بلا مأوى ,حبيس أحزانه وجسده الذي أنهكه المرض. يستيقظ كل يوم على ألمه وإحساسه بالضيم لأنه لم يجد من ينتشله من وضعه المرير الذي لايملك حياله إلا الصبر على الأيام التي تلونت بالسواد الحالك علها تجود عليه ببصيص من الأمل يغير مجريات حياته . قصة «نبيل بن منصف» أصيل معتمدية مكثر قد تبدو للوهلة الأولى عادية وهي وضعية العديد من ضعفاء الحال لكن بسماع أطوارها يدرك المتلقي أنها المرارة بعينها . حياة سمتها الشقاء يقول نبيل أن حياته كانت في بدايتها عادية غير أنها تحولت لاحقا إلى ما يشبه السواد الحالك بعد أن توفيت جدته التي كانت حضنه الدافئ رغم أن والديه على قيد الحياة. كان يعمل منذ صغره في رعاية الأغنام وتلك مهنته أصيب عدة مرات بتوعك صحي مفاجئ ذلك انه أثناء أداء عمله كانت تنتابه من حين الى آخر حالة إغماء لم يعرها في البداية اية أهمية ظانا أن الأمر يقتصر على حالة إرهاق غير أن الحالة تكررت مرارا فقرر التوجه إلى المستشفى الجهوي بسليانة من اجل تلقي العلاج. وبإخضاعه لبعض الفحوصات ثبت بصفة قاطعة أن حالات الإغماء ناجمة عن مرض السكري وتم الاحتفاظ به في المستشفى لتلقي العلاج غير أن وضعيته الصحية تفاقمت يوما بعد يوم إذ فقد البصر بعينه اليسرى فضلا عن بعض المضاعفات الصحية الأخرى ونوبات السكري التي تنتابه من حين لآخر ,مرض محدثنا رغم اثاره السلبية على صحته لم يحط من معنوياته بل ما ضاق به صدره هو انه بلا مأوى منذ مارس 2011 وهو قابع بالمستشفى يفكر يوميا في مآله عند مغادرته وقد صادف أن نام ليالي بالأرصفة وأمام باب المستشفى لأنه ليس له منزل يأويه ولارفيق ينتشله من وضعية الضياع التي يعيشها فهو لايرى إلا الشارع أمامه ولامفر منه طال الأمر أو قصر. فإدارة المستشفى أبقته رأفة لحاله لأنه عندما يعلم انه سيغادر تتدهور حالته الصحية ويضيف محدثنا انه لايتوجه باللوم إلى المستشفى لإدراكه التام أن طاقة الاستيعاب به محدودة وانه لايمكن أن يبقى نزيلا هناك طوال العمر لكن إلى أين الملاذ ؟وهو لايرى أمامه أي سبيل للخلاص فمطلبه ليس صعبا التحقيق منزل يأويه القر والحر وجراية قارة تضمن له عيشا كريما. مع العلم انه توجه مرارا للمسؤولين عارضا عليهم وضعيته الاجتماعية الصعبة غير أن الأبواب كانت كلها موصدة أمامه ومل سماع عبارة «أنت في قائمة الأولويات» وهاهي السنوات تمر وهو لازال خارج هذه القائمة إلى أن أحس باليأس يدب في نفسه فهل أن مايطلبه هو بمثابة الجنة الموعودة ؟ محدثنا يوجه مجددا نداء إلى السلط المعنية لتوفير مسكن له أو حتى غرفة يأوي إليها عندما يغادر المستشفى وجراية قارة توفر له متطلبات العيش لأنه لاطاقة له على العمل فهو «شبه كفيف»وهو يأمل أن تنظر له الهياكل بعين الرحمة وتدخله إلى عالم الأمل لاعالم النسيان كما اعتاد على مدار سنوات .