تونس تحتفل بعيد الشغل العالمي وسط آمال عمالية بإصلاحات تشريعية جذرية    دوري ابطال اوروبا.. التعادل يحسم مباراة مجنونة بين البرسا وانتر    شهر مارس 2025 يُصنف ثاني الأشد حرارة منذ سنة 1950    يظلُّ «عليًّا» وإن لم ينجُ، فقد كان «حنظلة»...    الاتحاد يتلقى دعوة للمفاوضات    تُوّج بالبطولة عدد 37 في تاريخه: الترجي بطل تونس في كرة اليد    زراعة الحبوب صابة قياسية منتظرة والفلاحون ينتظرون مزيدا من التشجيعات    قضية مقتل منجية المناعي: إيداع ابن المحامية وطليقها والطرف الثالث السجن    رحل رائد المسرح التجريبي: وداعا أنور الشعافي    القيروان: مهرجان ربيع الفنون الدولي.. ندوة صحفية لتسليط الضوء على برنامج الدورة 27    الحرائق تزحف بسرعة على الكيان المحتل و تقترب من تل أبيب    منير بن صالحة حول جريمة قتل المحامية بمنوبة: الملف كبير ومعقد والمطلوب من عائلة الضحية يرزنو ويتجنبو التصريحات الجزافية    الليلة: سحب مع أمطار متفرقة والحرارة تتراوح بين 15 و28 درجة    عاجل/ الإفراج عن 714 سجينا    عاجل/ جريمة قتل المحامية منجية المناعي: تفاصيل جديدة وصادمة تُكشف لأول مرة    ترامب: نأمل أن نتوصل إلى اتفاق مع الصين    عاجل/ حرائق القدس: الاحتلال يعلن حالة الطوارئ    الدورة 39 من معرض الكتاب: تدعيم النقل في اتجاه قصر المعارض بالكرم    قريبا.. إطلاق البوابة الموحدة للخدمات الإدارية    وزير الإقتصاد يكشف عن عراقيل تُعيق الإستثمار في تونس.. #خبر_عاجل    المنستير: إجماع خلال ورشة تكوينية على أهمية دور الذكاء الاصطناعي في تطوير قطاع الصناعات التقليدية وديمومته    عاجل-الهند : حريق هائل في فندق يودي بحياة 14 شخصا    الكاف... اليوم افتتاح فعاليات الدورة العاشرة لمهرجان سيكا جاز    السبت القادم بقصر المعارض بالكرم: ندوة حوارية حول دور وكالة تونس إفريقيا للأنباء في نشر ثقافة الكتاب    عاجل/ سوريا: اشتباكات داخلية وغارات اسرائيلية وموجة نزوح..    وفاة فنانة سورية رغم انتصارها على مرض السرطان    بمناسبة عيد الإضحى: وصول شحنة أغنام من رومانيا إلى الجزائر    أبرز مباريات اليوم الإربعاء.    عملية تحيّل كبيرة في منوبة: سلب 500 ألف دينار عبر السحر والشعوذة    تفاديا لتسجيل حالات ضياع: وزير الشؤون الدينية يُطمئن الحجيج.. #خبر_عاجل    الجلسة العامة للشركة التونسية للبنك: المسيّرون يقترحون عدم توزيع حقوق المساهمين    قابس: انتعاشة ملحوظة للقطاع السياحي واستثمارات جديدة في القطاع    نقابة الفنانين تكرّم لطيفة العرفاوي تقديرًا لمسيرتها الفنية    زيارات وهمية وتعليمات زائفة: إيقاف شخص انتحل صفة مدير ديوان رئاسة الحكومة    إيكونوميست": زيلينسكي توسل إلى ترامب أن لا ينسحب من عملية التسوية الأوكرانية    رئيس الوزراء الباكستاني يحذر الهند ويحث الأمم المتحدة على التدخل    في تونس: بلاطو العظم ب 4 دينارات...