. استقبالنا بتلك الطريقة.. تقف أصابع وراءه! «الجريء» تخلّى عنّي.. نقولها للمرّة الألف قد لا يصادف أن يمرّ على رأس المنتخب التونسي مستقبلا مدرّب بنفس رفعة معدن ودماثة أخلاق المدرّب سامي الطرابلسي الذّي نتمسّك رغم كلّ ما قيل و ما يشاع من هنا وهناك بأنّه استثناء جميل في هذا الجيل الخاص من الريّاضيين والذي لم يبرع غالبيته سوى في إجادة المناورة والتضليل واللعب على الحبلين... لأنّنا خبرنا الرجل جيدا وعرفنا طبيعة معدنه عن قرب ولأنّنا نوقن في سريرتنا أنّ قانون اللعبة ظالم وأنّ الوديع لا يصمد في زمن يكون فيه القبيح في مرتبة الجريء طاردنا ردود فعل سامي الطرابلسي بعد كلّ هذا اللغط الحاصل ليس طمعا في السبق بقدر ماهو محاولة منّا للوقوف الى جانب الرجلّ في وقت شمّر فيه الكلّ عن ساعديه للنيل من كرامة مدرّب ذنبه الوحيد أنّه «متربّي» أكثر من اللزوم... قبل ساعات من مغادرته مطار تونسقرطاج باتجاه قطر وربّما نحو تجربة تدريبية جديدة قد يكتب له أن يسير فيها بهدوء ووفق ما يرتضيه جمعتنا مكالمة هاتفية بسامي الطرابلسي في محاولة منّا لكشف بعض الحقائق التي رافقت رحلة المنتخب الى جنوب افريقيا والتي كانت وراء هذا السيناريو الهيتشكوكي لانسحاب مرير مثير امتد صداه الى خارج المستطيل الاخضر فكان هذا الحوار التالي الذّي نعتزّ به دون غيره لأنّه يحمل من العناوين ما سيظلّ محفورا في ذهننا الى أمد بعيد... كيف هي معنويات سامي الطرابلسي...؟ الحمد لله بخير... ربّي يبقّي الستر... أشكركم على دعمكم ومساندتكم هذه ليست مواقفنا فحسب «كوتش»..بعيدا عن الأمور الفنيّة, كنّا شهود عيان عمّا تناقله الوفد الإعلامي الجزائري بخصوص تواضعك ورفعة أخلاقك... الحمد لله هذا ما كسبناه من كرة القدم...تلك هي طبيعتي وأنا لن أتغيّر مهما كانت الظروف. لكنّك الآن بصدد دفع فاتورة تسامحك ورصانتك... فالبعض يراك غير قادر على التحكّم في المجموعة خاصة بعد الأحاديث المتزايدة عن جملة من التجاوزات التي حصلت داخل المنتخب... هذه مسألة مبدإ ولن أتغيّر بسبب شرذمة بحثت عن تضليل الشارع الرياضي...تلك هي أخلاق سامي الطرابلسي,أنا أتصرّف وفق ما يمليه عليّ ضميري وأتعامل مع محيطي القريب كعائلتي الثانية لكن تلك هي أحكام اللعبة وقانون الكرة وما عليّ سوى تحملّ مسؤولياتي كاملة لكن ما أتمسّك به هو أنّي لن أغيّر قناعاتي بسبب أناس مرضى لأنّي في الأخير أحترم الناس الذين أتعامل معهم وأفصل بين الشرفاء وبين أصحاب النفوس المريضة... لكن حتّى رئيس الجامعة وديع الجريء تخلّى عنك في الأخير بدليل مروره الى البحث عن بديل دون تكليف نفسه مشقّة الدفاع عنك وعن عملك... «هذا إلّي وجعني أكثر»... المنتخب الجزائري غادر من الدور الأوّل وفي جرابه نقطة يتيمة رغم وفرة النجوم والاسماء التي يمتلكها الفريق ويأتي رئيس الاتحادية الجزائرية ويقول إنه يتحمّل مسؤوليته كاملة وينصّب وحيد خليلوزيتش حتى 2017... أنا لا أريد البقاء على رأس المنتخب لكني كنت أنتظر على الاقّل ان يدافع وديع الجريء عن سامي الطرابلسي ويعترف بتواضع الفريق الذي نملكه... لكن لماذا لم تدافع هم نفسك, الجميع مرّ الى التبرير والدفاع عن نفسه ما عداك...؟ أنا لم أسكت...أو بالأحرى أجلت كشف الحساب الى حين تهدأ العاصفة ومن ثمّ سيكون لكلّ حادث حديث...سأتكلّم بأمور ملموسة وليس مجرّد كلام في السرّاب... جماهير الكرة لا تهمّها مثل هذه التفاصيل كلّ ما يعنيها النتائج التي يحقّقها الفريق والمنتخب كان بعيدا عن مستواه والنقد جاء هذه المرّة من داخل البيت...