اكد مساء اليوم "حمادي الجبالي" في كلمة متلفزة توجه بها الى الشعب التونسي انه سيعلن عن تشكيل حكومة كفاءات وطنية مصغرة و مستقلة عن جميع الاحزاب تعمل على تسيير شؤون الدولة الى غاية اجراء انتخابات في اسرع وقت ممكن , قائلا :" حكومة مصغرة تعمل على تحقيق التنمية و مقاومة غلاء المعيشة و توفر الشغل و تضمن الامن ..." و شدد الجبالي في كلمته ان الحكومة المرتقبة ستكون محايدة عن كل الاحزاب , و يمنع كل وزرائها و رئيسها من الترشح الى الانتخابات القادمة حتى يطمئن لها كل التونسيين , مضيفا ان الحكومة المنتظرة ستعمل تحت رقابة دولية مكثفة و ستكرس مبدأ حياد الادارة حتى تكون تونس للجميع . و بعث رئيس الحكومة برسالة طمانة الى ابناء و بنات الشعب التونسي مفادها ان الحكومة المرتقبة التي عمل على اختيار اعضائها بمفرده و دون استشارة الترويكا الحاكمة او احزاب المعارضة , ستكون مسؤولة , و حدد شرطين لنجاحها اولا : ان تكون مدعومة من طرف الشعب التونسي و النخبة السياسية و الاحزاب و المنظمات و الجمعيات ... ثانيا : التحلي بالصبر لاشهر محددة تكون خالية من الاعتصامات و قطع الطرقات و المظاهرات و الاضرابات مراعاة لمصلحة تونس لتجاوز المرحلة الصعبة عن طريق خلق مناخ ايجابي لعمل الحكومة .
واوضح الجبالي في كلمته المقتضبة ان المسؤولية ستشمل الجميع , قائلا :" الكل سيكون مسؤول , لن يبرأ احد من المسؤولية ( الاعلام , اتحاد الشغل , اتحاد الاعراف , المجلس التاسيسي , الاحزاب ...) و توجه رئيس الحكومة بنداء الى "مصطفى بن جعفر" رئيس المجلس التاسيسي و نواب الشعب طالبهم فيه بتحديد موعد نهائي لتاريخ الانتخابات القادمة للخروج من الوضع المتردي الذي ترزح تحت وطاته تونس على جميع الاصعدة ( الاقتصادي و الاجتماعي و الامني ...) و شدد الجبالي على ضرورة دعم الحكومة المنتظرة للخروج من عنق الزجاجة , مضيفا " تونس امانة بين ايدينا ... فلنزكي الحكومة في كل مكان لكي تنجح ... ". و شجب الجبالي عملية اغتيال "شكري بلعيد" القيادي بالجبهة الشعبية واصفا اياها بالعملية البشعة التي عجلت بموقفه ( الاعلان عن تكوين حكومة مصغرة تقودها الكفاءات ) , و اقر الجبالي ان التحوير الوزاري اضاع الكثير من الوقت وهو ما يتعارض مع مطالب الشعب و اهداف الثورة . و ابدى الجبالي عميق اسفه على اثر مقتل بلعيد و قدم احر تعازيه الى عائلته و الى الشعب التونسي ككل , قائلا :" يوم حزين , يوم قتل فيه مناضل سياسي و رجل من رجالات تونس " , مضيفا "هي جريمة نكراء اهتزت لها البلاد و استنكرها الشعب التونسي بصرف النظر عن ارائنا و انتماءاتنا ..." و دعا رئيس الحكومة الجميع الى استخلاص الدرس و توضيفه ايجابيا لخدمة البلاد , كما جدد استنكاره لعملية الاغتيال التي تعرض لها بلعيد , مبرزا ان الرصاصات التي قتلت الفقيد وجهت الى الشعب باسره و استهدفت ثورتنا و اهدافها , قائلا :" نختلف لكن لا نقتل بعضنا " و اوضح الجبالي ان مقتل بلعيد هي رسالة ممضاة بالدم لكنه حث على ضرورة تقبلها ايجابيا من خلال المحافظة على بلادنا , قائلا :" الرسالة وصلت و الاجابة واضحة وهي العمل من اجل رخاء تونس و بقائها سالمة و متجذرة في هويتها ...