في ختام رحلته الشتوية احدث فريق " التروبادور " حركيّة نشيطة في الفضاءات الثقافيّة بالقصرين يوم الأحد الفارط إذ حلّ فريق المغنّيين الرّحل صباحا بدار الثقافة بفريانة اين قدم عرض " لافونتان " للفنان عدنان الهلالي في اختتام شهر المسرح و السينما الّذي نظّمته المندوبيّة الجهويّة للثقافة بالقصرين طوال ديسمبر 2012 و شارك في هذا العرض خمسون طفلا من نابل و من المكتبة العموميّة بحيّ النور القصرين في اجواء كرنفاليّة حيث قدّم الأطفال و الشبّان لوحات تحاكي " عبر لافونتان " و دروسه الخالدة مثل "الغراب و الثعلب" و "الحمار و الحصان" و "بائعة الحليب" و "الذئب و الخروف" و تفاعل الجمهور الكبير الّذي غصت به القاعة مع الاداء الجميل و الأغاني الفرنسيّة المتقنة كما قام الفنّان عدنان الهلالي بتشريك أطفال فريانة بطريقته في العرض فأدّوا "الصرّار و النملة" جماعيا.. لان فريق التروبادور لا يكتفي بتقديم العروض و انما يشرك فيها الحضور ثم أدّى المغنون الشبان نشيد ترحالهم في افتتاح العرض و هو " نجمة التروبادور" L'étoile des troubadours و قام الفريق بتكريم الفنّان المسرحي محمّد الهادي السعداوي ( مدير دار الثقافة بفريانة ) قبل الإرتحال إلى القرية الحدوديّة بوشبكة حيث تمّ تكريم فرقة حرس الحدود في احتفاليّة رمزيّة معبّرة تأثّرت لها اعوان الفرقة بهذه القرية الحدوديّة الجميلة و قد صرّح عدنان الهلالي الّذي يقود هذا الفريق الرحالة " للتونسية " أنّ هذه المجموعة الشابّة يؤطرها الى جانبه مجموعة من الاساتذة مثل ليلى سعودي و شيراز بلغيث و فخر الدّين المجدوب و زينة شعباني و هي تهدف إلى إحياء تقليد الرّحلة الأدبيّة و الثقافيّة و إلى استكشاف المدن والقرى التونسيّة الصغيرة و المنسيّة و تعزيز حبّ الناشئة لوطنهم. أمّا السيّدة ليلى سعودي فأكّدت لنا أنّ مرافقة الأطفال و الشبّان في هذه الجولة الشتويّة تمرين تربوي عصري لان اي درس مهما كان يكون منقوصا عندما يبقى حبيس الفصل و لا يرتبط بالواقع .. كما تحدثنا الى السيد سالم سعداوي و هو احد الأولياء الّذين حضروا العرض مع أطفاله في فريانة فذكر لنا بشانه " أنّ هذه العروض المستوحاة من النّصوص الأدبيّة العريقة هي التّي تستحقّ الدّعم و الأطفال اليوم واكبوا درسا مسرحيا و موسيقيا و درسا في اللّغة الفرنسيّة و أنا معلّم متقاعد عاد بي عرض لافونتان إلى طفولتي .. و دروس و عبر و حكم لافونتان تبقى صالحة لكلّ الأعمار و كلّ الأصقاع و العصور". هذا و كان العرض " عبر لافونتان " بالإشتراك بين تروبادور نابل و تروبادور مكتبة حيّ النّور بالقصرين الذّي يؤطّره حمزة السايحي و هو " تروبادور" جديد بعث حديثا و شارك بثلاث لوحات في عرض فريانة و أيضا في العرض المسائي الّذي احتضنته المكتبة العموميّة بحيّ النّور في أجواء احتفالية كبيرة تميّزت بتكريم الشاعرة فوزيّة العلوي و الأستاذ محجوب القرمازي ( المندوب الجهوي السابق بالقصرين و الحالي بولاية الكاف ) بمشاركة جمعيّة مهرجان العبادلة بسبيطلة. و بعد فريانة و بوشبكة و القصرين حل " التروبادور " بمدينة سبيطلة أين كانت محطّتهم الرّابعة و في مسرح " الجيب مينرفا " بحيّ السّرور في سبيطلة (الملاجي) فوجئ الفريق بفضاء مسرحي أنيق و عصري في هذا الحيّ الشعبي و كرّموا صاحبه المسرحي مقداد الصالحي و عائلته الفنيّة بحضور ثلة من مثقّفي سبيطلة. ثم اتجهت رحلة التروبادور الى عاصمة الاغالبة التي قال لنا عدنان الهلالي في اتّصال هاتفي جمعنا به أنّ وصولهم إليها كان متاخرا و مع ذلك انتظر مثقفو و مبدعو القيروان هذا الفريق المتجول و نظّموا على شرف اعضائه حفل عشاء قام بعده الفريق بتكريم الشاعر عبد المجيد فرحات أمام النصب الّذي كتبت عليه قصيدة نزار قبّاني الشهيرة " شكرا لمدينة القيروان، فهي أوّل مدينة عربيّة ترتكب فضيحة حبّ الشعر و حبّ الشعراء" .. كما احتفى التروبادور بجمعيّة قدماء المسرح بالقيروان برئاسة السيّد طارق العلاّني و جمعيّة المونولوغ و المسرح الفردي برئاسة الفنّان محمود بوقميزة و جمعيّة التعلّم مدى الحياة و هي جمعيّات تقدّم الكثير للمشهد الإبداعي في مدينة القيروان و تمّ بالمناسبة الإتّفاق على أن يشارك التروبادور في تنشيط مهرجان المونولوغ بالقيروان في دورته القادمة كما سيقع قريبا بعث تروبادور القيروان إسهاما في مدّ الجسور الثقافيّة بين مبدعينا و شبابنا. و للتذكير فأنّ رحلة التروبادور الشتويّة انطلقت يوم 21 دسيمبر الفارط بمدينة ماطر و امتدّت إلى أريانة و العالية و قليبية و بنزرت قبل ان تصل الى ربوع القصرين و تنتهي في عاصمة الاغالبة.