توجه مساء أمس «المنصف المرزوقي»، رئيس الجمهورية بكلمة متلفزة الى الشعب التونسي, عبر فيها عن تضامنه الكامل مع اهالي ولاية سليانة, واصفا مطالبهم بالمشروعة متمنيا الشفاء العاجل لجميع المصابين من كلا الطرفين (مواطنين وأمنيين). وأعرب رئيس الجمهورية عن اسفه الشديد لما آلت اليه الاوضاع بالجهة مطالبا بتكوين لجنة لتقصّي الحقائق, مبديا خشيته من تكرر الاحداث في مناطق أخرى. وأكد المرزوقي أن الحكومة عاجزة عن حل المشاكل الاجتماعية بمفردها و رأى الحل في الاستثمار الداخلي الذي لا يمكنه التواجد في مثل هذه الظروف التي تعيشها الولاية, وحذّر من مغبة أن تؤدي هذه الاحداث الى التهلكة حسب تعبيره. وأبرز المرزوقي ان تونس في مفترق طرق , أولها يؤدي الى الهلاك من خلال المواصلة في هذا النهج و ثانيها ان تسلك طريقها الى الخلاص بتضافر جهود كل الأطراف السياسية والاجتماعية... قائلا: «هناك ناقوس خطر يدق و على الجميع تحمل المسؤولية». انتظارات لم يقع الاستجابة لها أقرّ رئيس الجمهورية بأن أداء الحكومة لم يرتق الى مستوى تطلعات و انتظارات الشعب التونسي كما لم تتوفق في الاستجابة للمطالب الشعبية كالتنمية و التشغيل و محاسبة رموز الفساد ... وأبدى في الآن نفسه تضامنه الكبير مع الحكومة قائلا : «أنا متضامن مع الحكومة وأتحمل مسؤولتي في كل شيء». حكومة مصغرة و دعا المرزوقي الى ضرورة تشكيل حكومة مصغرة مع تعيين كفاءات على رأس الوزارات المتعلقة بالتنمية بعيدا عن الولاءات الحزبية قائلا: «الكفاءة, الكفاءة, الكفاءة... و لا للمحاصصة». كما طلب المرزوقي من الحكومة الشروع في الاصلاحات و محاسبة رموز الفساد. وتوجه رئيس الحكومة الى نواب المجلس الوطني التأسيسي برسالة مطالبا إياهم بالاسراع في اشغال المجلس وتجنب اضاعة الوقت للوصول الى اجراء انتخابات قبل الصيف قائلا: «الانتخابات ضرورة حياتية لكي يقول الشعب كلمته», ولم تقتصر مطالبات المرزوقي على الحكومة و«التأسيسي» فقط و انما شملت الاتحاد العام التونسي للشغل اذ اشاد بدوره في تهدئة الاوضاع في 23 اكتوبر الماضي , داعيا اياه الى مواصلة هذا الدور لانتشال البلاد من الهلاك . نداء الى الشعب وطلب رئيس الجمهورية من الشعب عدم الانسياق وراء التحريض و التحلي بالتعقل و الرصانة منبها اياه إلى وجود قوى خفية تقف وراء تأجيج الاحداث , قائلا : «لا تكونوا عرضة للتحريض , هناك قوى غير شرعية تريد الركوب على مطالب مشروعة».