باستثناء الهدف اليتيم الذي لم يغن من جوع والذي سجله يانيك نجانغ في الدور النهائي إيابا في شباك الأهلي والذي جاء بعد إضاعة الكامروني فرصا ذهبية كانت ستغير مصير اللقاء وأيضا مآل اللقب فإن عناصر الخط الأمامي لفريق باب سويقة صائمة عن التهديف منذ أمد ليس بالقصير... ففي اللقاءين اللذين مرا من عمر بطولة هذا الموسم وكذلك في المقابلات الأربع في الدورين نصف النهائي والنهائي لكأس رابطة الأبطال الإفريقية ضد مازمبي والأهلي وباستثناء هدف الشرف الذي سجله نجانغ في شباك إكرامي غابت أهداف المهاجمين الترجيين الصائمين عن التسجيل لفترة ليست بالقصيرة مما يعني فشلهم في القيام بمهمتهم الأولى والأساسية في الفريق والمتمثلة في استغلال الفرص السانحة للتهديف والتميز بنجاعة هجومية محترمة تليق بمهاجمين ينتمون إلى فريق كبير مثل الترجي الرياضي يطمح إلى لعب الأدوار الأولى في كل التزاماته ... عناصر الخط الأمامي لم تساعد الأحمر والأصفر في أهم وأصعب لقاءاته القارية وهي الأربعة الأخيرة أمام كل من مازمبي والأهلي فالتأهل إلى النهائي حسمته كرة ثابتة سجلها قلب الدفاع ونفس الشيء حصل بالنسبة للهدف الذي باغت به الترجي الرياضي منافسه المصري في ملعب برج العرب وذلك قبل أن يتميز خط هجوم الترجي الرياضي والمتثمل أساسا في يانيك نجانغ بفشل ذريع في استغلال الفرص التي كانت ستقلب المعطيات في رادس بمناسبة نهائي العودة ضد ممثل الكرة المصرية مساهما بالتالي وبقسط كبير في خيبة الأمل التي عرفها فريق باب سويقة في آخر محطة له نحو اللقب. «نجانغ» أصل الدّاء لا يشك أحد في مستوى المهاجم الكامروني يانيك نجانغ ولا يختلف اثنان في كونه أحد أفضل الأجانب الذين قدموا إلى بطولتنا لكن الثابت والأكيد أيضا أن رأس الحربة رقم واحد في الترجي الرياضي لم يقدم الإضافة المرجوة والمطلوبة منه في المقابلات القارية الحاسمة وخاصة في مقابلتي الأهلي ذهابا وإيابا حيث أتيحت للكامروني أبرز الفرص السانحة للتهديف لكنه ومن سوء حظ الترجيين أهدرها مفوتا بالتالي إمكانية قلب المعطيات ... نعم قلب المعطيات رأسا على عقب لأن الفرصة السهلة السانحة للتعديل في بداية الشوط الثاني حين كانت النتيجة (1 – 0) للأهلي كانت ستعطي منعرجا مغايرا تماما للمباراة... في الأدوار النهائية لكأس رابطة الأبطال وخاصة حين يكون المنافس هو الأهلي المصري تكون الفرص السانحة للتهديف نادرة جدا وهو ما يعني ضرورة استغلال أنصاف وأشباه الفرص غير أن الكامروني وإضافة إلى الهدف الذي سجله في نهاية اللقاء بعد أن حسم كل شيء توفرت له على الأقل فرصتان سانحتان كان حريا بمهاجم أجنبي بهذا المستوى أن يستغلهما... لقد وجهت سهام النقد بعد النهائي إيابا إلى كل اللاعبين تقريبا باستثناء نجانغ مع أنه كان من الأسباب الرئيسية للإخفاق وهو بوصفه أول المهاجمين في الترجي الرياضي كان عليه أن لا ينزل عن مستوى معين وأن لا يهدر فرصا كالتي توفرت له وأن يقوم بواجبه على أحسن وجه وهذا ما لم يحصل ولذلك فإن نجانغ لا يستحق فقط النقد بل هو أول اللاعبين الذين يستحقون النقد. في انتظار ثورة حقيقية الوضع الحالي لهجوم الترجي الرياضي يفرض ثورة كاملة يتغير على ضوئها كامل الزاد البشري للفريق إذ من المخجل أن يضم فريق مثل الترجي الرياضي مهاجما واحدا في المستوى المطلوب حين يكون في غير يومه يصمت هجوم الأحمر والأصفر وهذا ما حصل في المقابلات الحاسمة لدوري الأبطال... من المهين أن لا يضم الترجي الرياضي مهاجما ثانيا يتقارب مع نجانغ من حيث المستوى ذلك أن الفرق الكبير في الإمكانيات تسبب في فشل خط من المفروض أن يمثل أبرز نقطة قوة فريق مثل الترجي الرياضي ينتهج الخطط الهجومية ويلعب من أجل الانتصارات والتتويجات... لقد حان الوقت لتغيير الزاد البشري لخط الهجوم وإحداث نقلة نوعية عليه وقد بدأ نبيل معلول في إعطاء الفرصة لأحد أفضل المهاجمين الشبان في النادي وهو الجويني لكن لا ندري أسباب غياب كلوتي على لقاء الترجي الجرجيسي والحال أنه مهاجم الترجي الرياضي الجديد الذي من المفروض أن تمنح له فرص اللعب والتأقلم والاستعداد الكامل من خلال الجاهزية البدنية ونسق المقابلات ... من المفروض أن يكون كلوتي أول الثلاثي الأجنبي المشارك في اللقاءات في هذه الفترة خصوصا وأن نجانغ راحل ولا بد أن يجهّز الإطار الفني البديل من الآن.