أصدرت النقابة العامة لمتفقدي التعليم الثانوي بيانا أكدت فيه استغرابها من البيان الصادر عن النقابة العامة للتعليم الثانوي يوم 2 فيفري الجاري والذي تندد فيه بمشروع " التربية على المواطنة والتوعية الانتخابية" و تدعو إلى " مقاطعة هذا النشاط المشبوه و إلى العمل على فضح أبعاده و خلفياته نظرا إلى خطورته البينة على معاهدنا و إلى فتحه الأبواب أمام التدخل الأجنبي..." . وأوضح بيان النقابة أن متفقّدو التعليم الثانوي(التربية المدنية والتاريخ و الجغرافيا ...) شاركوا في هذا المشروع صحبة مجموعة كبيرة من مدرّسي التعليم الثانوي وفي طليعتهم وجوه نقابية معروفة مضيفا أنه "لا يمكن التشكيك في مصدقيتها و نضاليتها و ذلك بطلب من وزارة التربية وليس بطلب من السفارة البريطانية كما يوحي بيان النقابة العامة للتعليم الثانوي." وقال البيان أن هذا المشروع يندرج في إطار التربية على المواطنة والتثقيف الانتخابي وحث تلاميذ السنتين الثالثة والرابعة ثانوي على الانخراط في الحياة المدنية والمساهمة في المحطّات الانتخابية المقبلة بغرض تدعيم الأهداف المميزة للمواد الاجتماعية المنصوص عليها في البرامج الرسمية و توسيع القاعدة الانتخابية وتشجيع شريحة الشباب وتدريبها على المشاركة الفعّالة في بناء وطن أفضل ولا يندرج في خدمة أي أجندا أجنبية معادية . وأضاف البيان أن المتفقدين أسهموا من قبل في إنجاح التجربة الانتخابية الأولى لما بعد الثورة وكانوا في مستوى تطلعات المجموعة الوطنية عندما اضطلعوا بمهام التأطير و التكوين في إطار الهيئة العليا المستقلة للانتخابات و أشرفوا على مكاتب الاقتراع، وهم لا يزالون على نفس الاستعداد لإنجاح كل تجربة تضمن ترسيخ قيم الديمقراطية في تونس. وعبر متفقدو التعليم الثانوي في مناسبات كثيرة آخرها مؤتمر نقابتهم العامة بتاريخ 25 نوفمبر 2012 عن مواقفهم المبدئية الرافضة للتطبيع والداعية إلى تجريمه والمطالبة بمحاسبة كل من يثبت تورطه في التعامل مع الأجنبي وانخراطه في مشاريع تستهدف ضرب آمال الأمة في التحرر الوطني و الانعتاق الاجتماعي (انظر لوائح المؤتمر). وقال البيان أن النقابة العامة للتعليم الثانوي كانت على علم بالمشروع وتفاصيله منذ انطلاقه في مطلع نوفمبر ولم تبد أي اعتراض وقد انخرط فيه كما ذكرنا الكثير من نقابيي قطاع التعليم الثانوي، فما الذي جدّ اليوم ؟؟ كما أكد البيان أنه لو ثبت أن لهذا المشروع أهدافا سرّية غير معلنة تخدم أجندا أجنبية استعمارية أو تسعى إلى ضرب أهداف التحرر الوطني والانعتاق الاجتماعي لكنا أول المنددين به والرافضين له ولكن هذا لم يثبت و لا يوجد دليل واحد عليه. ودعا البيان الإخوة في النقابة العامة للتعليم الثانوي مزيد التروي قبل إصدار مثل هذه البيانات التي تمس من قطاعات أخرى بل وتمس من مناضلي قطاع التعليم الثانوي ذاته، وندعوهم إلى التشاور و الحوار مستقبلا تحت سقف الاتحاد العام التونسي للشغل في كل المسائل المشتركة.