ظهرت الشبيبة خلال مرحلة الذهاب لبطولة هذا الموسم بمستوى ممتاز فنيا وخاصة من حيث النتائج، كما جمعت بين الاداء الجميل في عودة الى هوية وتقاليد النادي التي عرف بها منذ السبعينات وبين الانسجام واللحمة والعقلية الاحترافية كل ذلك ساهم فيها بشكل كبير المدرب وابن النادي مراد العقبي الذي بهذا العمل الكبير ارتفعت اسهمه. العقبي تحدث ل «التونسية» عن عديد الأشياء عن الشبيبة والفرق التونسية والمنتخب وكذلك عن السياسة. أولا كيف تقيم نتائج الفريق خلال مرحلة الذهاب؟ أعتبرها حصيلة ايجابية حيث في سبع مقابلات لم ننهزم الا في واحدة فقط الى جانب 3 انتصارات و3 تعادلات وهي حصيلة لم تسجلها الشبيبة منذ سنوات وتعتبر ارقاما ايجابية في الموسم الفارط عدد نقاط الفارق بيننا وبين بنزرت وصل الى 30 نقطة واليوم في نفس الترتيب كما انتصر علينا في السنة الماضية (30) لكن هذا الموسم تعادلنا معه وكنا الاقرب للفوز عليه، المرسى تفوقنا ب15 نقطة، لكن اليوم نحن قبلها وتعادلنا معها، بينما جرجيس وباجة انهوا المرحلة الاولى تقريبا في نفس الترتيب اما اليوم نحن نفوقهم ب10 نقاط، لقد خطونا خطوة عملاقة بالمقارنة مع الموسم الماضي ومع ذلك مازلنا نتحسن رغم صعوبة مجموعتنا والعديد تنبأ لنا بمسيرة فاشلة لكن الحمد لله نحن الآن في المرتبة الثالثة وعلى السكة الصحيحة ولنا فرصة اللعب من اجل الترشح الى البلاي أوف. كيف كانت تحضيراتكم لمرحلة الإياب؟ لقد قمنا بفترة اعداد جديدة على جميع النواحي تخللتها 5 مقابلات ودية بعد ان برمجنا 7 وحققنا نتائج ايجابية والمؤشرات تبشر بالخير والفريق في صحة جيدة. خروج الطرودي وقدوم الماجري، وصفر من الانتدابات في الميركاتو؟ الطرودي خرج في آخر لحظة والى حد تلك اللحظة الرصيد كافي، وفي نفس الوقت الشبيبة ليس لها الامكانيات المادية، المهم الاكتفاء الذاتي المادي للفريق ككل من الرواتب المستقرة للاعبين والمنح، وفي الاثناء وجدنا الفرصة في وجدي الماجري الذي صحيح لا يملك خبرة الطرودي وقد وقعنا معه سنتين ونصف في شكل عملية استرجاع بما انه جاء الى القيروان سابقا قبل ان يغادرنا نحو النادي الصفاقسي وبالتالي عوض الطرودي. ماهو هدف الفريق في باقي مشوار البطولة؟ مثل المرحلة الأولى، سنواصل بنفس النسق ونكسب النقاط واذا جاء البلاي اوف مرحبا به ويعتبر موسما ناجحا وبنقلة نوعية، وهذا اعددنا له مسبقا وقد انطلقنا بقوة وفزنا على الفرق المنافسة لنا، الشبيبة ارتفع مستواها الى الاعلى نتيجة الاستقرار على جميع الواجهات، ولذلك يجب تدعيم الشوط الثاني بعد ان قمنا بشوط اول ممتاز. ماهي أهم وأبرز العوائق التي تنتظركم؟ الجانب المادي للنادي هو أبرز العوائق، لأنه غير مستقر والحوافز والأجور دائما تصل بصفة متأخرة،وهي مسألة نتمنى ان تزول كما ان هناك عائقا اخر لا يقل اهمية عن المال وهو الملعب الذي اعتبره غير صالح لكرة القدم، انه يعرقل المردود الفني وكذلك اسلوب الشبيبة. مراد.. بصراحة كنت ستغادر الفريق، فهل ان هدوء النتائج وتحس المردود هما وراء بقائك؟ تلك الفترة صعبة جدا بعد ان شرعنا في تطبيق المشروع، وفي البداية النتائج لم تسر كما نريد، والكرة في تونس بصفة عامة «استعجال» لقد عشنا صعوبات في النتائج وضغط النقاط، وحتى ينجح المشروع لا بد ان يكون المحيط الخارجي نظيفا، وهذا لا ينطبق على القيروان فقط، والجماهير متلهفة للنتائج، ومع ذلك كنت على يقين من ان الفريق سيعيش مستقبلا افضل وبعد اشهر فقط وليس سنوات، الفريق نضج وخلقت لحمة وانسجام، مع عقلية احترافية انها ثورة لانه في وقت قصير تحصلنا على زاد بشري مستقر وبعقود طويلة ومتواصلة. قدوم عثمان الشهايبي ألا يحرجك؟ أبدا ..لا يقلقني، انا عندي استقلاليتي، وانا بشر ولي فكر، وقد قمت باشياء انا راض عنها واجتهد وأريد المساهمة في تحقيق نتائج ممتازة في موسمين او ثلاثة، واحاول استقطاب الموهبة الصغيرة في السن للعيش سنوات حتى نستثمرها فنيا وماليا في نفس الوقت وهو رصيد للشبيبة. والشهايبي يعتبر كفاءة خاصة في تكوين الشبان وهو يتعاون ويتواصل معنا ويقوم بعمل اضافي للاعبين الذين سيصلون للفريق الاول، ولا خلط في الأدوار. ما هو برنامجك بعد نهاية هذا الموسم؟ عقدي ينتهي في جوان 2013، وغير ذلك يعتبر حديثا سابقا لأوانه.. وانا محترف وربما تجدني في القيروان او خارج تونس. ماهي نقائص الفريق من كل النواحي؟ بقناعة اقول اننا نملك الاكتفاء الذاتي، لكنني اتمنى ان يتطور المردود المادي والدخل يرتفع والبنية التحتية تتطور، لأني اعتبر الاطار الفني مناضلين وحققنا نتائج محترمة جدا من لا شيء. المجموعة يجب دعمها بمدافع ايسر لانه بعد بيع علي العابدي بقي علاء دحنوس بلا معوض وعلى المدى القصير ممكن أن نجد الحل، لكن على المدى الطويل يجب التفكير في لاعب يساري. كيف تقيّم بطولة هذا الموسم؟ المستوى الفني ليس كبيرا، وهناك ثلاثة او اربعة فرق يلعبون بأريحية، ولو أن الأمور بدأت تتوضح في كل مجموعة. من هو الفريق الذي شد انتباهك هذا الموسم؟ الشبيبة والاتحاد المنستيري اعطيا المثال على مستوى المردود والعزيمة والطموح، الاتحاد يوجد مع النجم والصفاقسي ونحن مع الترجي والافريقي. والشبيبة لو كان لديها ملياران ولاعبون من طراز كبير لنافست على البطولة، وما تحقق الان يعتبر فخرا لأنه حصل بامكانيات متواضعة والشبيبة تقارع الكبار وحافظت على تقاليدها. ما مرد تذبذب بعض الفرق في كل موسم مثل النادي البنزرتي؟ البنزرتي هو نفسه بالمقارنة مع الموسم الفارط ان لم نقل انه الافضل بعد ان انتدب زياية بعد خروج الزوي وزياية احسن وافضل من الناحية الفنية من الزوي، كما انتدب النادي زعيم ولذلك فهو مستقر وربما احسن من الموسم الفارط. الترجي استغنى عن معلول والافريقي جاء بالكوكي والنجم استعاد وواصل مع الكبير؟ كلها اختيارات..الكوكي اثبت انه كفاءة في صفاقس لموسمين وان شاء الله ينجح في الافريقي، والكبير الفني القار بعد ان خرج وعاد ومسؤولو النجم لهم قناعة بعمله. اما معلول فقد تحصل على 3 ألقاب مع دور نهائي في بطولة افريقيا ومشاركة في كأس العالم للأندية، والمسؤولون ممكن أنهم رأوا من الصالح تغييره او هو طلب المغادرة.. شخصيا لا اعرف الأسباب. تقييمك لمردود ونتائج المنتخب الوطني في «الكان»؟ لا أريد الدخول في التفاصيل، وهناك تحاليل عديدة في وسائل الاعلام لكني اعتبر انه توقيت مهم لمراجعة الكرة في تونس انطلاقا من العمل القاعدي على أسس صحيحة وعلمية واتباع مناهج تكوين الشبان بطرق صحيحة على المستوى الوطني حتى نتحصل بعد 5 سنوات على نتائج ومستوى عال. كما يجب مراجعة البنية التحتية وقانون الاحتراف والميزانيات. ماذا كان ينقص المنتخب؟ نحن لم نكن في مستوى نيجيريا والكوت ديفوار لقد تراجعنا، ممكن الاختيارات لم تكن بتلك الطريقة ولكني اعتقد انه مهما تحسن مستوانا لن نذهب بعيدا، وبعد خروج العرب (تونس والجزائر والمغرب) تأكدت الفوارق بيننا وبين افريقيا، وليس لنا اسطول لاعبين في اوروبا يلعبون في مستوى عال، هنا اطالب بمراجعة الملاعب والاحتراف وعمل الشبان ومنهجية في كل النوادي، واللقطة التلفزية التي تمرر لنجوم الارجنتين (تميم والعقربي وغميض) تلخص كل شيء واعطينا الدرس لعديد الفرق، أما اليوم وبعد 35 سنة نلاحظ اننا تراجعنا في عديد الاشياء لعدة اسباب والتي تتطلب استشارة وطنية. بلغنا أنك على قائمة المدربين الذين سينضمون للاطار الفني للمنتخب؟ انا مدرب طموح، ولو أنه لا شيء رسمي، الافكار والآراء متعددة وأصحاب القرار هم الأدرى بالطريقة الممكنة لتعيين الاجدر لأن المنتخب له التزامات، وبالتالي اي اختيار سندعمه ونشجعه. ماهو رأيك في التوجه الجديد لبعض الرياضيين نحو عالم السياسة مثل معلول والبنزرتي والتلمساني؟ المجال الآن مفتوح للجميع، والسياسة انفتحت على كل شيء، وكل واحد حر في قناعاته الشخصية لأن الناس من قبل كانت محرومة. ألا تنوي الدخول في هذا العالم؟ لا.. أنا حزبي هو كرة القدم وأعتبره أقوى حزب ويضم شريحة كبيرة من الناس ولعبة مشهورة عالميا، ومعها أعيش واستمتع وأجد راحة نفسية وجوا كبيرا.