رغم أن ولاية توزر غير معنية بظاهرة تهريب البضائع لاسيما مواد الاستهلاك إلى البلدان المجاورة فإن المواطن أضحى يتذمر بشكل لافت من ارتفاع الأسعار وبات غلاء المعيشة هاجسا يؤرق العديد من المواطنين. فأينما تولي وجهك تسمع المواطنين يتأففون من ارتفاع الأسعار. وقد قمنا بجولة في بعض الأحياء والساحات لرصد انطباعات المتساكنين فجاءت متباينة إذ أرجع البعض أهم الأسباب إلى تصدير البضائع المحلية إلى البلدان المجاورة خاصة ليبيا وكذلك لهفة المواطن على شراء ما يفوق حاجياته بكثير مما يؤدي إلى المضاربة وفي عديد الأحيان إلى نفاد السلع ليكون العرض أقل من الطلب وهي وضعية يستغلها التجار للترفيع في الأسعار في حين أرجع البعض الآخر السبب إلى غياب الرقابة المستمرة مما أدى إلى عدم إشهار الأسعار. لذلك طالب أغلب الذين التقيناهم بدور فاعل لأعوان المراقبة الاقتصادية لردع المخالفين والمارقين على القانون حتى تستقر الأسعار وتعود إلى «رشدها». تدهورت المنظومة المائية وتقلص إنتاج الخضر ولعل ما يثير استغراب المواطن بربوع الجريد هو ارتفاع أسعار الخضر باعتبار أن الجهة ذات طابع فلاحي ومعروفة بإنتاج جميع أنواع الخضر والغلال وكانت في الماضي القريب «تصدر» منتوجاتها للجهات المجاورة وخصوصا لمناطق الحوض المنجمي (السلق والكلافس والجزر واللفت والمعدنوس) فضلا عن جميع أنواع التمور واليوم أضحت ربوع الجريد «تستورد» هذه الأنواع من الخضر أو الغلال بسبب اختلال في المنظومة المائية مما أدى إلى ندرة مياه الري وعزوف الفلاح عن زراعة الخضروات فتقلص الإنتاج إلى جانب زحف الخنزير الوحشي على المزروعات.