شنوّا الحكاية؟    ابراهيم النّفزاوي: 'الإستقرار الحالي في قطاع الدواجن تام لكنّه مبطّن'    القيّمون والقيّمون العامّون يحتجون لهذه الأسباب    بطولة إفريقيا للمصارعة – تونس تحصد 9 ميداليات في اليوم الأول منها ذهبيتان    تامر حسني يكشف الوجه الآخر ل ''التيك توك''    معرض تكريمي للرسام والنحات، جابر المحجوب، بدار الفنون بالبلفيدير    أمطار بكميات ضعيفة اليوم بهذه المناطق..    علم النفس: خلال المآزق.. 5 ردود فعل أساسية للسيطرة على زمام الأمور    بشراكة بين تونس و جمهورية كوريا: تدشين وحدة متخصصة للأطفال المصابين بالثلاسيميا في صفاقس    اغتال ضابطا بالحرس الثوري.. إيران تعدم جاسوسا كبيرا للموساد الإسرائيلي    نهائي البطولة الوطنية بين النجم و الترجي : التوقيت    اتحاد الفلاحة: أضاحي العيد متوفرة ولن يتم اللجوء إلى التوريد    في جلسة ماراتونية دامت أكثر من 15 ساعة... هذا ما تقرر في ملف التسفير    ديوكوفيتش ينسحب من بطولة إيطاليا المفتوحة للتنس    رابطة ابطال اوروبا : باريس سان جيرمان يتغلب على أرسنال بهدف دون رد في ذهاب نصف النهائي    سؤال إلى أصدقائي في هذا الفضاء : هل تعتقدون أني أحرث في البحر؟مصطفى عطيّة    أذكار المساء وفضائلها    شحنة الدواء العراقي لعلاج السرطان تواصل إثارة الجدل في ليبيا    الميكروبات في ''ديارنا''... أماكن غير متوقعة وخطر غير مرئي    غرة ذي القعدة تُطلق العد التنازلي لعيد الأضحى: 39 يومًا فقط    تونس والدنمارك تبحثان سبل تعزيز التعاون في الصحة والصناعات الدوائية    اليوم يبدأ: تعرف على فضائل شهر ذي القعدة لعام 1446ه    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مسيرة رمزية حاشدة في اتجاه العاصمة.. غضب من تصريحات أعضاء في الحكومة.. وتجدد المواجهات
«الصباح» تواكب إضراب سليانة في يومه الرابع
نشر في الصباح يوم 01 - 12 - 2012

شهد اليوم الرابع من الإضراب العام بمدينة سليانة بمسيرة رمزية على الأقدام انطلقت من أمام مقر الاتحاد الجهوي للشغل سالكة الطريق الوطنية رقم 4 في اتجاه العاصمة وذلك في صورة رمزية تجسد إخلاء الأهالي للمدينة وتركها للوالي ولقوات الأمن
وقد وصلت هذه المسيرة إلى حدود منطقة يهبو على بعد 10 كيلومترات عن مركز المدينة، حيث انقطاع الطريق الرابط بين سليانة والعاصمة جراء فيضانات 2011 والتي جرفت جزءا كبيرا من هذا الطريق.
وضمت المسيرة آلاف المواطنين الذين رفعوا نفس الشعارات التي تندد بالطريقة التي تصدت بها قوات الأمن لاحتجاجاتهم والتي خلفت المئات من الجرحى خلال الايام الثلاثة الأخيرة، إضافة إلى الشعارات المنادية بالتنمية والتشغيل.
ما لاحظناه خلال متابعتنا لهذا التحرك، هو الإصرار الكبير لدى أغلب الأهالي على مواصلة تحركهم السلمي وتمسكهم التام بأهدافهم، وذلك رغم ما لحقهم من أضرار بدنية ومعنوية جراء المواجهات مع الأمن.
