قضت الدائرة الجنائية الثالثة عشرة مؤخرا حضوريا في حق شاب في عقده الرابع بإقرار الحكم الابتدائي الصادر ضده بخصوص جريمة قتل نفس بشرية عمدا ومسك وحمل سلاح أبيض دون رخصة لكن مع تعديل نصه بالنزول بالعقاب من 15 عاما الى سبعة أعوام.. وهي القضية التي جدّت وقائعها الصيف الماضي بجهة جبل الجلود والتي أودت بحياة شقيق على يد شقيقه اثر مناوشة بينهما. وحسب ما جاء في ملف هذه القضية التي عهد فيها بالبحث لأعوان الإدارة الفرعية للقضايا الاجرامية انه في مساء يوم 4 ماي من السنة الفارطة بلغ الى علم أعوان الاستمرار بمركز جبل الجلود ان شخصا سقط قتيلا اثر تلقيه طعنة سكين على مستوى الصدر من طرف شقيقه فتم تحرير محضر في الغرض والقيام بالمعاينات الموطنية لمسرح الجريمة. اعتراف بالتفاصيل وصرّح المظنون فيه وهو أب لعدد من الأطفال وفي عقده الرابع انه لم يكن يقصد أو ينوي قتل شقيقه الا انه كان على خلاف دائم معه وذلك بسبب الإرث. وأنه مساء الواقعة كان بمحله الصغير المخصص لبيع المواد الغذائية رفقة إبنه الصغير حين تقدم نحوه شقيقه وعمد الى شتمه بعد ان لامه على مخالطته المنحرفين حينها دخل شقيقه الثاني (الضحية) وعمد مباشرة الى الاعتداء عليه بالعنف وذلك بواسطة اللكم والركل فسقط أرضا ثم عمد الى ضرب ابنه الصغير فحزّ حينها الأمر في نفسه ولم يتمكن من مقاومته وتوجه نحو إحدى الطاولات حيث حمل سكينا كبيرة الحجم كان يستعملها في عمله وسدد بواسطتها طعنة واحدة لشقيقه على مستوى صدره من الجهة اليمنى، فسقط ارضا عندها غادر المكان لشعوره بخطورة ما أقدم عليه. ندم وأكد الشقيق الموقوف على ذمة القضية ان اخاه اعتدى عليه بالعنف الشديد فلم يستطع مقاومته فعمد الى طعنه ولم يكن يعتقد ان تلك الطعنة سوف تتسبب في ازهاق روحه معبّرا عن ندمه الشديد عما اقترفته يداه. وبسماع أحد الشهود ممن كانوا بمسرح الجريمة حين وقوعها أفاد بكون الضحية كان اقتحم المحل التجاري وشرع في رشق شقيقه المتهم بالقوارير الفارغة، ثم شرع في الاعتداء عليه بالعنف، وأكد شاهد ثان انه ولج محل المتهم لاقتناء السجائر فوجده وابنه بالمكان حين دخل عليهم الشقيق حيث شرع في شتم شقيقه ومن ثم الاعتداء عليه بالركل حينها حاول التدخل لفضّ الخلاف بينهما الا ان تفاوت البنية الجسدية حال دون ذلك، وقد سمع (القتيل) يوجه شتائم تمس من عرض شقيقه الذي تولى التسلّح بسكين وطعنه بها على مستوى جنبه حينها غادر المصاب المكان ليجلس على الأرض طالبا نقله الى المستشفى فحاول نجدته ونقله لمستشفى الحبيب ثامر الا انه فارق الحياة. وتمسّك باقي الشهود بنفس التصريحات التي تؤكد ان الضحية اقتحم محل الجاني. 15 عاما سجنا باختتام الأبحاث وإحالة المتهم (40 عاما) على أنظار الدائرة الجنائية بابتدائية تونس وجهت إليه تهمة قتل نفس بشرية عمدا وقضت بسجنه ابتدائيا مدة 15 عاما. الحط من العقوبة وباستئناف المتهم للحكم الابتدائي الصادر ضده حضر جلسة المحاكمة طالبا التخفيف عنه مؤكدا انه لم يكن يقصد قتل شقيقه وأن السكين التابعة له كان يستعملها في أغراضه داخل محلّه التجاري. ورأت الهيئة المنتصبة ان إدانة المتهم من أجل ما نسب إليه ثابتة في حقه باعترافه الصريح المضمّن بشهادة الشهود ونتيجة الاختبار الطبي ونظرا الى ظروف القضية ولنقاوة سوابق المتهم العدلية تم الاقرار بالحكم الابتدائي لكن مع تعديله بالحطّ من العقاب المحكوم به الى سبعة أعوام.