مثل صبيحة أمس أمام أنظار الدائرة الجنائية الأولى بالمحكمة الابتدائية بالعاصمة شابان كانا يعملان في سلك الديوانة وجهت لهما تهمة تحويل وجهة شخص باستعمال العنف والتهديد والاعتداء بفعل الفاحشة على أنثى دون رضاها طبقا للفصول 32 و228 و237 من المجلة الجزائية الى جانب حارس وجهت له تهمة المشاركة في مفاحشةأنثى دون رضاها. اعترضا سبيلها ثم دفعاها داخل السيارة ويفيد ملف القضية التي جدت أطوارها بتاريخ 28/6/2009 أنه في حدود الساعة الواحدة بعد الزوال تحولت المتضررة إلى أحد المنتزهات بجهة رادس للترفيه عن نفسها وأنه على إثر خروجها لاقتناء قارورة ماء من أحد المحلات المجاورة للمنتزه فوجئت بسيارة نوع «رينو شماد» بيضاء اللون تقف أمامها ويتولى سائقها فتح الباب الخلفي وأمرها بالصعود فاستغربت من ذلك إلا أن مرافق السائق نزل من السيارة ودفعها داخلها ثم انطلقا بها في اتجاه رادس الشاطئ. وأمام ما حدث حاولت الفتاة السيطرة على نفسها مخافة أن يحصل لها مكروه فبادرت بالتلاطف معهما والتحادث إليهما وذلك لمعرفة صفتهما وهو يتهما. وعند وصولهم الى مستوى قنطرة رادس أو همتهما أنها لا تعرف المكان ورغبت في النزول فكان لها ذلك وكانت ترمي من وراء ذلك للاستنجاد ببعض المارة لكن المظنون فيهما طوقاها كل واحد من جهة حتى لا تتمكن من القيام بأي عمل يجعلهما مشتبها فيهما ثم صعدت من جديد في السيارة وعاتبتهما على ما يقومان به لكن دون جدوى. وقد تولى سائق السيارة وهو عون بالديوانة متزوج وأب لأطفال الاتصال بأحد معارفه عبر هاتفه الجوال وقد سمعته الفتاة يقول له حرفيا «حضر الدار هانا جايين» ثم راح يقود السيارة باتجاه مرناق. أدخلاها الى «الفيلا» ثم تداولوا عليها ولما وصل السائق الى مرناق سلك مسلكا ضيقا وهناك وجدوا نفرا معاقا وقد تبين أنه حارس الضيعة التي كانت فيها الفيلا ثم دخلوا جميعا وجلسوا في غرفة الاستقبال وهناك عرض الجانيان على المتضررة قضاء تلك الليلة معهما معلمين اياها أنهما سيتوليان إحضار أصدقاء للسهر معهم وبعض علب الجعة. فجارتهما الفتاة في ذلك نظرا لأنها كانت تخشى حصول أشياء مكروهة لها ثم أوهمتهما أن والدتها نقلت للاسعاف لمرض ألّم بها مع أنها وفي حقيقة الأمر حسب ملف القضية هاتفت أحد معارفها للاستنجاد به إلا أن هذا الأخير لم يكن متحمسا لطلبها فتخلت عنه وأعلمت المظنون فيهما بضرورة التحاقها بوالدتها الا أنهما رفضا ذلك وقد بادر أحدهما باخراجها معه الى السيارة ليجلب بعض السجائر وقد شاهدت كهلا بالمكان فطلب منها المتهم الادعاء أنها زوجته وأنهما حضرا بالمكان لشراء المنزل لكن ذلك الكهل لم يقترب منهما أصلا فعادا مجددا الى المنزل وقاما بجولة بمختلف الغرف ثم فجأة انقض عليها المظنون فيه وحاول اغتصابها فبادرت بصفعه فردّ عليها بالمثل ثم جثم فوقها واعتدى عليها فدخل المتهم الثاني واعتدى عليها بدوره بالرغم من صياحها وبكائها. وعندما شاهدت الحارس واقفا أمام باب المطبخ ينظر اليها طلبت منه أن يتدخل لانقاذها وترجّته قائلة: «أمان... ماني أختم كلّمهم» إلا أنه كان يحرك رأسه معبرا عن رفضه وبعد برهة من الزمن دخل الحارس وشارك المتهمين في الاعتداء عليها. ولما أنهوا فعلتهم في حدود الساعة التاسعة ليلا طلبت من الجانيين نقلها الى المكان الذي كانت به فتمسكا مجددا بإبقائها بالمكان على اعتبار حلول أصدقائهما بالمكان. وبعد فترة من الزمن عدلا عن فكرتها وقررا اخراجها من المنزل وتم نقلها الى محطة الحافلات وهناك فتحا لها باب السيارة وأشارا إليها بالنزول ولما وطأت ساقها أرضية المحطة أغمي عليها فتدخل بعض الفضوليين وساعدوها على الذهاب الى مركز الأمن بالزهراء وعندما وصلت الى هناك قدمت شكاية في الغرض مدلية بأوصاف المظنون فيهما. وبعد معاينة الضيعة انطلقت الأبحاث والتحريات الأمنية فألقى رجال الأمن القبض على المظنون فيهما وحرّر في شأنهما محضر بحث لاحالتهما على أنظار العدالة. وباستنطاقهما أمس من طرف القاضي أنكرا ما نسب اليهما وأكدا أن الفتاة ذهبت معهما بإرادتها مقابل 30 دينارا. وبالاستماع للحارس نفى التهمة المنسوبة اليه وأكد أنه لم يعتد على المتضررة مؤكدا أنه لا توجد شهادة طبية في ملف القضية تثبت وبعد المرافعات والمفاوضات قررت المحكمة التصريح بالحكم في موعد لاحق.