جنازة رمزية
في حركة رمزية قام بعض المحتجين بحمل تابوت علقت عليه لافتات كتب عليها "الحكومة" "الوالي" "حركة النهضة" وذلك تعبيرا عن رفضهم لهذه الأطراف التي يعتبرونها المتسبب في ما آلت إليه الأوضاع في سليانة، وأنهم لن يقبلوا تواجد هذا الوالي، وكان للبعض الآخر طريقتهم الخاصة والطريفة في التعبير عن غضبهم ورفضهم للطريقة التي توختها الحكومة في التعامل مع قضيتهم، إذ قام بعض المواطنين بجمع مختلف أنواع الغاز والرش التي استعملت خلال المواجهات من قبل عناصر الأمن، وتم بسطها على جانب الطريق واضعين فوقها لافتة كتب عليها "أدوية قطرية للبيع". وعادت المسيرة إلى المدينة في حدود الساعة الثانية بعد الزوال في أجواء عادية وسلمية.
غضب.. احتقان وتجدد المواجهات
بعد رجوع المحتجين إلى المدينة، وفي حدود الساعة الثالثة بعد الزوال تجددت المواجهات بين المواطنين وقوات الأمن التي ردت على المتظاهرين باستعمال الغازات المسيلة للدموع والهراوات، وتواصل الكر والفر بين الطرفين أمام مقر محطة النقل البري إلى حدود الساعة السادسة مساء حين تدخلت مدرعتان للحرس الوطني مطلقتين الرصاص المطاطي في الهواء لتفريق المحتجين الذين احتموا بالأنهج المتاخمة لشارع البيئة حيث دارت المواجهات التي انتهت في حدود الساعة السابعة مخلفة إصابات ب"الماتراك" واختناقا في صفوف المتظاهرين.
شهادات حية
في إطار تجولنا في المدينة قصدنا المستشفى الجهوي بسليانة، حيث وجدنا بعض الحالات من الجرحى الذين تعرضوا للضرب في الأيام الفارطة.. واستوقفتنا في هذا السياق حالة شاب اسمه يوسف يبلغ من العمر 18 عاما تعرض لاعتداء ب"المتراك" على رأسه تسبب له في 16 غرزة وانتفاخ على مستوى الوجه والعينين وقال يوسف عن هذه الحادثة: أنه كان ضمن الصفوف الوسطى للمحتجين يوم الاربعاء أمام مقر الولاية بعد أن فرقت قوات الأمن المتظاهرين، حينها سقط أرضا ليتلقى ضربة واحدة على رأسه كانت كافية لتفقده الوعي تماما.
حالة أخرى وجدناها في المستشفى وهو مواطن يدعى شعبان جاب الله قال إنه بينما كان بصدد العودة إلى منزله أعترضته دورية أمن برّحت به ضربا في كامل جسده دون رحمة، وقاموا بشتمه بعبارات نابية، ثم تركوه وواصلوا مسيرهم.
وفي نفس السياق ذكر معز العوني انه تعرض الى اعتداء وحشي من قبل اعوان الامن اضافة الى الالفاظ النابية وقد خلفت له الاعتداءات كسرا على مستوى يده اليمنى مؤكدا انه سيقدم قضية ضد وزير الداخلية كما طالب بفتح تحقيق في الاعتداءات التى طالت ابناء الجهة جراء العنف المفرط من قبل الوحدات الامنية في سليانة.
كما تحدثنا إلى بعض عائلات الجرحى الذين طالتهم الاصابات وذكرت احدى الامهات ان ابنها تعرض الى اصابة على مستوى العين والصدر وتم نقله على جناح السرعة الى مستشفى العيون الهادي الرايس بالعاصمة وهو محل متابعة طبية وطالبت الحكومة بفتح تحقيق في هذا الغرض لمعرفة المتسببين في الاصابات.