على غرار حمدي الحرباوي الذي تهجّم عليك مباشرة... والله لم أسمع بالضبط ما قاله حمدي الحرباوي لكن بعض اللاعبين اتصلوا بي واعلموني بالامر وكانوا في قمّة الغضب... هو وجّه سهام نقده للجميع ولم يحترم أحدا... «السيّد هذا كان منسي 8 سنوات» ونحن من نفضنا الغبار عنه ووضعنا ثقتنا فيه لكن للأسف... ماهي الاضافة التي قدّمها الحرباوي للمنتخب؟ سجّل هدفا وحيدا مع ذلك أعطيناه أكثر من فرصة فكان هذا ردّ الجميل... مثل هؤلاء الأشخاص لا أودّ التحدّث عنهم و أفضّل الردّ عليهم بالصمت... ما يعاب عليك أنك أفرطت في العناد في بعض الاختيارات التكتيكية وخاصّة في ما يتعلّق بوسام بن يحيى وعدم منحه الفرصة للظهور في تشكيلة المنتخب رغم مناداة الجميع بذلك... والله لم أعاند أبدا... وسام بن يحيى من أكثر اللاعبين الذين أحبّهم وهو إنسان على درجة كبيرة من الأخلاق وحسن السلوك وأنا أكنّ له كلّ المحبّة والتقدير...تحدّثت معه عند ما شعر بالظلم وقال لي حرفيا إنّ طبيعتنا متشابهة فكلينا منغلق على نفسه... ولعلمك وسام بن يحيى وقعت إثارته وتأليبه عليّ من داخل المجموعة... من بعض اللاعبين...؟ لا... لا أقصد اللاعبين مطلقا... في المنتخب هناك لاعبان أو ثلاثة «حارمين» البقيّة نتعامل كعائلة واحدة يسودها الاحترام المتبادل وبإمكانكم التوجّه بالسؤال الى اللاعبين أنفسهم...اللاعبون هم بمثابة أصدقائي وإخوتي الصغّار... ما قمنا به مع أسامة الدرّاجي يكفي مؤونة التعليق...أقسم بالله الدرّاجي أنقذناه صحبة الدكتور فيصل الخشناوي من «منّوبة»... أوليناه عناية خاصة لأنّه مرّ بفترة صعبة والحمد لله استعاد توازنه وعندما أشاهده يتدرّب بكلّ تلك العزيمة والاصرار أسعد كثيرا لأنّه بمثابة أخي ومصلحته ومستقبله على غرار بقيّة اللاعبين تعني لي الكثير لأني لم أكن أرى نفسي مدرّبا لهم بقدر ما كنت أعتبرهم أفرادا من عائلتي...الدرّاجي اليوم أصبح إنسانا مغايرا وهذا يعتبر إنجازا خاصا بالنسبة لي بعيدا عن النتائج وحقيقة الميدان. ما الذي خذل سامي الطرابلسي تحديدا وهل ندمتم على بعض الاختيارات الفنيّة والتكتيكية...؟ المنتخب التونسي يتكوّن عموده الفقري من لاعبي الترجي التونسي بحكم ان البطولة التونسية مازالت في بدايتها والترجي فقط يملك لاعبين على درجة عالية من النسق بحكم مشاركتهم القارية, للاسف يوسف المساكني لم يشارك كثيرا مع الترجي في الآونة الاخيرة, خليل شمام نفس الشيء, مجدي التراوي يعاني من مخلفات إصابة أضف الى ذلك الضغط الذي كان مسلّطا على وليد الهيشري قبل بداية «الكان»... المنتخب كان فاقدا لتوازنه... تلك كانت المجموعة التي نملكها ولم تكن أمامنا خيارات كبيرة, كنّا نعي أنّه لدينا إشكال على الجهة اليمنى وقمنا بالتغييرات اللازمة, كلّ المنتخبات في المجموعة الرابعة قامت بتغييرات من مباراة الى أخرى لأنها وجدت عديد الصعوبات... أنا أعدت مشاهدة مباراة تونس والجزائر وتفاجأت حقيقة بمستوى اللاعبين الجزائريين ووفرة المهارات الفنيّة الفردية للاعبين والفوز عليهم كان بالفعل إنجازا بالنظر الى تباين القوى والمستوى بين الفريقين... هل أنّنا أخطأنا في تقييم حقيقة مستوى المنتخب ورفّعنا في سقف الطموحات في حين أنّنا لا نملك الأدوات والامكانيات اللازمة لتحقيق المراد...؟ من الصعب ان تصارح اللاعبين بحقيقة مستواهم وتكشف لهم عن محدودية إمكانياتهم, كنّا مطالبين بالرفع من معنوياتهم لأنّ كرة القدم ليست بالعلم الصحيح, ثمّ لا يجب ان ننسى أنّ العامل البدني خذلنا كثيرا... المنتخبات العربية رغم وجود المهارات عانت كثيرا ولم تقو على تجاوز المنتخبات السوداء بدليل ما حصل للمنتخب المغربي ضدّ منتخب الرأس الاخضر... هذا يحيلنا الى موضوع ثان وهو التربّص في دبي والفوارق الكبيرة بينها وبين روستنبورغ خاصة بالنسبة لعامل الارتفاع... عامل الارتفاع ليس وراء تأخرنا بدنيا مقارنة ببقيّة المنتخبات, المنتخب الجزائري كان حاضرا في روستبورغ قبل بداية المنافسة بثلاثة أسابيع مع ذلك عانى من نفس الإشكال, المنتخب الغاني والايفواري تربّصا في دبي كذلك... البعض يرى أنّه كان من الاجدر ان نتربّص في عين دراهم...هل هذا معقول؟ ثمّ كيف سنتمكّن من برمجة مباريات وديّة في عين دراهم والحال أنّ بقيّة المنتخبات تترّبص بين جنوب إفريقيا ودبي... جمعتكم جلسة مع وزير الشباب والرياضة طارق ذياب, ما الذي تطرّقتم اليه تحديدا...؟ تحدّثنا كرة... كرة قدم فقط وهذا ما يعتبر إيجابيا بالنسبة لي فالوزير يفهم جيّدا الكرة وأجواء المنتخب... وحدّثته عن الصعوبات التي واجهت المنتخب والغيابات المؤثّرة على غرار عصام جمعة وانيس بن حتيرة وجمال السايحي... تشكيلة تضّم السايحي والمولهي والتراوي والهمامي على اليمين والدراجي منذ البداية تكون لعبة مغايرة لكن للأسف... المكتوب انتهى وما حقيقة التجاوزات التي قيل إنّها حصلت خلال إقامة المنتخب في روستنبورغ...؟ بالنسبة لي تحضيراتنا في دبي وإقامة المنتخب في روستبورغ كانت عادية جدّا ولم نسجّل أيّة تجاوزات باستثناء حادثة بسيطة بعد مباراة الكوت ديفوار وحقيقة لم أكن على علم بها وتمّ تطويقها بسرعة وهذا أمر مفهوم يحصل في كلّ التربصات التي تدوم طويلا بسبب عامل الضغط والارهاق الذهني لكن أقسم بالله لم نسجّل أيّة تجاوزات كما يدعي البعض والله يهدي لأنّه من غير المعقول ان يكون المنتخب التونسي دائما عرضة للشائعات والنقد الهدّام... البعض لعب ورقة أيمن البلبولي وعندما فشلوا مرّوا إلى وسام يحيى وكلّ ذلك لأغراض دنيئة ... هناك أطراف تسعى منذ فترة الى التشويش على سامي الطرابلسي وعلى المنتخب وهذا أمر مكشوف للعيان وانكشف أكثر في حادثة المطار...فقط أودّ أن أسأل هل الذين جيء بهم الى المطار وطنيون أكثر من بقيّة التونسيين...؟ من تتهم بالوقوف وراء حادثة المطار...؟ حقيقة لا أعرف... لكن هل المنتخب التونسي ينسحب للمرّة الأولى من الدور الأوّل ثمّ هل كنّا مرشحين فوق العادة لحصد التاج الافريقي حتى يحصل الذي حصل...؟ في 2010 خرجنا من الدور الاولّ لماذا لم يحصل كلّ هذا... الأمر كان مدبّرا ولغاية في نفس يعقوب ولكن لمصلحة من...؟ هل نحن يهود حتى نعامل بتلك الطريقة...؟ جميع المنتخبات تسخّر طاقاتها وراء فريقها ما عدانا نحن في تونس. لا أدافع عن نفسي لكن غريب ما حصل فعلا... هل تشعر بالظلم...؟ لا يوجد ظلم في كرة القدم, ذلك هو قانون اللعبة, صحيح أنّ كل شيء انتهى الآن لكن والله عملت كلّ ما في وسعي لتشريف المنتخب ولإعلاء رايته واشتغلت بضمير وقبلت العمل تحت الضغط ورغم الظروف الصعبة...خدمت بقلب ورّب لمصلحة تونس ثمّ يأتي البعض ويتحدّث عن السمسرة... والله عيب ومخجل ما يتردّد هنا وهناك... «رضينا بالهمّ ونسايسو في تربصاتنا ونعتبر نفسي مسؤول موش مدرّب كلّ هذا لأجل مصلحة المنتخب...» ماذا عن مستقبلك الآن...؟ أحتاج الى قليل من الوقت للراحة واسترداد الأنفاس ومن ثمّ سيكون لكلّ حادث حديث. هل تقدّمت باستقالة رسمية الى المكتب الجامعي؟ تحدثت مع رئيس الجامعة واتفقنا على فكّ الارتباط بشكل ودّي وان شاء الله المنتخب التونسي يوفّق في قادم الاستحقاقات ورّبي يوفّق الجميع...