بمناسبة مرور سنة على مبادرته السياسية التي تحولت إلى حزب سياسي ممثلة في حركة «نداء تونس» خص أمس الباجي قائد السبسي برنامج «بوليتكا» على جوهرة «أف.أم» بحديث حصري قال فيه بالخصوص أنه بعد مرور سنة على مبادرته السياسية التي كان اطلقها يوم 26 جانفي 2012 لازالت العديد من المطالب على علاقة بالتحول الديمقراطي والتوازن السياسي لم تتحقق . وعزا الباجي قائد السبسي هذا التأخر إلى تعثر الحكومة الحالية وعلى رأسها حركة «النهضة» في إنجاز ماهو مطلوب منها لتحقيق هذه الأهداف وبالخصوص منها الايفاء بالالتزام القانوني والأخلاقي بانتهاء المرحلة الانتقالية وكتابة دستور جديد للبلاد بحلول يوم 23 اكتوبر 2012. وذكر الباجي قائد السبسي أن سبب اقدامه على تقديم هذه المبادرة كان بالأساس تلكؤ الحكام الجدد وعلى رأسهم حركة «النهضة» في الالتزام بهذا التعهد الأخلاقي والقانوني من أجل مواصلة التمشي في تحقيق انتقال ديمقراطي يؤسس بالخصوص للتداول السلمي على السلطة مما يقطع مع عادات الأنظمة القديمة الحاكمة للبلاد. وأضاف السبسي أنه ولغاية اليوم لم يتحقق شيء من هذه المطالب وأصبحت البلاد تسير في الاتجاه المعاكس لما وقع الاتفاق على تحقيقه. من جانب آخر قال السبسي أن المشهد السياسي لم يكن متوازنا في البلاد مما استحال معه تحقيق ضمانات التداول على السلطة وأنه بناء على ذلك كان هدف مبادرته دعوة الأحزاب المعارضة والتي كانت متشرذمة وقتها ومشتتة إلى التجمع في أحزاب قوية مشيرا الى أن الدعوة ليست مقتصرة على نداء تونس والأحزاب القريبة منه بل موجهة إلى كل الأحزاب الوسطية ذات التوجه الديمقراطي. وقال السبسي أن «نداء تونس» ليس حزبا سياسيا فحسب بل هو جبهة تجميع لمجموعة من القوى الوسطية التي لها نفس التوجه والتي لا يمكن لها ان تمارس النشاط السياسي خارج الإطار القانوني وهو تأسيس حزب سياسي. وعبّر السبسي عن ارتياحه اليوم للنجاح المحقق من طرف «نداء تونس» مشيرا إلى أنه ليس أدل على هذا النجاح من التدافع الكبير للتونسيين في اتجاه هذا الحزب والذي فسره السبسي بخيبة أمل العديد من المواطنين مما تحقق ومن تصرفات «الترويكا» الحاكمة مؤكدا أن هذا الاندفاع الشعبي نحوحركة «نداء تونس» والأحزاب المتحالفة معه إنما هو مسؤولية كبيرة يحملها هؤلاء لهذه الجبهة السياسية الواسعة وأنه شخصيا حريص كل الحرص على تحقيق انتظارات منخرطيه. وعن مخاطر وقوع تونس في الاستقطاب الثنائي بين «نداء تونس» وحركة «النهضة» على خلفية ما أظهرته الإحصائيات من تقدم هذه الحزبين على بقية الأحزاب قلل السبسي من مخاطر هذا الطرح قائلا أن حزبه دخل في تحالف مع احزاب أخرى أولها حزبا «المسار» و«الجمهوري» في انتظار توسيعه ليشمل حزبي «العمل الوطني الديمقراطي» و«الحزب الاشتراكي». كما لم يستبعد السبسي انضمام «الجبهة الشعبية» لما أسماه الجبهة السياسية التي تعمل في تناغم لا ينفي التنافس الشريف بينها من أجل السلطة لكنها ستحقق التوازن الضامن للتداول السلمي على السطة وتخليص البلاد بصفة نهائية من شبح العودة لنظام حكم الحزب الواحد المهيمن ودكتاتورية الشخص الواحد ... ونفى السبسي في سياق حديثه أي أطماع شخصية له في السلطة قائلا أنه يكتفي كشخص بما تقلده من مناصب وأن هدفه الأوحد هو السير بتونس نحو مسار ديمقراطي سليم يقطع مع الماضي مضيفا ان الجبهة السياسية التي هي بصدد التكوين من خلال التحالفات التي تعقد بين العديد من الأحزاب يمكن أن تتحول فيما بعد إلى جبهة انتخابية إذا وقع التوافق على ذلك وبالخصوص فيما يتعلق بالدور المنوط بكل طرف مؤكدا أنه بالنسبة لحركة «نداء تونس» وحلفائها الأربعة لحد الآن فإن خريطة طريق ستكون جاهزة وواضحة في أقصى تقدير خلال نهاية فيفري القادم على عكس الأطراف الحاكمة التي قال السبسي أنها لا تحتكم إلى أي برنامج ولا خريطة طريق ولا منهجية عمل واضحة. وذكر رئيس «نداء تونس» أثناء حديثه ان اجتماع يوم غد سيكون مناسبة للاعلان الرسمي عن ميلاد «الإتحاد من أجل تونس» كما أنه سيكون مناسبة للقيام بوقفة تأملية لما تحقق وما يجب أن يتحقق في المرحلة القادمة. وبخصوص التحوير الوزاري المرتقب الإعلان عنه قال السبسي أنه وحزبه غير معنيين بهذا التحوير الذي قال أنه سيدخل البلاد في مرحلة انتقالية ثالثة دون ان يتحقق أي مطلب من مطالب الانتقال الديمقراطي والتي من أبرزها تركيز الهيئة المستقلة للانتخابات وتحديد تاريخ واضح لهذه الانتخابات والانتهاء من كتابة الدستور والعديد من الاستحقاقات الأخرى مشيرا إلى أن ذلك خلق أزمة ثقة بين الحاكم والمحكوم.