نظرت مؤخرا إحدى الدوائر الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة في جريمة قتل ذهبت ضحيتها فتاة في عقدها الثاني فيما نجت مرافقتها بأعجوبة وهي قضية اتهم فيها شاب بذبح ضحيته من الوريد إلى الوريد ثم دهسها بسيارته في محاولة لطمس معالم جريمته. وقد قررت المحكمة تأخير النظر في القضية إلى جلسة يوم 16جانفي 2013. للتذكير بوقائع هذه القضية فان الهالكة كانت رفقة صديقتها بصدد انتظار سيارة أجرة لنقلهما إلى المبيت الجامعي أين تقيمان عندما توقفت بجانبهما سيارة نوع 4×4 وابدى لهما السائق ومرافقه رغبتهما في إيصالهما إلى أين ترغبان خاصة أن الظلام دامس. ترددتا في البداية غير أن رغبتهما في الوصول سريعا جعلتهما يقبلان العرض فامتطيا السيارة لكن في الطريق بدأ الجاني في مراودة احدى الفتاتين عن نفسها فتصدّت له فقام بإنزالها من السيارة وعمد إلى تعنيفها فطلبت من مرافقتها إعلام السلط الأمنية. عندها عاود جرها واصعدها عنوة للسيارة وانطلق بسرعة فائقة بإحدى الطرق الصحراوية وبوصوله الى منطقة -النفيلات صحراء- توقف وترجل في اتجاه نخلة وعاد وبيده آلة حادة وقام بسحب الهالكة من السيارة ثم عمد إلى ذبحها من الوريد إلى الوريد. في الأثناء تحصنت الفتاة والشاب بالفرار خوفا من بطش الجاني الذي واصل فصول جريمته إذ عمد في محاولة منه لطمس معالم جريمته وإبرازها في شكل حادث مرور إذ تولى دهس ضحيته عديد المرات ثم بعد أن أتم جريمته وخوفا من أن يدلي الشاب والفتاة بما شاهداه شرع في ملاحقتهما ونجح في العثور على الفتاة واعلمها بأنه قتل زميلتها وأنها ستلقى نفس المصير وعمد إلى إصابتها بحجارة على رأسها مما افقدها وعيها فظن أنها فارقت الحياة ثم التحق بمرافقه الذي كان معه لكنه لم يتمكن إلحاق الأذى به لأنه تحصن بخيمة على ملك احد رعاة الأغنام الذي قام بحمايته. اثر ذلك توجه الجاني إلى الحدود الجزائرية ونجح في الدخول إلى التراب الجزائري لكن القي عليه القبض من طرف السلطات الجزائرية وتم تسليمه إلى السلطات التونسية. وبانطلاق التحريات معه اعترف المظنون فيه بما نسب إليه وأفاد انه أقدم على هذا الفعل الإجرامي في لحظة غضب كان منطلقها استفزاز الضحية له. وبعد ختم الأبحاث معه أحيل على أنظار دائرة الاتهام التي وجهت له تهمة تحويل وجهة أنثى دون إرادتها باستعمال الحيلة والعنف على معنى الفصول 237من مجلة الإجراءات الجزائية وتهمة القتل العمد مع سبق الإضمار طبقا للفصل 201من مجلة الإجراءات الجزائية ثم أحيل على أنظار الدائرة الجنائية بقفصة لمقاضاته من اجل مانسب إليه .