حدّد القانون التوجيهي للتربية والتعليم المدرسي ملامح المتخرّج من كل مرحلة من مراحل التعليم، إذ باشر مسألة الغايات التربوية المنشودة ومقاصد التعليم من زواياها المختلفة بنظرة شاملة ومتكاملة. فقد اعتنى بالأسس والمبادئ التي تقوم عليها وبتجلياتها في ما تنهض به المدرسة من وظائف وبالمحتويات التعليمية الكفيلة ببلوغها والكفايات التي يتعيّن اكتسابها لتكتمل صورة المتخرج وتتحقّق جميع أبعادها. وهي في الختام تعبير عن انتظارات المجتمع وحاجيات مختلف حرفاء المدرسة بالنظر إلى مقتضيات مواجهة تحدّيات المستقبل. وقد تمحورت ملامح المتخرج من المدرسة الابتدائية حول (الأبعاد الشخصية) بأن يكون معتزا بانتمائه إلى تونس ومعتزّا أيضا بنفسه وحريصا على الحفاظ على ذاته وصيانتها وقادرا على التفاعل الإيجابي مع محيطه القريب والبعيد وواثقا من نفسه ومستقلا فكرا وممارسة وجريئا في سلوكه ومواقفه وتوّاقا إلى التفوّق والامتياز وقادرا على الاجتهاد ومتحفّزا للتجديد.. وحول (الأبعاد المدنيّة) بأن يكون متجذّرا في هويّته وقادرا على العيش مع الآخرين ومحترما لغيره ومتسامحا فكرا وسلوكا ومتضامنا ومحترما للقانون ومقدّسا للعمل حريصا على اتقان ما يقوم به ونزيها ومتحليا بروح المسؤولية ورحابة الصدر قابلا للنقد.. وحول (الأبعاد المعرفية والثقافية) لما يكون المتخرّج قادرا على التواصل ومعبّرا بأشكال مختلفة ومتعدّدة ومؤهلا للتعلم مدى الحياة ومتفتّحا على الثقافات الأخرى وقادرا على النّقد والحجاج والبرهنة وخصب الخيال وذا حسّ فنّي وجمالي.. وحول (الأبعاد العلميّة) التي تتمثّل في أن يكون التلميذ المتخرج من المدرسة الابتدائية قادرا على توظيف مكتسباته في وضعيات مختلفة ومتكيّفا مع المتغيّرات ومبتكرا. هذه ملامح تلميذ اليوم في مدارسنا الابتدائية حسب المرجع الأساسي للتربية والتعليم المدرسي.. تمعّنوا جيّدا في جملة الملامح التي ذكرناها ثم أجمعوا وأطرحوا.. وقيسوا على أبنائكم وأبنائنا.. فالنتيجة ستكون عكسية حسب قوس فتحته تبلغ 180 درجة... لذلك كتبنا وكرّرنا ما يفيد بأن واقعنا التربوي في واد.. ونظرياتنا في واد آخر باعتبار أن البون بين التنظير والتطبيق كبعد «عطارد» عن الأرض. راسلونا عبر الموقع الالكتروني للجريدة وتفاعلوا مع غايات «السفينة التربوية» لعلنا نلتقي من أجل مصلحة طفل تونس بين اليوم والآتي... وللحديث بقيّة.