تنظر الدائرة الجنائية بالمحكمة الابتدائية بقفصة اليوم الاربعاء 13 فيفري 2008 في قضية قتل كانت اثارت الرأي العام ساعة وقوعها وكنا قد نشرنا تفاصيلها وقتها. الجريمة وقعت يوم 19 مارس 2007 بأم العرائس من ولاية قفصة وذهب ضحيتها متقاعد قاطن بأم العرائس اما المتهم فهو من مواليد 21 مارس 1975 ويواجه جملة من التهم وهي جريمتي قتل نفس بشرية عمدا مع سابقية الاضمار المشفوعة بجريمة اخرى موجبة للعقاب بالسجن واخفاء واتلاف جثة قتيل بقصد اخفاء موت صاحبها. وهي الجرائم المنصوص عليها وعلى عقاب منفذيها بالفصول 170. 201 و22 و204 من المجلة الجزائية. وكان المتهم قد اعترف بجميع تفاصيل الجريمة في جميع اطوار البحث وصرح انه كان يتعامل مع عديد الاشخاص في صرف الاوراق النقدية بقطع نقدية يحتاجها في نشاطه بمحل الهاتف العمومي ومن ضمنهم الهالك في قضية الحال الذي كان يراجعه مرة في الشهر تقريبا لابدال القطع النقدية لصاحب مخبزة بأوراق نقدية. وقد استغل اليوم السابق للواقعة خلو المنزل من جميع افراد عائلته بسبب تنقلهم الى مدينة الكاف لعيادة والده المريض مرضا مستعصيا والمقيم بمنزل شقيقه واتصل هاتفيا عند الساعة السابعة مساء تقريبا بالهالك عبر جهاز هاتفه الجوال يطلب منه القدوم اليه في صباح اليوم الموالي لابدال القطع النقدية التي بحوزته كالعادة فوافقه.. وبما ان فكرة الاستيلاء على المبالغ المالية التي سيجلبها الهالك حسب الموعد المتفق عليه استهوته فانه اعد العدة للتخلص منه بان احضر آلة ثاقبة يعبر عنها ب«الشنيول» اكد بانها نفس الآلة التي تم حجزها على ذمة التحقيق ووضعها قرب نافذة احدى الغرف وارسل طفلة صغيرة بعد أن زودها بوعاء بلاستيكي ومبلغ دينار ومائتي مليم لتجلب له كمية من النفط لاستعمالها لاحقا في حرق الجثة والتخلص منها. ومكث لوحده يعاقر الخمرة حتى حدود الساعة السادسة والنصف من فجر يوم الواقعة اين احضر قهوة تجرعها ثم عمد الى فتح باب محل الهاتف العمومي وظل ينتظر قدوم الهالك الذي قدم عليه عند الساعة السابعة و50 دقيقة تقريبا جالبا معه كيسا بلاستيكيا ارزق اللون يحوي المبالغ المالية التي ينوي استبدالها وبعد تبادل تحية الصباح اوهم الهالك بمرافقته الى داخل المنزل عبر الباب المفضي اليه من محل الهاتف العمومي للاطمئنان على صحة والده الذي عاد من مدينة الكاف فانطلت الحيلة على الهالك وسبقه مسافة متر تقريبا وما ان حل قبالة احدى الغرف حتى هرع يلتقط الآلة الثاقبة التي سبق له احضارها وهوى بها على مؤخرة رأس الهالك بكل قوة فسقط ارضا ليعمد الى ضربه بواسطتها مجددا اربع مرات ثم عمد للاجهاز عليه كليا الى الجثوم على ركبته اليمنى عليه على مستوى رقبته وضغط بقوة حتى تأكد من مفارقته الحياة. وبما ان الكيس البلاستيكي الحاوي للمبلغ سقط من يد الهالك منذ الضربة الاولى فانه احتفظ به دون معرفة مقدار المال الذي كان يحويه وفي الاثناء سمع طرقا على الباب ولما خرج يستجلي الامر وجد احد الجيران يستفسره عن مصدر الضجيج فطلب منه الانتظار بالمحل بعد ان اوهمه بانه تولى تعنيف شخص سرق نقوده ولطمس معالم جريمته تحول الى غرفة مجاورة جلب من داخلها غطاء صوفيا «زاورة» ثم وبواسطة سكين تولى قطع حبل الغسيل وعاد الى الجثة ولفها داخل الغطاء وربط كل ذلك بالحبل وتولى جرها الى الغرفة المجاورة وبما ان الدماء ظلت تنسكب من رأس الضحية فانه عمد الى جلب كيس بلاستيكي لفّ رأس الضحية به ثم اخفى الجثة بزاوية الغرفة المشار اليها بحيث يتعذر على الداخل اليها معاينة الجثة ثم غادرها ليلتحق بجاره المذكور الذي سرعان ما غادره فتولى غلق باب المحل من الخارج وعاد لتنظيف ارضية مكان الجريمة بان سكب عليه الماء ثم غيّر ملابسه الملطخة بالدماء ووضعها داخل قفة وفتح محل الهاتف من جديد ثم اوصى جاره الحلاق بمراقبة محل التاكسيفون وتوجه رأسا الى محطة النقل بالبلدة اين تسنى له العثور على صاحب سيارة خاصة اتفق معه على نقله من أم العرائس الى قفصة وذكر انه بعد قطعهما مسافة حوالي 30 كلم وبجهة السطح طلب من السائق التوقف وامكن له الترجل من السيارة والتخلص من ملابسه الملطخة بالدماء وذلك بحرقها واستأنفا سيرهما باتجاه مدينة قفصة التي وصلاها عند الساعة 11 و30 دقيقة تقريبا وامام مقر الوكالة التجارية لاتصالات تونس ترجل وقصد الموظف المسؤول على بيع بطاقات شحن اجهزة الهاتف المحمول والقار ومده بالكيس البلاستيكي الذي استولى عليه من عند الهالك وبعد عده اتضح وان المبلغ قدره الف و39 دينارا منه مبلغ 200 دينار يخصه شخصيا وبعد ان مكنه الموظف من مرغوبه غادر المكان وعاد رفقة صاحب وسيلة النقل الخاصة الى أم العرائس بعد اقتناء عدد من قوارير الخمر.. وبعد ان وصل الى محل التاكسيفون عقد جلسة خمرية مع اثنين من رفاقه بباحة المنزل ثم استقدم عامل دهن من ابناء حيه لتبييض جدران الغرفة الملطخة بالدماء هذا الاخير انهى عمله حوالي العاشرة والنصف ليلا.. ولما استقر به المقام بمفرده عمد الى جر برميل كان قد جهزه مسبقا ودفعه الى حيث الغرفة التي احتفظ بها بجثة الهالك ثم جلب بعض الحطب ووضعه داخل البرميل على اطراف جثة الهالك واحضر وعاء النفط الذي اقتناه وسكب كمية منه على الجثة وبقايا اللوح واضرم النار لينبعث دخان كثيف وخوفا من افتضاح امره هرع الى سكب الماء على النار حتى اخمدها وبعد 10 دقائق تناهى الى سمعه طرق عنيف على باب المنزل الخارجي وسمع صوت شخص يعلمه انه شرطي فقفز الى سطوح المنازل المجاورة حتى القي عليه القبض.. وقد تم عرض الجاني على مجمع طبي نفساني فأورد في تقريره ان المتهم لم يكن بحالة اختلاط ذهني ولا تحت تأثير اي مرض نفساني اثناء ارتكابه للأفعال المنسوبة اليه وبالتالي فهو يتحمل المسؤولية الجزائية عن الافعال المذكورة.