بعد سنوات من غلق ملف مقتل راقصة سنة 2007 في نزل واتهام خطيبها بإلقائها من الطابق الثالث للنزل, فتحي الذيبي يكشف رسميا عن سر وفاتها ويتقدم بشهادته التي منع من تقديمها لتورط الطرابلسية في الموضوع والتي من المرجح أنه استنادا إليها سيقع إعادة التحقيق في هذه القضية. وقد أفادنا فتحي الذيبي أن هذه الشبكة التي تتستر في شكل فرقة مختصة للرقص مازالت تنشط الى الآن وأنها تقوم بإعداد فتيات للمتاجرة بأجسادهن وتقديمهن لزبائن النزل مشيرا إلى أن العملية تنطلق باستدراج «فتيات المعامل» بعروض عمل برواتب مغرية تقوم بها وسيطة وهو ما انطلقت به مأساة الضحية التي كانت تعمل بمصنع لمساعدة عائلتها الفقيرة على مجابهة متطلبات الحياة الى أن كانت اللحظة التي امتدت فيها يد هذه الوسيطة عن طريق بعض زميلاتها في المعمل لتحكم عليها قبضتها خاصة مع تأكدها أن جميع المواصفات المطلوبة متوفرة فيها وبدأت تغدق عليها الهدايا والاموال لترويضها ثم عرضت عليها عملا قارا بنزل بالحمامات براتب شهري مغر. وأمام اصرارعائلتها على الرفض وامتناعها عن تقبل عرض الوسيطة قامت هذه الأخيرة بإقناع الفتاة بمغادرة منزل عائلتها دون أن تعلم والديها بالأمر باعتبارها في ذلك التاريخ قاصرا مقابل أموال طائلة ووعود بتحقيق أحلامها التي يستحيل أن تحققها في ظل عائلة فقيرة جدا دون أن يتبادر إلى ذهنها أنها سلكت طريق الموت وأنها ضحية عملية تغرير. وبمجرد اختفائها الذي فاجأ العائلة تقدم والدها ووالدتها بشكايات لكن دون أن يتمكنا من العثور عليها وقد وجّها آنذاك تهمة الاختطاف ضد كل من سيكشف عنه البحث لكن دون نتيجة. وحسب تصريحات محدثنا فإن مديرة هذه الشبكة المتخفية قامت بمنع الضحية من الخروج الى حين بلوغها السن القانوني لضمان عدم تدخل عائلتها وفي الأثناء قامت بإعدادها وتدريبها ظاهريا للرقص ولبيع جسدها لأجانب عرب بمقابل مالي يضخ في رصيد مديرة الشبكة. في المقابل وحسب ما أفادنا به محدثنا فإنه بالرغم من محاولة هذه العصابة بشتى الإغراءات المالية وأساليب الضغط المتنوعة تطويع الضحية حتى تطوي صفحة الماضي وتمحو أسرتها من ذاكرتها عبر التقاط صور لها في أوضاع حميمية بعد تخديرها ثم استعمال تلك الصور ومقاطع الفيديو كوسيلة لتهديدها وفضحها في محيطها العائلي فإن هذا الاسلوب لم يجد معها إذ قاومت كل الضغوطات ورغبت في العودة الى أسرتها وحينها لم تجد مديرة الشبكة من حل لإحكام السيطرة عليها إلا فرض خطوبة صورية وعريس صوري لها مهمته فرض مراقبة لصيقة عليها حتى لا تلوذ بالفرار. وإمعانا في حبك هذه المسرحية أجبرت الفتاة تحت التهديد بالقوة على ارتداء فستان عروس ثم نقلها على متن سيارتها الفاخرة إلى منزل أهلها في موكب كبير وزغاريد وذلك حتى تقنع الجميع بما في ذلك عائلة الفتاة بأنها حريصة على سعادة ابنتها وعلى سمعتها. وبانتهاء الحفل تمسكت والدتها ببقاء ابنتها معها ريثما يتم القران وهنا تدخلت «مديرة العصابة» وأعلمتها انه عليها العودة معها وانه لاسلطان لعائلتها عليها باعتبارها بلغت العشرين. هنا أيقنت الأم أن الحفل لم يكن سوى خدعة ماكرة وغطاء هدفه تسهيل زيارة ابنتها إليها تجنبا لكلّ الاشاعات المغرضة وتم افتكاكها عنوة وانطلقت بها السيارة سريعا. فصول هذه المأساة لم تقف عند هذا الحد حيث وظفت هذه الفتاة الضحية كطعم للتخلص من مستثمر سياحي رفض مشاركة منجي الطرابلسي زوج مديرة الشبكة لتلفيق تهمة القتل العمد إليه إذ ألقى بها الخطيب من الطابق الرابع للنزل بتعليمات من الطرابلسية مقابل عقارات وأموال كثمن لتضحيته بحريته مع العلم انه قد أطلق سراحه وقد كان فتحي الذيبي شاهد عيان على ذلك وهو الان قد قدم شهادته رسميا التي أفاد ضمنها انه في يوم الجريمة وحوالي منتصف النهار كانت الفتاة بصدد احتساء قهوة ومشاهدة التلفاز ببهو النزل فيما تلقى صاحب النزل اتصالا من عون الاستقبال اعلمه أن ثلاثة أشخاص يريدون مقابلته وعندما انفرد بهم اعلموه بأنهم يتبعون فرقة مكافحة المخدرات وطلبوا منه مساعدتهم على مراقبة الجاني بعد ما استظهروا ببطاقاتهم المهنية فمكنهم من ثلاث غرف مختلفة ودوّن أسماءهم بدفتر النزل. وحوالي الساعة السادسة مساء التقى محدثنا بشقيقتين وصديقتهما وأعلمنه بأن حياة النزيلة التي تقيم لديه والتي تعمل لدى الطرابلسية في خطر وان خطيبها هو الذي سيؤذيها فتولى محدثنا الاتصال بجميع العملة وخاصة أمن حراسة النزل وأعلمهم بالمعلومات التي وردت عليه لتفادي أي خطر محتمل لكن حوالي الساعة الثانية دخل امن الحراسة بالنزل واعلموا مؤجرهم أن خطيب الفتاة المقيمة بالطابق الثالث ألقى بها من الشرفة فأرداها قتيلة فيما كان الطرابلسية خارج النزل يتأكدون من تنفيذ العملية. وعندما تفطن لهم محدثنا بعد وفاة الهالكة قال لهم «وصلت بكم الأمور حد القتل» أجابه حسب ذكره احد الطرابلسية حرفيا «المرة الجاية يلوحوك أنت» وكمكافأة لمنفذ عملية القتل مكنه الطرابلسية من المطعم السياحي الذي هو على ملك محدثنا فيما تم إغلاق النزل بأمر منهم وطلب منه احد المسؤولين الأمنيين مغادرة الجهة والعودة إلى مسقط رأسه «قفصة».