وقالت امرأة مسنة ان الوالي هو المتسبب المباشر في ما آلت اليه الامور والاصابات والاعتداءات اللفظية والجسدية نتيجة تمسكه بمنصبه ضاربا مطالب ومشاغل الجهة عرض الحائط مؤكدة في نفس السياق ان مطالب ابناء الجهة تمثلت في التنمية والتشغيل واطلاق سراح الموقوفين في احداث سليانة 2011.
إسعاف الأمنيين
وعن تصريحات الحكومة حول رفض إسعاف الأمنيين بالمستشفى الجهوي بسليانة، قال سامي قدادة الناظر العام للمستشفى الجهوي، إنه خلاف لما قيل فقد تم إسعاف 15 حالة في صفوف الأمنيين، فضلا عن إسعاف المصابين بعد تعرضهم لاعتداءات من قبل قوات الأمن وقد بلغ العدد الجملي للمصابين منذ بداية الأحداث 252 حالة. بعض المعطلين عن العمل من أصحاب الشهادات العليا من أبناء الجهة، نفوا نفيا قاطعا ما صرح به مسؤولون في الحكومة الذين قالوا إن هناك اعتداءات من قبل المحتجين على الممتلكات الخاصة والمنشآت العمومية، وقال حسان العبيدي في هذا السياق بأن هذه التصريحات هي التي أججت الاحتقان وأثارت حفيظة الأهالي خاصة وأن هناك بعض المسؤولين اتهموا المحتجين بأنهم مأجورين وتم دفع مبلغ مالي قدره 70 دينارا مقابل القيام بأعمال التخريب.
هكذا كان المشهد العام في سليانة خليطا بين الاحتقان والاحتجاج والتنديد بتصريحات المسؤولين الحكوميين وأعضاء الكتلة النيابية لحركة النهضة في المجلس التأسيسي وتمسك السلطة بعدم اقالة والي الجهة علاوة على التواجد الامني المكثف في الولاية، كلها عوامل ساهمت في تأجيج مشاعر الأهالي الذين يرفضون رفضا قاطعا جميع الاتهامات الموجهة لهم من قبل الحكومة، ويعتبرونها مغلوطة وتصب في إطار تزييف الحقائق ومحاولة لتبرير الجرائم التي ارتكبتها الحكومة في حق مواطني سليانة.
موقف الاتحاد العام التونسي للشغل
على صعيد آخر وبينما كانت المواجهات في أوجها بين المتظاهرين وقوات الأمن، عقد اتحاد الشغل اجتماعا مغلقا بالمقر الجهوي بسليانة حضر فيه حفيظ حفيظ الأمين العام المساعد الذي قال عن الأوضاع في سليانة بأنها وصلت إلى درجة لا تحتمل وقال في تصريح ل"الصباح" انه تم أمس عقد هيئة ادارية بمقر الاتحاد الجهوي بسليانة لتقييم الاوضاع في الجهة ومتابعة اخر التطورات الميدانية ومسار التفاوض الموجود بين الاتحاد والطرف الحكومي وتم خلاله الاتفاق على عقد جلسة عمل اليوم بين مسؤولين من الجهة ووفد من الاتحاد الجهوي للشغل والمركزية النقابية وممثلين عن الحكومة من مختلف الوزارات سيتم خلاله التطرق الى اوضاع الجهة لانهاء الطوق الامني عن المدينة وفتح تحقيق قضائي في الاعتداءات والاصابات التى طالت ابناء الجهة مع التمسك بالمطلب الرئيسي المتمثل في اقالة والي الجهة فضلا على تحديد جلسات دورية للنظر في الاوضاع التنموية في الجهة.
وأضاف حفيظ حفيظ انه بالتوازي مع عقد الاجتماع تفاجأنا بتواصل القمع ومحاصرة الشباب في سليانة من قبل قوات الامن في الانهج والاحياء مؤكدا ان فتح حوار جدي ومسؤول يكون عبر الابتعاد عن المعالجة الامنية المفرطة، كما أكد ان اتحاد الشغل في شخص أمينه العام طالب من وزير الدفاع الوطني تدخل وحدات الجيش الوطني لتهدئة الامور والسهر على سلامة أهالي الجهة والابتعاد عن المعالجة الامنية للمطالب المشروعة لأبناء جهة سليانة.
