راضية السعيدي مرشح فوق العادة ،فهل يكون الصادق الحمامي مفاجأة اللحظة الأخيرة ؟ في ظلّ التأخير المتكرر في الإعلان عن تركيبة الهيئة العليا المستقلة للاتصال السمعي البصري كثرت التسريبات حول الشخصيات المرشحة لترؤس هذه الهيئة خاصة بعد إعتذار مدير مكتب «الجزيرة» في تونس لطفي حجي عن قبول العرض الرئاسي باعتبار أن العضو الذي يختاره رئيس الجمهورية هو الذي يتولى رئاسة الهيئة. وعلى الرغم من تأكيد البعض أنّ المرزوقي كان وعد صديقه القديم كمال العبيدي بتعيينه على رأس الهيئة الوليدة فإن عدة مؤشرات تستبعد تحقّق الوعد الرئاسي، وفي أحدث تسريب تردد إسم الصحفية راضية السعيدي لتكون مرشحا وفاقيا. ذلك أن الزميلة السعيدي تتمتع على الأقل بميزة أن لا عداوات لها في ساحة إعلامية تشن فيها حروب مباشرة وأخرى بالوكالة بين أكثر من جهة وجبهة من داخل القطاع وخارجه. ولعل ما يقوي حظوظ راضية السعيدي أنها شقيقة السيد رضا السعيدي عضو المكتب التنفيذي لحركة «النهضة» والوزير المستشار المكلف بالملف الاقتصادي لدى رئيس الحكومة، وهو ما يؤشر على أن حركة «النهضة» لن تنظر سوى بعين الرضى إلى هذا الترشيح. ويذكر أن راضية السعيدي بدأت مسيرتها المهنية في «إذاعة الشباب» من بين أبناء الجيل الأول لهذه الإذاعة بإدارة الحبيب بلعيد والراحلة عواطف حميدة ، ثم تمت دعوتها لتقديم السهرة السينمائية على «قناة 21» من إعداد مصطفى الدبابي، وفي إطار تجديد الوجوه التلفزية في النشرات الإخبارية وقع الاختيار عليها لتكون من بين مقدّمي أخبار «قناة 7» ولكن تعليمات من فوق عجلت بطردها من الإذاعة كما من التلفزة، ومن باب الإنصاف فقد حاولت المرحومة عواطف حميدة أن تدافع عن راضية السعيدي ولكن صرختها كانت في واد... وتردد وقتها أن الطرد جاء بتعليمات أمنية باعتبار أن شقيق الصحفية المعنية «خوانجي»... وبعد طردها من الإذاعة والتلفزة عملت راضية السعيدي طيلة سنوات رئيسة تحرير لجريدة «العقد» . ولئن لم تكن راضية السعيدي في الواجهة فإنها كانت ناشطة ضمن نقابة الصحفيين فضلا عن تمتعها بصلات طيبة مع أبناء القطاع وهو ما أهلها لعضوية الهيئة الوطنية لإصلاح الإعلام التي ترأسها كمال العبيدي. مصدر مطلع أفادنا أنه من بين الأسماء التي قد تظهر على السطح لرئاسة الهيئة الدكتور الصادق الحمامي الذي يدرّس بكلية الإعلام بجامعة الشارقة ويستعد للعودة إلى تونس لاستئناف عمله في معهد الصحافة، وهو مؤسس البوابة العربية لعلوم الإعلام والإتصال وأحد أكثر الجامعيين التونسيين نشرا في مجال الميديا. يذكر أن الفصل السابع من المرسوم 116 ينص على أنَّ الهيئة العليا المستقلة للسمعي البصري تشرف عليها هيئة جماعية تتكون من 9 شخصيات مستقلة مشهود لها بالخبرة والكفاءة والنزاهة في مجالات الإعلام والاتصال، وهي تتكون من عضو يعينه رئيس الجمهورية وعضوين من سلك القضاء وعضوين باقتراح من رئيس السلطة التشريعية وعضوين باقتراح من قبل الهيئات المهنية الأكثر تمثيلا للصحافيين، وعضو باقتراح من الهيئات الأكثر تمثيلا لأصحاب المنشآت الإعلامية والاتصالية. وحدد المرسوم، مدة ممارسة أعضاء الهيئة لمهامهم بست سنوات غير قابلة للتجديد، ويتمتع رئيس الهيئة بإمتيازات كاتب دولة. أما اعضاؤها فيتقاضون رواتب مماثلة لرواتب أعضاء المجلس الوطني التأسيسي...