تونس - الأسبوعي اهتز حي مراد قرب السيجومي - غرب العاصمة - في الأيام القليلة الماضية على وقع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها شاب في الثانية والعشرين من العمر يدعى حلمي وقد تضاربت الانباء والسيناريوهات حول اسباب ودوافع الجريمة ففيما اكدت بعض اعترافات بعض المظنون فيهم وهم سبعة بينهم ثلاثة اشقاء أن السبب الرئيسي للجريمة هو تصفية حسابات قديمة. أكدت اعترافات البعض الاخر أن الجريمة نفذت في حق هذا الشاب على سبيل الخطا الا أن التحريات الأمنية مازالت لم تؤكد بعد الاسباب الحقيقية للجريمة لكنها رجحت بعض الفرضيات ابرزها أن حلمي كان توجه يوم الواقعة إلى منطقة الجيارة مسرح الجريمة لتصفية حسابات مع شاب كان تخاصم معه منذ ما لا يقل عن الثمانية أشهر في احدى المقاهي بحي مراد بسبب تبادل «النبزيات» والعنف .. لكنه اخطا الهدف وتورط في خصومة حادة مع مجموعة من ابناء حي الجيارة المظنون فيهم ليجهزوا عليه وتشير فرضية اخرى إلى أن الضحية عقد مع المظنون فيهم جلسة خمرية وسرعان ما سرى بينهم اختلاف انتهى بقتله. وتشير فرضية ثالثة، مازالت لم تتضح بشانها الرؤى بسبب قلة الأدلة والمؤيدات إلى أن الضحية توجه يوم الواقعة إلى حي الجيارة بطلب من أحد اصدقائه قصد مناصرته في معركة مع غريم له في مسرح الجريمة.. وربما تكون هذه الفرضية مفتاح اللغز الذي تحول بسببه حلمي إلى الجيارة ليلقى حتفه لكنها تظل قائمة على صيغة الامكان خصوصا ان الشاب الذي رافق الضحية يوم الواقعة فقد الذاكرة ويخضع الان للرعاية الطبية وبالتالي ظلت التقارير الأمنية فاقدة لحلقة اساسية وهي سبب تحول الضحية حلمي من حي مراد إلى الجيارة وهو نفس السؤال الذي تبحث له عائلة الضحية التي تحولنا إلى منزلها وتحدثنا إلى بعض افرادها حول ظروف وملابسات الجريمة - عن جواب ابنك قتلناه بمحرقة والعبرات تتناثر من مقلتيها تقول السيدة فوزية والدة الضحية ليس من عادة حلمي التأخر في العودة إلى المنزل فاذا تأخر كثيرا فانه لا يتجاوز التاسعة ليلا.. هكذا عودت ابنائي لاني كنت اخشى ما اخشاه أن يحتكوا ببعض شبان الحي لان المخالطة تؤدي حتما إلى المشاكل» واضافت: « عاد حلمي يوم الواقعة من عمله بالعاصمة لكنه لم يدخل المنزل إلى حدود الساعة التاسعة ليلا فهاتفته فاعلمني انه موجود بالقرب من المنزل وطلب أن اعد له العشاء لانه لن يتأخر اكثر من ربع ساعة، ولكن مضت الربع ساعة الاولى وتلتها الثانية فاعدت مهاتفته فاعلمني انه بالقرب من المنزل وقال لي: «اذا لم تصدقني اخرج إلى «شوكة» النهج لتتاكدي انني هنا» وبالفعل اعلمتني جارتي انه يقف بالقرب من المنزل فاطمأن قلبي ودخلت إلى البيت على امل أن يعود.. وفي حدود الساعة العاشرة والنصف ليلا اعدت الاتصال به لكن في هذه المرة ظل هاتفه يرن دون اجابة فتملكني الخوف على مصير ابني الذي لم يتعود البقاء خارجا إلى هذا التوقيت فواصلت الاتصال إلى أن رفعت سماعة الهاتف وبلهفة قلت له «يا حلمي وليدي وينك قطعت قلبي عليك» وبمجرد أن سمع صوتي قال المتحدث «ولدك قتلناه وكان عندك الزهر تخلطش عليه في اخر انفاسه» جيب سيارة وهز ولدك ها هو في حي الجيارة ثم قطعت المكالمة» ارغمونا على عدم اسعافه وتواصل هذه الام المنكوبة حديثها قائلة: «كان وقع الصدمة عنيفا لكنني اعلمت ابنائي بالامر ليركض ابني حسام مسرعا إلى حي الجيارة اين وجد شقيقه ممددا على الارض وغارقا في بركة من الدماء فحاول الوصول إليه ولكن القتلة رشقوه بالحجارة والقوارير البلورية بهدف منعه من الوصول اليه واسعافه لكنه تحدى الضربات الموجعة وصل إلى شقيقه وعند محاولته اخذه من هناك منعوه تحد طائلة الحجارة واجبروه على الابتعاد فتوجه مباشرة إلى مقر شرطة السيجومي ليعلمهم بالامر» واضافت محدثتنا «حسب ما بلغني من معلومات بعد الجريمة فان حلمي رافق أحد ابناء حي مراد إلى الجيارة ولكن الجناة حاصروهما قبل أن يتمكن المرافق من الفرار لكن حلمي دخل في زنقة فهاجمه المظنون فيهم وسددوا له طعنة بسكين في الفخذ فاخترقته وتسببت حسب الاطار الطبي في قطع الشرايين لتنزف منه الدماء وبفارق الحياة.. و«تضيف الوالدة «وادلى شهود عيان لدى السلط الامنية بمعطيات مفادها أن أحد الجناة عمد إلى سلب الضحية ممتلكاته المتمثلة في اسورة وقلادة ذهبية وهاتفه الجوال وعمد إلى اضرام النار في يده قصد نزع خاتم ذهبي من اصبعه فيما عمد اخر إلى تهشيم راس الضحية وتكسير انفه بعد الوفاة» اعترافات بالتنكيل وكانت فرقة الشرطة العدلية بباب سويقة القت القبض مؤخرا على شابين مخمورين يعربدان في الطريق العام وعثرت لديهما على كمية من مادة الزطلة وبالتحري معهما اعترف احدهما انه نكل بجثة شخص من حي مراد بعد مشاركته في جريمة القتل عندما عمد إلى قطع انفه»