ومن جهته جدّد الكاتب العام للاتحاد الجهوي بسليانة التمسك بالمطالب الشرعية والمدونة بلائحة 23 /11 /2012 وفي مقدمتها إقالة والي الجهة وسحب جميع التعزيزات الأمنية فورا وفتح حوار جدي مع المكتب الجهوي للشغل حول المطالب التنموية بالجهة، إضافة إلى تواصل الإضراب العام إلى حين الاستجابة للمطالب.
حسب وزارة الصحة:
أحداث سليانة خلفت 252 جريحا.. اثنان منهم فقدا البصر على مستوى إحدى العينين
أفادت وزارة الصحة أن أحداث سليانة خلفت لمدة ثلاثة أيام(من 27 إلى 29 نوفمبر) 252 جريحا موزعين على229 من المواطنين و21 عون أمن وصحفيين اثنين. استنادا لما وفرته الإدارة الجهوية للصحة بسليانة.
وقالت "الصحة" في بيان لها امس، أن المصابين "تلقوا الإحاطة والاسعافات الضرورية". مشيرة إلى أنه تم ايفاد 22 جريحا من بين المواطنين إلى مستشفيات العاصمة في حين فضل ثلاثة جرحى من أعوان الأمن والصحفيين الالتحاق بواسائلهم الخاصة إلى مؤسسات صحية أخرى.
وحسب وزارة الصحة تم ايواء 7 مصابين بمستشفى سليانة والاحتفاظ ب4 منهم حالتهم مستقرة. وأجريت عمليات دقيقة على 22 مصابا على مستوى العينين (10 بمعهد الهادي الرايس للعيون، و8 بمستشفى الحبيب ثامر، و4 بمستشفى شارل نيكول)
وأكدت الوزارة ان اثنتين من العمليات لم تكلل بالنجاح وأدت إلى فقدان البصر على مستوى احدى العينين علما أن هذه الحالات ستخضع إلى مراقبة دورية علاجية مستمرة.
قاطعوا جلسة مساءلة الحكومة حول أحداث سليانة:
انسحاب نواب المعارضة احتجاجا على غياب الجبالي
انتقل صباح أمس الاحتقان والتوتر الذي تعيش على وقعه ولاية سليانة منذ أيام إلى قبة المجلس الوطني التأسيسي خلال جلسة عامة خصصت لمساءلة الحكومة حول أحداث العنف التي جدت بمدينة سليانة بحضور كل من سمير ديلو وزير حقوق الإنسان وعلي العريض وزير الداخلية. "ضربة البداية" كانت بانسحاب الكتلة الديمقراطية ونواب المعارضة ونائبة المؤتمر من أجل الجمهورية سامية عبو الذين قاطعوا الجلسة العامة بسبب عدم حضور رئيس الحكومة حمادي الجبالي إذ اعتبر بعض النواب ان غيابه يمثل عدم احترام منه لقبة المجلس الوطني التأسيسي.
"التجمّع سيدكم"
ثم تطورت الأوضاع وبلغ الاحتقان ذروته مع نقطة النظام التي طالب بها النائب محمد كريم كريفة عن حزب المبادرة الذي انتقد غياب رئيس الحكومة وعدم احترام نواب حركة النهضة للنشيد الوطني في جلسة أول أمس، إذ اعتبر رئيس الجلسة أن تدخل كريفة لا يمكن اعتباره نقطة نظام وهو ما جعل كريفة يعلن عن انسحاب حزب المبادرة من الجلسة العامة" ليستشيط النائب بشير النفزي عن المؤتمر من أجل الجمهورية غضبا متوجها بالقول إلى رئاسة المجلس بان كريفة تفوه قبل خروجه قائلا:"التجمع سيدكم" وهو ما اعتبره النفزي اهانة للمجلس مطالبا بان يحال النائب على لجنة التنظيم الداخلي قصد التحقيق معه.
