رغم المساعي التي بذلها عديد العقلاء من ابناء عقارب من اجل ضبط الوضع وانهاء حالة الاضطراب والفوضى التي تفجرت بهذه المعتمدية منذ الليلة الفاصلة بين الجمعة والسبت على خلفية حادث مرور قاتل قامت به سيارة للحرس الوطني بعقارب حيث صدمت شابا من ابناء المنطقة وهو على متن دراجته النارية ولقي حتفه اثناء نقله الى المستشفى الجامعي الحبيب بورقيبة بصفاقس ... فان الوضع تكهرب مجددا في الليلة الفاصلة بين السبت والاحد مع استعمال مكثف للغاز المسيل للدموع وتسجيل اصابات واختناق بالغاز في صفوف المواطنين والامننيين على حد السواء مما استوجب تدخل الجيش الذي نجح في التهدئة عند منتصف ليل السبت الاحد وبعد بداية هادئة صباح الاحد خاصة مع اطلاق سراح الموقوفين من اجل استعادة الامن وتطمين الشباب الغاضبين الا ان الاشتباكات استعرت مجددا بداية من الساعة الحادية عشرة من صباح الاحد حيث عمد الشبان الى قطع الطرقات ونصب المتاريس بالحجارة والعصي والعجلات المطاطية مع الدخول في مواجهات كر وفر ورشق متبادل بالحجارة مع اعوان الامن والذين واصلوا بكثافة استعمال الغاز المسيل للدموع وبدا الوضع محتقنا جدا رغم ان المساجد وكذلك عديد السيارات لجأت الى مضخمات الصوت للدعوة الى التهدئة وضبط النفس والمحافظة على المدينة وكان اصرار شباب الجهة كبيرا على مطلبهم بضرورة اخلاء المعتمدية من التواجد الامني مع الاكتفاء بتواجد الجيش الذي ظل يتابع الموقف عن كثب وعلى مسافة حياد من الطرفين وتحول بعض المسؤولين بالجهة على عين المكان للتنسيق مع معتمد المنطقة من اجل استعادة التهدئة وتم التقدم من البعض بطلب اعلان حظر التجوال اذا بقي الوضع متفجرا ومع حدود الساعة الثالثة والنصف بدا الوحدات الامنية بالانسحاب حيث اخلت مركز الحرس في مناسبة اولى متاخرة الى الوراء بحوالي نصف كلم قبل ان تواصل الانسحاب وتحدث البعض ان الانسحاب جاء بسبب نقص التعزيزات ونفاد وسائل الدفاع وخاصة القنابل المسيلة للدموع وحينها قام عدد من الشبان بالدخول الى مركز الحرس واخراج وثائقه ومعداته بما فيها الحواسيب وقاموا باضرام النار فيها خارج مبنى المركز مع اظهار الفرحة لتحقق مطلبهم بانسحاب الامن وذكرت مصادر من داخل عقارب ان اثنين من اعوان الحرس دخلا الى الجامع وهناك تسلم بعض الشبان بندقيتين لهما وقاموا بتسليمها الى الجيش الوطني كما ان الشباب المتظاهر قال اثر انسحاب الامن : ' الان حققنا ما نريد ' وخفت حينها الاحتقان وقد اشارت الينا مصادر من داخل المنطقة ان عديد المطالب تم رفعها منذ سنة تقريبا وفيها مطالبة بتغيير رئيس مركز الحرس بعقارب غير انها دعوات لم تجد طريقها الى الاستجابة ولعل هذا ما دفع الشبان الى تصعيد الضغط باستغلال الحادث الذي ادى الى وفاة احد شباب المنطقة تاسيس لجنة حماية للمنطقة بعد انسحاب الامن عن عقارب وقيام الجيش بالانتشار بجانب المنشآت الادارية وخاصة مقر المعتمدية قام عناصر من المجتمع المدني بعقارب بتاسيس لجنة لحماية المنطقة والاحياء والمقرات في غياب الامن وهي لجنة تتكون من ابناء عقارب لضبط الوضع