علمت «التونسية» من مصادر مطلعة أن لقاء سيجمع اليوم بين ممثلين عن الحكومة وممثلين عن المركزية النقابية والاتحاد الجهوي للشغل بسليانة للتحاور حول مطالب الجهة المتعلقة بالتنمية وإقالة الوالي ، وقد أكدت مصادر الاتحاد أن والي الجهة لن يحضر هذا الاجتماع بعد رفض الجانب النقابي أن يكون طرفا في الحوار مشيرة إلى تمسك الاتحاد بمطلب إقالته رغم أن الحكومة أعلنت سابقا رفضها لهذا الحضور رفضا قطعيا . وقد أكد سامي الطاهري عضو المكتب التنفيذي لاتحاد الشغل ل «التونسية» أن الاتهامات التي وجهها عدد من أعضاء حركة النهضة للنقابيين بأنهم يقفون وراء الأحداث التي تعيش على وقعها سليانة منذ بداية الأسبوع تعتبر شكلا من أشكال الحوار مشيرا إلى أن الاتحاد تعود على هذه الإتهامات التي تلقى عليه جزافا، وأن المنظمة مصرة على موقفها في مساندة إضراب الجهة الذي تعتبره إضرابا شرعيا ومدافعا عن مطالب شرعية . وفي السياق ذاته قال الأمين العام المساعد بلقاسم العياري ل «التونسية» إن الاتحاد يعول على الحوار البناء مع الحكومة لحل ملف سليانة مشيرا إلى أن التهم التي توجه إلى الاتحاد سواء من بعض الأطراف السياسية المحسوبة على النهضة أو في المنابر الإعلامية لا تأخذها المركزية النقابية بعين الاعتبار إذ أنها لا تعتمد إلا التصريحات الرسمية التي ينطق بها رئيس الحكومة والذي يعتبره الاتحاد نظيره في كل الحوارات والملفات الوطنية المطروحة للنقاش . من جانبه أكد السيد حسين الجزيري كاتب الدولة للهجرة أن الحكومة متمسكة بمبدأ الحوار مع اتحاد الشغل في كل الملفات الحيوية إيمانا بدوره التاريخي معتبرا أن قرار إقالة الوالي من عدمه يعود إلى الحكومة التي أعربت في كل المناسبات استعدادها للتفاوض في المسائل الاجتماعية التي يتبناها الاتحاد على غرار المفاوضات الاجتماعية والزيادات في أجور القطاعين العام والخاص. لكن يبدو أن ارتفاع وتيرة التشنج بين أنصار حركة النهضة والحكومة والنقابيين عقب أحداث سليانة يتنزل في إطار الصراع غير المعلن بين الطرفين اللذين يمثلان السلطتين الأكثر قدرة على التجييش ، فالحكومة التي تستمد شرعيتها من صندوق الإقتراع تريد المسك بزمام الأمور في كل المسائل الأمنية والاجتماعية وتحكم السيطرة على الشارع في محافظة على هيبة الدولة ، في حين يعتبر الاتحاد العام التونسي للشغل نفسه طرفا مهما في رصد تحركات الشارع والمساعدة على فرض التهدئة في ظروف التوتر مستمدا شرعيته من نضاله ومواقفه التاريخية وكذلك في الدور الذي لعبه في الإطاحة بالنظام السابق .