وكان كريم كريفة قد صرح لعدد من وسائل الإعلام بأنه فور مغادرته القاعة خاطبه اثنان من نواب المؤتمر "يا تجمعي يا مسخ" فرد عليهما بالقول "أنا سيدكم".
الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ
أما فيما يتعلق بتدخلات النواب بشأن "القمع" الذي تعرض له المحتجون بسليانة فقد استهل فيصل الجدلاوي عن كتلة التكتل مداخلته بالقول:"أن الأيادي المرتعشة لا تصنع التاريخ" في ظل تجول "الكمالات" في البلاد بكل حرية (كمال لطيف وكمال مرجان) منتقدا الإفراط في استعمال العنف المحظور دوليا في أحداث سليانة. وهو ما جعل الحبيب هرقام عن كتلة التكتل يشير خلال مداخلته إلى أن مشهد الرصاص في ولاية سليانة يحيل إلى الواقع المرير الذي يعيشه قطاع غزة متسائلا في هذا السياق:" أين الإصلاح، وهل شمل المنظومة الأمنية أم لا؟
كما دعا النائب شكري العرفاوي عن كتلة "المستقلون الأحرار" إلى ضرورة إيجاد حلول ملموسة لواقع سليانة كما طالب بفتح تحقيق مستقل بشأن الأحداث التي عاشتها الجهة.
أما النائب كمال السعداوي عن كتلة الحرية والديمقراطية فطالب بمعالجة الوضع عبر تفعيل المشاريع التنموية في اقرب الآجال وعدم التقيد بالإجراءات الإدارية والروتين المعطل للمشاريع.
وتوجه النائب مبروك الحريزي برسالة إلى الماسكين بالسلطة مفادها أن المناطق المحرومة لن تتراجع عن المطالبة بحقوقها مشيرا الى أن الإشكالية صلب هذه الحكومة أنها تحكم بأيادي مرتعشة فهي من وجهة نوره تعجز حتى عن طرح مشروع قانون من شأنه أن يستعجل نسق التنمية.
مجلس للتنمية
من جهة أخرى أوضح عبد الرؤوف العيادي عن حركة وفاء أن الأوضاع في سليانة كشفت أن الحكومة مقصرة بشأن التنمية فالأدوات المستعملة هي ذاتها أدوات الإدارة القديمة. واقترح في هذا السياق أن يقع تفعيل مجلس للتنمية يتولى النظر في المشاريع التنموية لكل الجهات. واعتبرت من جانب آخر النائبة حسناء مرسيط أن احداث سليانة تبعث على الحيرة والصدمة استنادا الى انها تؤشر للعودة إلى المربع الأول الذي كانت فيه وزارة الداخلية رمزا للقمع، مشيرة إلى أن الموقف الحالي يتطلب الكثير من التوافق وبعض التنازلات للوصول الى انتخابات حرة وشفافة.
توضيحات العريض
تجدر الإشارة إلى أن عددا من النواب توجهوا بالسؤال الى وزير الداخلية حول ماهية "الرش" المستعمل في قمع المتظاهرين غير أن علي العريض لدى مداخلته لم يتطرق البتة إلى الموضوع واكتفي بالقول بان ولاية كباقي الولايات المهمشة رصدت لها اعتمادات خلال ميزانية 2012. اما فيما يتعلق بالاحتجاجات فقد انتقد بشدة دخول هيكل نقابي الى مكتب الوالي معتبرا ان الاحتجاج له اشكال أخرى مسموح بها فضلا عن تطرقه للشعارات المرفوعة خلال هذه الاحتجاجات من ذلك "الصدام الصدام حتى يسقط النظام". كما أشار في نفس السياق أن رجال الأمن تمكنوا في عديد المرات من ضبط أنفسهم مؤكدا انه ليس من الممكن أن يجتمع الأمن والاستقرار والحرية دون ان يتوفر الانضباط. واعتبر العريض أن التدخل الامني في سليانة كان جزء كبير منه للدفاع وعن ممتلكات الشعب وحمايتها مشيرا الى انه سيواصل العمل على الالتزام بالقانون وحماية المواطن وتحركاته السليمة.
