نقلت صحيفة «العرب» الدولية أمس عن مصادر جزائرية تأكيدها بشكل قطعي غياب الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة، عن الاحتفالات الرسمية للذكرى المزدوجة لتأسيس الاتحاد العام للعمال الجزائريين وتأميم المحروقات في البلاد التي ستجرى غدا الأحد، وبشكل استثنائي هذه السنة في «عين أميناس». وحسب نفس المصدر, تؤكد تسريبات قريبة من قصر المرادية في الجزائر العاصمة أن الرئيس بوتفليقة بات يستعجل على ما يبدو نهاية عهدته الرئاسية في 2014، وأشارت الصحيفة الى أن القوى المتنفذة ولوبيات السلطة تجتهد حاليا في البحث عن خليفته في صمت وبعيدا عن الصراعات الحزبية التي تعصف ب«جبهة التحرير الوطني» و«التجمع الوطني الديمقراطي»، أكبر حزبين في الحكم. و«تنازل» بوتفليقة عن هذا الحق والمنبر الذي ظل منبره للعديد من السنوات بإعلان العديد من الإجراءات الاجتماعية، للوزير الأول عبد المالك سلال، الذي فضل إعطاء الرمزية للاحتفال هذه السنة فاختار عين أمناس وتحديدا منطقة «تيڤنتورين» لتخليد الذكرى وهي المنطقة التي شهدت مؤخرا عملية احتجاز العشرات من الرهائن الغربيين والجزائريين وانتهت بقتل الجيش الجزائري للمهاجمين وتحرير من تبقى من الرهائن. وطرح عدم ظهور بوتفليقة مجددا أسئلة في الشارع الجزائري حول صحة الرئيس وما إذا كان غيابه عن المناسبات الرسمية التي اعتاد أن يحضرها مرده اعتلال ألم به. وقالت هذه المصادر الجزائرية بحسب «العرب «الدولية: إن بوتفليقة لن يوجه خطابا أو حديثا أو رسائل مباشرة لا للعمال ولا لغيرهم، لتضاف هذه المقاطعة الإرادية للحدث، إلى امتناعه عن افتتاحه للسنتين القضائية والجامعية في سابقة هي الأولى من نوعها منذ انتخابه رئيسا للجمهورية في عهدته الأولى. وسمح هذا الغياب المطول لأعلى هرم في السلطة وقراره عدم الإشراف على مناسبات مهمة في البلاد، بإطلاق العنان لسيل من الأسئلة بشأن الأسباب التي تدفعه منذ أكثر من 9 أشهر لمثل هذا الموقف الذي بات يوصف في الجزائر بأنه «اعتكاف». ويقول مراقبون إن الرئيس بوتفليقة لم يكن يفوت الفرصة للتحدث إلى النخبة في افتتاح السنة الجامعية، وإلى القضاة والمسؤولين في مختلف الأجهزة الأمنية في افتتاح كل سنة قضائية، إضافة إلى مخاطبة العمال في الذكرى المزدوجة لتأسيس اتحادهم وتأميم المحروقات. كما لم يكن الرئيس الجزائري يفوت فرصة في مختلف الأعياد الوطنية إلا ووجه رسالة إلى الشعب بمناسبة الحدث.