نظم الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري بالتنسيق مع وزارة الفلاحة امس يوما وطنيا تحسيسيا حول الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية. وأبرز السيد الحبيب الجملي كاتب الدولة لدى وزير الفلاحة أن تنظيم هذه الندوة يندرج في إطار الحرص على توسيع انخراط الفلاحين في الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية وتعزيز دورها في تأطير المنتجين ومساعدتهم على تطوير انتاجهم والتحكم في التكلفة وتعصير أساليب الانتاج وضمان الجودة، مضيفا انه لا يمكن كسب رهانات المستقبل ومواجهة التحديات إلاّ بتنظيم الفلاحين صلب هياكل مهنية فاعلة وقادرة على أن تكون حلقة الربط الأساسية بين منخرطيها ومختلف المتدخلين المختصين في التمويل والإرشاد والترويج. وأشار كاتب الدولة الى عدّة صعوبات تواجه هذه الهياكل المهنية رغم مراجعة الإطار القانوني للشركات التعاونية للخدمات الفلاحية سنة 2005، مما ادى إلى توقف21 شركة عن النشاط كليا كما ان 58 تعاضدية خدمات فلاحية تعتبر منحلّة قانونيا نظرا لعدم امتثالها للإطار القانوني لسنة 2005 المنظم للشركات التعاونية. ومن جانبه، أكد السيد أحمد حنيدر جار الله رئيس المنظمة الفلاحية أن ضعف التنظيم المهني يعدّ الحلقة الأضعف في القطاع الفلاحي والعائق الأكبر الذي يحول دون الإرتقاء بقدراته الإنتاجية والتنافسية، مبينا أهمية تكاتف الفلاحين والبحّارة وتعاونهم عبر التنظم في إطار هياكل مهنية مثل الشركات التعاونية. وأضاف جار الله أن الإطار القانوني للشركات التعاونية في شكله الحالي لا يعطي للمنظمة الفلاحية الصلاحيات التي تخول لها قانونيا متابعة سير هذه الهياكل، وهذا يعدّ احد أهم المطالب الأساسية التي لازالت المنظمة تنادي بها عند مراجعة الإطار القانوني لهذه الشركات، مشيرا إلى أهم الصعوبات التي تواجه هذه الهياكل وهي تتمثل في محدودية تغطية الفلاحين وتدخل سلطة الإشراف وسوء التصرف المالي ونقص برامج التأطير والإحاطة واختلال التوزيع الجغرافي، ف 64 بالمائة من الشركات التعاونية متمركزة في الجهات الساحلية مع ارتفاع مديونيتها وعدم تنوع نشاطها. أما السيد عمر الباهي أمين مال الاتحاد فطالب من جهته وزارة الفلاحة بموقف واضح وصريح حول الشركات التعاونية المركزية المختصة في تجميع وترويج الحبوب خاصة أنه يلاحظ أن هناك توجّها نحو تخصيصها، داعيا إلى إنقاذ هذه الشركات عبر برنامج تأهيل شامل. وتضمن برنامج هذا اليوم التحسيسي عدّة مداخلات تمحورت حول واقع وآفاق الشركات التعاونية للخدمات الفلاحية والامتيازات الممنوحة لهذه الهياكل إلى جانب عرض التجارب الناجحة لبعض هذه الهياكل المتواجدة ببلادنا .