هددت الجماعات الإسلامية في مالي ب «ضرب عمق فرنسا» ردا على عمليتها العسكرية «الهر الوحشي» التي بدأتها الجمعة للقضاء على مقاتلي «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» والجماعات الأصولية المتحالفة معها التي تسيطر على شمال مالي منذ نحو تسعة أشهر فيما انتقد رئيس الحكومة الفرنسية الاسبق دومينيك دوفيليبان تسرع فرنسوا هولاند في ارسال قوات فرنسية الى مالي مرجحا أن الحرب ستطول وستكبد فرنسا خسائر كبيرة. وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي واصلت فيه القوات الفرنسية استهداف معاقل القاعدة في مالي من دون تحديد جدول زمني لإنهاء مهمتها بينما أعلنت دول أوروبية دعمها للتدخل العسكري لوجستيا وسياسيا إلا أن ألمانيا أعلنت من جهتها أنها لن ترسل قوة عسكرية الى مالي لمعاضدة القوات الفرنسية والجيش المالي. وفي الوقت الذي أبدت فيه الحكومة الفرنسية تفاؤلها بحسم المعركة في مالي رأى دومينيك دوفيليبان أن الأمر ليس بالسهولة التي توقعها الرئيس الفرنسي وأن الذهاب الى الحرب بهذا الشكل وبهذه العجلة ''استسلام لرد فعل بالحرب من أجل الحرب''. ولفت دوفيليبان في المقال الذي نشر في صحيفة ''جورنال دي ديمانش''، الى أن «التجارب السابقة أثبتت أن الحرب لا تنتج ديمقراطية بل على العكس إنها تشجع التقسيم، الدول الفاشلة، وقانون القبضة الحديدية للميليشيات المسلحة''. وأضاف أن ''المطلوب هو مساهمة الفاعل الأول في المنطقة وهو الجزائر ودول غرب إفريقيا، لوضع خطة لاستقرار الساحل''. ميدانيا واصلت وحدات سلاح الجو الفرنسي التي أرسلت الى مالي قصفها لمواقع قالت انها تابعة ل «الجهاديين» كما اشتبك الجيش المالي مع مسلحي التنظيمات الإسلامية فيما أكدت مصادر مقربة من الجهتين سقوط عشرات القتلى والجرحى في صفوف الإسلاميين وفي صفوف الجيش المالي أيضا. من جهتها توعدت «حركة التوحيد والجهاد في غرب افريقيا» على لسان أحد قادتها ويدعى ابودردار بتنفيذ عمليات في العمق الفرنسي وفي افريقيا وأوروبا ردا على التدخل العسكري الفرنسي كما أكدت أن المصالح الفرنسية في الخارج أصبحت هدفا مشروعا لها.