات وتطوير أداء القطاع الرياضي. وثمنوا بالمناسبة الإجراءات التي اقرها رئيس الدولة وبالخصوص قرار سيادته بإحداث لجنة وطنية لصياغة الوثيقة النهائية لإستراتيجية السياسة الشبابية للفترة 2009/2014 وإعداد الخطط التنفيذية الملائمة لها والحرص على مواصلة الحوار. كما نوهوا بقرار الرئيس زين العابدين بن علي المتعلق بإعادة هيكلة القطاع الرياضي وتأكيد سيادته على ضرورة ترسيخ السلوك الحضاري داخل الفضاءات الرياضية وخارجها وحول الشأن الثقافي المتصل بقطاع الشباب توجه النواب بعدد من الأسئلة إلى وزير الثقافة والمحافظة على التراث تمحورت بالخصوص حول المؤشرات التي حققتها الخطط الوطنية الخاصة بتطوير وتوسع شبكة دور الثقافة ونوادي الإعلامية ومدى سعي الوزارة إلى استقطاب الشباب للمشاركة في التظاهرات الثقافية والمهرجانات التي تنتظم في كافة الجهات. كما دعوا الى مزيد التنسيق بين الوزارات المعنية بالشأن الشبابي للاشتراك في إيجاد الأرضيات الملائمة لاحتضان الكفاءات الشابة وجعلها معنية مباشرة بالشأن الثقافي. وفي هذا الصدد طلب عدد من النواب توضيحات حول آليات التنسيق بين وزارة الشباب والرياضة والتربية البدنية ووزارة الثقافة والمحافظة على التراث من جهة والهياكل الشبابية من جهة أخرى مؤكدين على ضرورة العمل على تطوير أداء المؤسسات الشبابية بما يتماشى وطموحات شباب مختلف الولايات. كما استفسر المتدخلون حول مدى مشاركة الشباب في الشأن العام والسبل الكفيلة باستقطاب اكبر عدد ممكن من هذه الشريحة وخاصة من شباب المهجر وضرورة تفعيل النتائج التي أفرزتها الاستشارات في الإلمام بقضايا الشباب حتى تكون أكثر فاعلية ونجاعة مشددين على ضرورة تشريك مختلف الوزارات في اللجنة الوطنية التي ستتولى صياغة الوثيقة النهائية للإستراتيجية الشبابية للفترة القادمة . وبخصوص قرار رئيس الدولة المتمثل في إعادة هيكلة الجامعات الرياضية تساءل النواب عن إستراتيجية الوزارة في مزيد النهوض بقطاع الرياضة وضرورة إيجاد حلول لمسالة حل الجمعيات فضلا عن إحكام استغلال الفضاءات التربوية في الأنشطة الرياضية. وأوضح السيد سمير العبيدى من جهته العناية الموصولة التي ما انفك يوليها الرئيس زين العابدين بن علي لقطاعي الشباب والرياضة مستعرضا في هذا السياق أهم الإجراءات والقرارات التي اتخذها مؤخرا والتي تعكس حرص سيادته الدؤوب على دعم هذه الشريحة والإحاطة بها على جميع المستويات. وابرز الجهود التي تبذلها الدولة من اجل تعصير المؤسسات الشبابية وتعزيزها ب2000 حاسوب إضافي مشيرا إلى أن رئيس الدولة أكد استعداد الدولة لتلبية حاجيات الشباب حسب خصوصيات كل منطقة مبرزا ان قطاع الشباب يعد القطاع الأكثر اتصالا بالتكنولوجيات الحديثة بما استوجب ضرورة إحداث بوابة متطورة تكون تفاعلية وحسب مواصفات عالمية. وبخصوص القرار الرئاسي بإيجاد منتدى وطني دائم للحوار مع الشباب أوضح الوزير أن هذا المنتدى الذي سيعمل بالتعاون مع كافة الأطراف المتدخلة سيختتم سنويا بتقييم شامل لمزيد النهوض بقطاع الشباب مشيرا في هذا الصدد إلى انه سيتم قريبا وبقرار من رئيس الدولة تنظيم يوم مفتوح مع شباب المهجر للاطلاع على تصوراته بخصوص سبل واليات مواصلة الحوار. وفي رده على تدخلات احد النواب حول آليات التنسيق بين مختلف الهياكل الشبابية وسلطة الإشراف أهمية إيجاد علاقة هيكلية دائمة بين وزارات الشباب والرياضة التربية البدنية والتربية والتكوين والثقافة والمحافظة على التراث والتعليم العالي والبحث العلمي والتكنولوجيا من اجل تنويع أنشطة دور الشبابية وانفتاحها على محيطها التربوي على المستوى المحلي والجهوى مشيرا إلى انه سيتم إجراء عمليات تقييم سنوية للوقوف على النتائج المسجلة. وبخصوص مشاركة الشباب في الشأن العام أكد الوزير ان الحوار مع الشباب يمثل احد الأساليب الراقية للممارسة الديمقراطية والالتزام بقضايا الوطن مذكرا في هذا السياق بقرار رئيس الدولة بالتخفيض في سن الترشح لمجلس النواب إلى 23 سنة والانتخاب إلى 18 سنة. وحول ظاهرة حل بعض