لليوم الثالث على التوالي، تعيش معتمدية عقارب من ولاية صفاقس على وقع الاحتجاجات التي انطلقت ليلة الخميس على خلفية وفاة شاب من المنطقة دهسته سيارة أعوان الحرس، وقد عرفت ذروتها مساء يوم أمس بعد انسحاب الأمن . ولئن تناولنا في عدد أمس كل ملابسات الحادث وتبعاته، فاننا نشير الى أن الأجواء المحتقنة متواصلة بشكل تصاعدي، وقد عرفت أوجها مساء السبت ويوم أمس الأحد، وقد أفاد أحد المتساكنين بالمنطقة أن أغلب الدكاكين أغلقت أبوابها صباحا وقد وجد الأهالي صعوبة في التزود بالمواد الأساسية ..
ويؤكد شاهد عيان أن الصيدليات بالمكان مغلقة هي الأخرى نتيجة الصدامات الحاصلة بين الأهالي المحتجين وأعوان الأمن الذين استعملوا الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتشدين الذين عمدوا ليلة أول أمس افراغ شاحنة من مادة «الفيتورة» وحرقها بالطريق العام .
وقد عمد المحتجون الى غلق كل الشوارع الرئيسية بالمعتمدية التي عزلت بالتمام عن بقية المناطق القريبة منها نتيجة الصدامات المتكررة والتي لم تهدأ ليلة السبت وصباح يوم أمس الأحد، ويتحدث بعض الأهالي والتجار والمتساكنين عن الاستعمال المفرط للغازات المسيلة للدموع لمواجهة حجارة المحتجين التي تستهدف خصوصا مقر الحرس الوطني بالمكان الذي تعزز بوحدات من الشرطة وفرق التدخل للحماية .
وينادي أهالي معتمدية عقارب بتدخل قوات الجيش الوطني لنزع نيران الاحتقان خاصة وان فتيله كان على خلفية دهس سيارة الحرس الوطني لشاب من المنطقة لقي حتفه على عين المكان مما تسبب في موجة من الفوضى ورشق بالحجارة واشعال للعجلات المطاطية قابله رد باطلاق الغازات المسيلة للدموع لتفريق المحتجين .
الوضع الأمني المحتقن بعقارب يوم أمس والأيام التي سبقته يستوجب تدخلا عاقلا ورصينا من كل الجهات حتى لا تتطور الأمور الى ما هوأسوأ خاصة وان الايقافات المسجلة يوم أمس يتردد بين الأهالي انها تمت بشكل عشوائي وشملت موظفين ومواطنين أبرياء لكن الصدفة فقط جعلتهم يمرون بالشوارع والأنهج الساخنة والمتوترة .
أخر المعلومات التي بلغتنا مساء يوم أمس تفيد انسحاب الأمن بالكامل من المنطقة وقد استغل البعض الفراغ الأمني لحرق مركز الحرس بالكامل وتهشيم واجهات بعض المحلات التجارية ورشقها بالحجارة وهوما خلف حالات من الذعر والفزع بمنطقة عقارب التي استقبلت مساء قوات من الجيش الوطني .