جريمة لم تبح بعد بأسرارها ذهب ضحيتها شاب عمره 35سنة يدعى محسن الشارني عثر عليه بالطريق العام بتاريخ 14جانفي 2010 وهو في وضع صحي سيئ. وقد توفي لاحقا رغم محاولات إسعافه وخلفت وفاته لدى عائلته حزنا وجرحا كبيرا لم يندمل الى اليوم خاصة بعد أن سجلت القضية ضد مجهول وولّدت الكثير من التساؤلات: كيف توفي؟ ومن وراء ذلك خاصة ان الهالك لم تكن لديه عداوات أو علاقات مشبوهة ؟ متابعة لملابسات هذه الجريمة اتصلنا بشقيق الهالك لسعد الشارني الذي أمدنا ببعض المعطيات الضافية حول المسألة. في يوم الواقعة توجه الهالك القاطن بمنطقة بوريّو (الكاف) كالمعتاد إلى عمله يعمل حصة مسائية إلى حدود الساعة العاشرة غير انه تأخر عن العودة. في البداية لم يسترب أفراد عائلته في الأمر لأنه كان في بعض الأحيان يتأخر بحكم طبيعة عمله عامل بمقهى لكن مع مرور الساعات بدأت مخاوف العائلة تزداد، كان الجميع يبتهل إلى الله بأن يعود إلى المنزل سالما معافى ولكن لا أحد توقع أنه خرج ولن يعود أبدا. ومع بزوغ الشمس وفي ساعة مبكرة من الصباح عثر عليه بعض النسوة ملقى على قارعة الطريق وكان مغميا عليه لكن رغم أن الطقس في تلك الليلة كان ممطر ا فإنه حسب ما ذكر شقيقه لم يكن مبللا فتم إعلام أفراد أسرته الذين تحولوا سريعا إلى مكان وجوده ونقلوه على جناح السرعة إلى المستشفى الجهوي بالكاف وذلك حوالي الساعة السابعة صباحا ورغم مجهودات الإطار الطبي فان محسن فارق الحياة وذلك حوالي الساعة الثامنة والنصف ليلا وعلى اثر وفاته تم إعلام ممثل النيابة العمومية وحاكم التحقيق وأجريت المعاينات اللازمة على الجثة وأذن بعرضها على الطب الشرعي فيما عهد لفرقة الشرطة العدلية بالكاف بالبحث في ملابسات الجريمة. وقد أفاد تقرير الطب الشرعي أن سبب الوفاة توقف فجئي لنبضات القلب وان الرضوض التي يحملها الهالك قد تكون ناجمة عن ارتطامه بالأرض إبان سقوطه عندما أحس بأوجاع كما أن حالة الطقس في تلك الليلة التي تميزت ببرودة قصوى زادت في تعكر حالته حيث بقي طوال الليل ملقى على الأرض واضعف إمكانية نجاته. شقيق الهالك ومن ورائه كل العائلة يؤكدون أن الإطار الطبي الذي اشرف على الحالة عند تلقيهم المريض وبعد إجراء جميع الفحوصات والصور ذكروا أن الهالك يحمل كسرا على مستوى الجمجمة ومصاب بارتجاج على مستوى دماغه وهو ما أثار ريبتهم واستنادا لذلك يرجحون أن الفرضية الأقرب للمنطق والمعقول هي أن يكون الهالك قد تعرض لعملية «براكاج» أثناء عودته الى المنزل وانه قد يكون تم جره الى مكان منزو حتى لا يتفطن احد لوجوده بدليل أن ملابسه لم تكن مبللة رغم أن الأمطار كانت غزيرة وهو ما يقيم الحجة على أنه تم إلقاؤه في الطريق العام قبل اكتشاف الواقعة بزمن قصير طمسا لمعالم الجريمة. وقد حاول شقيق الهالك البحث عن خيط يوصله الى حل هذا اللغز لكن دون جدوى لذلك قررت العائلة التي أرقتها الشكوك أن تفتح هذا الملف من جديد وتطرح هذه القضية أمام القضاء وان لزم الأمر اخراج الجثة واعادة تشريحها ورجاؤها كبير في السلطات الأمنية والقضائية بأن تكشف حقيقة الجاني أو الجناة الذي أو الذين ينعم أو ينعمون بالحرية في حين قصف عمر ابنها وهو في أوج عطائه.