الجمعيات الرياضية ابرز السيد سمير العبيدى ان الوزارة تعمل جاهدة من اجل إيجاد حلول لاستمرارية قيام الجمعيات الهاوية نظرا لدورها الهام في تأطير الشباب مشيرا إلى القرار الرئاسي بإحداث لجنة وطنية مختصة بالتعاون مع كافة الأطراف المعنية بهدف تشخيص واقع التمويل الرياضي صلب الهياكل والجمعيات الرياضية ومزيد تدعيم الفرق الهاوية تماشيا مع توجهات رئيس الدولة الذي أذن هذه السنة بتخصيص مبلغ مليون دينار لفائدة هذه الفرق. وفي رده على خطة الوزارة لمعالجة ظاهرة العنف في الملاعب وترسيخ السلوك الحضاري داخل الفضاءات الرياضة وخارجها أكد الوزير على ضرورة تشريك كافة الأطراف المتدخلة لبحث سبل احتواء هذه الظاهرة مشددا على أهمية الدور الموكول للجامعات والأندية ولجان الأحباء ووسائل الإعلام في إحكام تنظيم المباريات الرياضية وتأطير الجماهير وتجذير الوعي في أوساطها. وأشار في هذا الصدد إلى مختلف الأنشطة التي تقوم بها اللجنة الوطنية الاولمبية التونسية من اجل مزيد إشاعة التربية الاولمبية في الوسط التربوي تماشيا مع توجيهات الرئيس زين العابدين بن علي في هذا المجال والتي انبثق عنها إصدار كتاب الاولمبي الذي حظي بإشادة اولمبية ودولية واسعة النطاق. وعلى صعيد آخر ابرز السيد سمير العبيدى العناية الفائقة التي يوليها رئيس الدولة للرياضة النسائية والقرارات الهامة التي اتخذها سيادته من اجل مزيد النهوض بها والترفيع في عدد المجازات على غرار تخصيص 10 في المائة سنويا من الموارد المخصصة بصندوق التنمية الرياضية لدعم الرياضة النسائية وإعفاء الجمعيات الرياضية النسائية من معاليم الانخراط في الجامعات الرياضية. وفي حواره مع النواب ابرز السيد عبد الرؤوف الباسطي أن مقاربة الرئيس زين العابدين بن على في المسائل الثقافية والشبابية والترفيهية تنبع من رؤية حداثية واستشرافية متبصرة تتعامل مع الإنسان فى شمولية تركيبته وتعتني بمشاغله وتطلعاته وأكد أن موقع الشباب محوري في السياسة الثقافية التي تنتهجها تونس منذ التغيير حيث مثل عنصرا محركا في كل مجالات الإبداع . وبين أن سياسة تونس الثقافية مع الشباب تعتمد على قطبين أساسين يتصل الأول بتمتين العلاقة بين الشباب وموروثه الحضاري والثقافي ويعمل الثاني على تمكين هذه الفئة العمرية من مواكبة الحضارة الكونية وما تعرفه من تحولات متسارعة ومتلاحقة وهما قطبان يتيحان للشباب ممارسة ثقافية متوازنة تمكنه من التعبير عن ذاته بالشكل الصحيح وتحفزه على المشاركة بأكثر ايجابية في مجتمعه وتطرق الوزير الى ما تشهده الخطة الوطنية لتطوير دور الثقافة من تحسينات على مستوى البرامج والتجهيزات حيث تم ربط 92 بالمائة من هذه الدور بشبكة الانترنات وتم تركيز نواد للإعلامية بداخلها بما فتح المجال واسعا أمام مرتاديها لتنمية قدراتهم الفكرية والإبداعية. ولاحظ انه يتم العمل على توسيع شبكة دور الثقافة التي تغطي حاليا 65 بالمائة من جهات الجمهورية وعلى تركيزها بالخصوص في المناطق الريفية في إطار السعي إلى تقريب الهياكل المعنية بالثقافة من شباب تلك المناطق وبين أن التنسيق جار بين الوزارة وبقية الوزارات المعنية بالأنشطة الشبابية بهدف التوفق إلى استقطاب هذه الفئة وتأ طيرها بالشكل المطلوب مشيرا إلى انه تتم في هذا الإطار رسكلة وتكوين القائمين على دور الثقافة. وأشار السيد عبد الرؤوف الباسطي إلى سعي الوزارة أيضا إلى مزيد انتشار المكتبات العمومية وتحسين أرصدتها من الكتب فضلا عن تواصل تنفيذ مشروع ربطها بشبكة الانترنات. وحول التظاهرات الثقافية والمهرجانات الموجهة للشباب بين الوزير أن عددها يرتفع تدريجيا وأنها تتميز بالتنوع والاهتمام بكافة أشكال الفنون التي تحظى بمتابعة هذه الفئة وهو ما جعل منها مناسبات يعبر فيها الشباب عن أفكاره وإبداعه وفضاء لإطلاق ما بداخله من طاقات. وبين أن الجهود التي تقوم بها الوزارة من ناحيتها او بالتعاون مع الوزارات المعنية بالشأن الشبابي ينبغي أن تصاحبها جهود أخرى من المجتمع المدني لمزيد النهوض بالسياسة الثقافية الشبابية.