يذكر أن سمير ديلو وزير حقوق الإنسان والعدالة الانتقالية فنّد خلال هذه الجلسة حالات العمى التي أصيب بها المتظاهرون مشيرا إلى أن هنالك من أصيبوا وأجريت عليهم عمليات جراحية كللت بالنجاح...
◗ منال حرزي
لائحة لوم واعتصام
قال محمود البارودي عضو المجلس التأسيسي عن الكتلة الديمقراطية في تصريح ل"الصباح" ان مقاطعة الكتلة للجلسة الصباحية مرده غياب رئيس الحكومة الذي لم يحترم لا قبة المجلس التأسيسي ولا حتى نواب الشعب. واضاف البارودي ان هنالك لائحة لوم لسحب الثقة من الحكومة تضمنت الى حد الآن 67 إمضاءا مشيرا إلى ان الكتلة قررت إصدار بيان شديد اللهجة تنديدا بتصرفات رئيس الحكومة. وقال إنه من الأرجح أن ينفذ اعتصام في القصبة احتجاجا على موقف رئيس الحكومة.
رئيس الجمهورية في كلمة موجهة إلى الشعب:
مصلحة تونس تقتضي حكومة مصغرة.. حكومة كفاءات
ألقى المنصف المرزوقي رئيس الجمهورية مساء أمس وقبل نشرة الثامنة ليلا بدقائق خطابا إلى الشعب التونسي على خلفية أحداث سليانة. رئيس الجمهورية أراد أن يكون فعلا في مظهر رئيس كل التونسيين، لم يتهم احدا بالوقوف وراء أحداث العنف والعنف المضاد، حاول توجيه رسائل طمأنة إلى أهالي سليانة، وأهالي الجهات المحرومة، وعموم المواطنين من خلال الاعتراف بتقصير الحكومة في تجسيم ما أسماها ب"الانتظارات الكبيرة" لجميع شرائح المجتمع. قال :" هناك انتظارات كبيرة من الجهات المحرومة تريد حقها في التنمية وفي الكرامة، انتظارات الشباب في التشغيل للخروج من البطالة، الطبقة الشغيلة لتحسين وضعيتها الاجتماعية.. نحن واعون انه لم يقع تلبية جميع تلك الانتظارات والاستجابة اليها". ووجه المرزوقي في خطابه لوما خفيفا إلى الائتلاف الحكومي لكنه يقر في نفس الوقت بوجود تقصير من الحكومة الذي هو جزء منها، قائلا :" حسن النية موجود لكن الأداء لم يكن في المستوى.. واضح لم يستطع الأداء الحكومي أن يكون في مستوى الانتظارات الكبيرة". وأقر بالفشل في محاسبة ما اسماه ب"النظام الفاسد"، وعدم محاسبة رموز الفساد الذين ما يزالون ينعمون بالحرية، وفشل في تجسيم جميع مشاريع التنمية.. وقال :" انا متضامن مع الحكومة وأتحمل مسؤوليتي في نجاحها أو في فشلها". وأضاف :" لحد الآن لم نرق إلى مستوى الطلبات المشروعة.. المهم التوفيق بين حجم الأداء الحكومي، وحجم الطلبات المشروعة". وحذر رئيس الجمهورية من حصول ما لا تحمد عقباه ان تواصل التباعد بين الطلبات المشروعة والانتظارات والأداء الحكومي الضعيف، ومن تواصل الاضطرابات بالجهات المحرومة التي ستصعب دفع الاستثمار فيها لأن في غياب الدولة في الجهات هروبا للاستثمار. وقال :" تونس اليوم أمام مفترق طرق: إما نسلك طريق الهلاك ام طريق الخلاص.. يجب ان نختار طريق الخلاص". ودعا كل