توقف نشاط الفسفاط بمدن الحوض المنجمي خلف تداعيات كارثية على التصدير مما أصبح يهدد الاقتصاد الوطني بالانهيار نظرا لما يوفره المجمع الكيميائي وشركة فسفاط قفصة من العملة الصعبة. وللمواطن نصيب في تردي هذا الوضع بسبب الاعتصامات والاحتجاجات المتواصلة منذ سنتين للمطالبة بالتنمية والتشغيل فالشلل أصاب مختلف أنشطة الشركة في كل مدن الحوض المنجمي وفي كل المواقع الانتاجية وأصبح يهدد مستقبل العمال والإطارات لأن الخسائر الفادحة تجعل الشركة غير قادرة على دفع رواتبهم بسبب عدم المحافظة على الأسواق الخارجية خاصة فالإنتاج تراجع الى أكثر من 60% سنة 2012 إضافة الى النقص في المخزون الموجه للتحويل. ونختصر أسباب هذا الوضع الصعب في بعض الاحتجاجات المتواصلة هذه الأيام، ففي المتلوي منع البعض من المحتجين على خلفية توفير الشغل، خروج شاحنات الفسفاط من منطقة أم الخشب، كما تعطلت حركة القطارات المحملة بمادة الفسفاط الى المجمع الكيميائي بالمظيلةوقابس وكذلك الى معامل التكرير والتحويل بصفاقس إضافة الى قطع الماء على مغسلة الفسفاط بكاف الدور، كما أن ثلاثة عمال مطرودين من الشركة يواصلون إضراب جوع أمام فضاء البرج مما عطل العمل هناك. وفي الرديف توقف العمل بالمقاطع منذ شهرين نظرا لاعتصام عدد من طالبي الشغل متسببين أيضا في إيقاف المغسلة، الإدارة أيضا في الرديف مغلقة أين يعتصم أبناء العملة الذين تعرضوا لحوادث شغل بشركة فسفاط قفصة ويطالبون بحقهم في العمل. أما في أم العرائس فيتواصل اعتصام 3 شبان في محيط مغسلة الفسفاط للمطالبة بالشغل فيما تعمد البعض قطع التيار الكهربائي متسببين في توقف المولدات الكهربائية التي تزود المقطع الشمالي لكاف الدور بالمياه. وفي المظيلة توقف نشاط شركة فسفاط قفصة والمجمع الكيميائي بسبب الاعتصامات في مغسلة الفسفاط وفي مقاطع صهيب الى جانب تعطيل العمل بالمغاسل من طرف عمال شركة البيئة والغراسة كما تعطلت عملية شحن الفسفاط في اتجاه المجمع الكيميائي بسبب إضراب عمال الشركة التونسية لنقل المواد المنجمية المطالبين بتحسين ظروف عملهم. وقد انعكست هذه المشاكل على الشركة الوطنية للسكك الحديدية والتي تكبدت خسائر فادحة بعد توقف شحن الفسفاط الى قابس وصفاقس حيث أصيبت محطة قفصة القصر بالشلل التام. فقد بلغت خسائر الشركة سنتي 2011 و2012 ما يقارب 37 مليارا إضافة الى خسارة 11 مليارا في مجال نقل البضائع. وتجدر الاشارة إلى ان شركة فسفاط قفصة انطلقت في عملية انتداب 2600 عون تنفيذ لكن هناك من يحملها مسؤولية هذه الاحتجاجات بعد أن قامت بعمليات انتداب عشوائية قبل أن تفتح المناظرات، إضافة الى عدم قيامها بدورها في تنمية الجهة اجتماعيا واقتصاديا ولذلك فإن أهالي الحوض المنجمي يطالبون بحقوقهم القانونية والمكتسبة من الشركة وتخصيص نسبة من مداخيل الشركة لتنمية الحوض المنجمي الذي عانى لأكثر من 50 سنة.