يعكف أعوان الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية بتونس على البحث في جريمة القتل التي جدت الجمعة قبل الماضي بمنطقة «الجيارة» والتي ذهب ضحيتها كهل في عقده الرابع بعد أن تلقى طعنة على مستوى القلب من طرف شقيقه. وحسب التحريات الأولية المتجمعة حول هذه الجريمة فان الضحية توجه يوم الحادثة إلى أداء الصلاة وعند خروجه من المسجد فوجئ بالمظنون فيه يسدد له طعنة على مستوى صدره كانت كفيلة بإزهاق روحه ثم تحصن بالفرار. ورغم محاولة إسعافه وذلك بنقله للمستشفى لتلقي الإسعافات اللازمة فإنه لفظ أنفاسه الأخيرة متأثرا بالمضاعفات الخطيرة للإصابة التي تعرض لها. فتم إعلام السلط الأمنية وتحولت دورية أمنية على عين المكان وأجريت المعاينات الميدانية على الجثة من طرف ممثل النيابة العمومية بالمحكمة الابتدائية بتونس 2واذن بعرضها على الطبيب الشرعي لتحديد أسباب الوفاة بدقة فيما أنيبت فرقة الإدارة الفرعية للقضايا الإجرامية للبحث في ملابسات الجريمة. وقد تبين من الأبحاث أن المظنون فيه كان يعمل بالقطر الليبي لكن بعد اندلاع الثورة قامت عائلته بمساع لدى وزارة الخارجية التونسية من اجل ترحيله إلى تونس وهو ما تمّ بالفعل غير انه منذ عودته بدأت الخلافات مع أسرته تتفاقم وكان الجميع يتغاضى عن تصرفاته إذ أصبح عدوانيا لكن لا احد ذهب في خلده أن يقتل الضحية المعروف لدى الجميع بحسن أخلاقه. وقد أمكن لأعوان الأمن إلقاء القبض على المظنون فيه وبالتحري معه اعترف منذ أول وهلة بما نسب إليه، إذ أفاد انه منذ عودته تفاقمت الخلافات بشكل دائم مع أشقائه لكنه حسب تصريحه لم يكن يتصور أن تصل إلى هذه النتيجة، ذلك انه في يوم الواقعة توجه إلى الجامع وانتظر خروج شقيقه للاعتداء عليه لكنه لم يكن يقصد قتله بل انه أصابه بطريقة عشوائية دون أن يحدد موطن الإصابة التي من سوء الحظ كانت قاتلة. وأضاف انه بعد ارتكابه الجريمة تملكه شعور بالندم لأنه ليست له عداوة مع الضحية. وأضاف أن أساس خلافاته مع أشقائه هو انه كان يرسل الأموال عندما كان بالغربة إلى والده لجمعها من اجل شراء قطعة ارض لكن تم الاستئثار بها دون أن يتم تمكينه من حقه -حسب ذكره - كما برر جريمته بحالته النفسية الصعبة وحالة الإحباط التي يعاني منها. وبعد سماع أقواله أذن بالاحتفاظ به بعد أن وجهت له تهمة القتل ومن المنتظر أن تتم لاحقا إحالته على أنظار قاضي التحقيق لمواصلة التحريات معه.