الأطراف السياسية والاجتماعية والاقتصادية إلى ان تتحمل مسؤوليتها في انقاذ البلاد. وقال :"انا سأتحمل مسؤوليتي، سأحاول التوفيق بين الفرقاء، والتهدئة والاستماع لمشاغل الجميع". كما وجه انتقادات غير مباشرة للحكومة، والأغلبية الحاكمة من خلال انتقاد الأداء والتعيينات على الوظائف العليا. وقال إن مسؤولية الحكومة في وضع المصلحة العليا للوطن، ووضع حكومة مصغرة ذات كفاءات خاصة في وزارات التنمية، وأن تتم التسميات على قاعدة الكفاءة وليس على قاعدة المحاصصة الحزبية. كما دعا للاسراع ب"وضع قطار التنمية على السكة وكسر الحواجز البيروقراطية" وقال إن المجلس التأسيسي مدعو إلى العمل على وضع خارطة طريق للانتخابات في اقرب وقت ممكن،.. موجها رسائل ايجابية إلى المجتمع المدني واتحاد الشغل، معترفا بدورها في لم الشمل والتهدئة. ودعا الأعراف إلى الاستثمار أكثر في الجهات. ورغم أنه حاول عدم الانجرار وراء الاتهامات، الا ان المرزوقي ألمح إلى أن من يقف وراء أحداث العنف والاضطرابات ما اسماها ب"القوى غير المشروعة وغير الشرعية". وقال :" تونس في حالة مخاض.. ولن يولد الطفل ميتا ولن تموت الأم في النفاس.. بل سيولد طفل جميل وحيّ وتوضع تونس على الطريق.. وهذه مسؤولية الجميع" .
◗ رفيق بن عبد الله
الجبالي استشهد بالحادثة ووزير الصحة نفاها
رفض معالجة أعوان أمن بمستشفى سليانة.. حقيقة أم إشاعة؟
استنكر رئيس الحكومة حمادي الجبالي بشدة حادثة رفض العاملين بالمستشفى الجهوي بسليانة قبول أعوان أمن قدموا طلبا للعلاج والإسعاف وقال إن مثل هذا التصرف "لا يجوز حتى مع الأعداء"!!. جاء ذلك لدى إشرافه مساء أمس الأول على مؤتمر صحفي حول الأحداث الدائرة بولاية سليانة وتصاعد وتيرة الإحتقان والإحتجاجات بها. وفي تحرك سريع بادر وزير الصحة عبد اللطيف المكي صبيحة أمس بإرسال برقية شكر وامتنان للأسرة الصحية الموسعة بكامل ولاية سليانة والعاملة بالمستشفى الجهوي "لما تم بذله من إحاطة وعناية فائقة بالجرحى الوافدين على المشفى". واعتبر أن" ما قامت به الإطارات الطبية والصحية والإدارية عمل نبيل يشرف كل العاملين بالقطاع". وأوضح في نفس الكلمة التي توجه بها إلى الإطار الصحي الجهوي أن "ما شاع من أخبار بعدم قبول بعض أعوان الأمن ناجم عن سوء فهم ونقل غير دقيق للأحداث." وأعلن ان تحقيقا سيفتح في الغرض بين مختلف الوزارات المعنية دون أن يعني ذلك استنقاصا من قيمة المجهودات المبذولة من الإطارات الطبية. وسط تضارب المواقف من هذه الحادثة يتضح أن المعلومة لم تصل الجهات المسؤولة في الدولة بالدقة المطلوبة مما استدعى وفق توضيح وزير الصحة فتح تحقيق لتحديد مصدر الخبر الذي تم تداوله بهذا الشكل من التضخيم .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.