نوعية اللاعبين الموجودين صلب مجموعة أي فريق هي التي تفرض طريقة اللعب على المدرب ... هذه القاعدة المعروفة في كرة القدم كان قد أشار لها مدرب الترجي الرياضي نبيل معلول خلال الندوة الصحفية الأخيرة التي عقدها بعد مباراة مستقبل المرسى وذلك إجابة على سؤال أحد الزملاء المتعلق بإمكانية تغيير فريق باب سويقة خطته التكتيكية في المرحلة القادمة... موضوع تعديل طريقة اللعب يسيطر على اهتمامات وحديث الترجيين في هذه الفترة نظرا لأهميته على المستقبل القريب للفريق وأحد العناصر التي من شأنها أن تحدث نقلة نوعية على الآداء وبالتالي الإرتقاء به إلى أعلى المستويات التي تؤهل الترجي الرياضي إلى تحقيق أهدافه والنجاح في التزاماته... المدرب نبيل معلول لوّح إلى إمكانية تغيير الخطة مستقبلا وأشار كذلك إلى أن اللاعبين الجدد سيحددون طريقة اللعب الجديدة باعتبار أن فريق باب سويقة سيتوخى الأسلوب الذي يتماشى والإمكانيات المتوفرة لدى عناصره. اختلاف في الأسلوب مثلما هو معلوم انتدب الترجي الرياضي في الميركاتو الحالي ثنائي في الهجوم يتألف من العكايشي وإيميكا وهما لاعبان سيكون لهما تأثير على اختيارات الإطار الفني في المستقبل في ما يتعلق بطريقة اللعب بطبيعة الحال... العكايشي وإيميكا يملك كل أحد منهما أسلوبا مغايرا للآخر فالأول رأس حربة كلاسيكي والثاني مهاجم رواق يتميز بالسرعة والفنيات والمراوغات وهذا ما يزيد في جدوى الإنتدابين اللذين قام بهما فريق باب سويقة إلى حد الآن ... هذا الإختلاف يوفر بالتالي حلولا أكثر للإطار الفني لا فقط على مستوى الإختيارات بالنسبة لتركيبة الخط الأمامي وإنما خاصة على مستوى الخطة التكتيكية لكن وهنا يطرح السؤال الأهم نفسه بإلحاح هل أن التعزيز الذي يتيحه هذا الثنائي يسمح باتباع طريقة 4 – 4 – 2 التي لمح لها المدرب نبيل معلول في الندوة الصحفية المذكورة ؟ ... هذا هو الطرح الأبرز الذي يفرض نفسه اليوم في الترجي الرياضي خصوصا في ظل تواجد هيثم الجويني وهو المهاجم رقم واحد حاليا في المجموعة ويمكن بالتالي أن تبنى عليه الإختيارات المستقبلية للأحمر والأصفر من الناحية الهجومية في المقام الأول ومن جانب طريقة اللعب كذلك ، وفي هذا الصدد نتساءل هل بإمكان هذا الثلاثي اللعب جنبا إلى جنب في التركيبة الأساسية ومع من يمكن أن يتأقلم الجويني كأحسن ما يكون ؟ ... صحيح أن توفر الحلول في خط ما بهذا الشكل عامل إيجابي للمدرب وصحيح أيضا أن ذلك يوفر أكثر فرص لتجربة بعض الخطط والأساليب لكن الثابت كذلك أن مشكل الإختيار قد يفرض قرار الإستغناء على أحد اللاعبين بحثا عن التوازن في وسط الميدان مثلا واتباع الخطة التي تعطي نفس الأهمية والأولوية للجانبين الدفاعي والهجومي على حد السواء ... بدون شك تبقى الكلمة الأخيرة للإطار الفني حسب عنصر واضح لا تكشفه إلا التمارين والمقابلات الودية والمتمثل في اللحمة والتفاهم بين هذا اللاعب وذاك لما يؤهل إلى نجاح الخطة المتبعة وتطور الآداء. هل أن خطة 4 – 4 – 2 هي الأنسب؟ توقع إدخال تغيير على طريقة لعب الترجي الرياضي الحالية إلى خطة 4 – 4 – 2 ما بعد فترة الراحة يطرح نقاشا فنيا كبيرا تختلف في شأنه الآراء والتحاليل ... هل أن هذه الخطة هي الأنسب لفريق باب سويقة ؟ ... وهل أنها تأخذ فعلا بعين الإعتبار نوعية إمكانيات اللاعبين المتوفرين سواء في ما يتعلق بوفرة لاعبي وسط الميدان الدفاعيين والتي قد تفرض التعويل على اثنين منهم في التشكيلة أو في خصوص لاعبي الرواق في الفريق وضرورة تواجدهم في التركيبة على غرار الجزائري البلايلي وكذلك اللاعب الجديد إيميكا اللذين تشير كل التوقعات إلى اضطلاعها بالمهمة الهجومية على الرواقين الشيء الذي يفرض على الإطار الفني التعويل على مهاجم كلاسيكي واحد من بين العكايشي والجويني وخاصة الإبقاء على الطريقة الحالية التي يمكن أن تشكل الحل التكتيكي الأفضل للترجي الرياضي بوصفه الأكثر تماشيا مع إمكانيات المجموعة... النقاش مفتوح جدا في هذا الصدد لكن لا ضرورة من توخي التغيير فقط من أجل التغيير أو محاولة للخروج من الفترة الصعبة التي عرفها الفريق مؤخرا والتي يدرك كل الملاحظين وخاصة العارفين بشؤون وخفايا الترجي الرياضي أنها لن تطول ولن تتواصل لعدة اعتبارات أبرزها قدرة الفريق على تجاوزها بسهولة بفضل التركيز أولا واستعادة الثقة ثانيا والتحلي بالرغبة في تحدي المواقف الحرجة ثالثا وهي عناصر من المنتظر أن تتوفر في الترجي الرياضي عند استئناف نشاط البطولة ، ومن هذا المنطلق يمكن أن تظل الخطة على ما كانت عليها دون أي تغييرات جديدة مع تحقيق النقلة النوعية على مستوى آداء كل خط ونجاعته وبالتالي على المردود الجماعي للفريق.