اعلن امس « سيف الدين البناني» عضو المكتب السياسي لحزب «التكتل من أجل العمل والحريات» عن استقالته من الحزب «رفضا لمجموعة من المواقف التي انتهجها «التكتل» مؤخرا» إضافة الى دوافع تتعلق بالشأن الداخلي للحزب من بينها «اتباعه لمنهج تعدد «الجنرالات» بينما القاعدة فارغة»، وذلك خلال ندوة صحفية عقدت بمقر جمعية الصحفيين الشبان بالعاصمة. وأكد البناني أن شباب حزب «التكتل» لا يبحث عن «البرستيج» السياسي كما يشاع. وبخصوص ثورة 14 جانفي اوضح المستقيل ان الثورة فاجأتهم على غرار بقية الاطراف السياسية . وصرح سيف الدين ان تعداد اعضاء «التكتل» قبل الثورة يقتصر على 180 عضوا فقط اغلبهم من الشباب قائلا: «إن الشباب كان يقود قاطرة «التكتل» ... مضيفا «انه اتسع بعد الثورة واحتضن من أسماهم الوافدون» واستطرد: «لم يكن لنا scanner داخل الحزب... انضمت إلينا مجموعة من التجمعيين والانتهازيين اللاهثين وراء المناصب والكراسي ... لقد دخلوا بالمال»... وأقر البناني ان من أسماهم بالوافدين اثروا سلبا على تشكيلة الحزب الذي ضاقت فيه حرية القرار حسب تعبيره قائلا: «ادعى «التكتل» انه سيكون في الخط الوطني الذي طالما تشدق به»... أصحاب المال يقتربون من حومة بن جعفر وكشف سيف الدين عن وجود صراع محتدم داخل اروقة الحزب بين قدماء «التكتل» والوافدين الجدد الذين يحاولون التأثير على بن جعفر مستعينين برأس المال حسب تعبيره، قائلا: «اشتد الصراع وانقسم الحزب... أصحاب المال يقتربون من حومة بن جعفر لفرض املاءاتهم وتهميش البقية... رؤيتهم ضيقة ومصالحهم ضيقة ... لقد تم اهمال الشباب والوجدان الشبابي»... وتطرق البناني الى فترة ما بعد انتخابات 23 اكتوبر التي شهدت ولادة تحالف ثلاثي يقود البلاد كان حزبه أحد مكوناته قائلا: «بعد 23 اكتوبر اتخذ «التكتل» قرار الانضمام الى الحكومة ببرنامج غير واضح... كان شباب الحزب من بين المدافعين عن فكرة جمع العلمانيين والاسلاميين وفق قاعدة التعايش السلمي»... كما تحدث المستقيل بمرارة عن تهميش شباب الحزب وقاعدته الشعبية قائلا: «لم تتم استشارة «القاعدة الشعبية» في العديد من المسائل... لقد اختلطت الامور وانقلبت رأسا على عقب...». «الترويكا» انفلتت عليها الامور وأكد المستقيل ان «الترويكا» الحاكمة فشلت في ادراة المرحلة الانتقالية الثانية مضيفا : «للاسف «الترويكا» كانت غير قادرة على التحكم ... لقد انفلتت عليها الامور ...» مشيرا الى ان بعض المسؤولين التابعين ل«التكتل» لا يجيدون فن السياسة والمراوغة وانهم فشلوا في احتواء حركة «النهضة» وتأطيرها واقتصروا على خدمة مصالحهم الضيقة واضعين نصب اعينهم مصالحهم الشخصية، منتهجين سياسة المحاصصة الحزبية على حد قوله. وأقر المستقيل ان حركة «النهضة» تمتلك رجال سياسة محنكين لم تمنعهم السجون من التشبع بالثقافة السياسية، قائلا : «لقد كانوا يتعلمون في السجون ويتعاطون السياسة داخلها ... للاسف انحاز «التكتل» الى المسار غير الوطني»... «التكتل» في طريقه الى الاضمحلال وتكهن سيف الدين باندثار «التكتل» في الايام القادمة نظرا لما يعيشه من حالة تصدع بسبب تهميشه لقاعدته الشعبية والتنكر لها بعد الفوز في الانتخابات قائلا: «التكتل يتجه نحو الاضمحلال... هناك عديد الجنرالات في الحزب لكن القاعدة متواضعة جدا»... و بخصوص الاستقالات التي عصفت بالحزب قال المستقيل انها ضربة موجعة تلقاها «التكتل» وأنّها نتيجة للمنحى الخاطئ الذي يسير فيه مضيفا انه لم يتم تدارس اسباب الاستقالات المتتالية صلب الحزب وهو الامر الذي ولّد حالة من عدم الثقة في صفوف اعضائه حسب تعبيره قائلا: «نزيف الاستقالات لم يقع معالجته وهذا خطأ»... و في سياق متصل استغرب البناني صمت «مصطفى بن جعفر» غير المبرر إزاء التدخل الفرنسي في الشأن التونسي وتساءل: «كيف لبن جعفر ان لا يقدم تنديدا بسيطا لما وقع...؟». «الرياحي انزلق بالحزب إلى الأسوإ» و«بنور ساق في دار السبسي والأخرى في التكتل»» وأبدى عضو المكتب السياسي المستقيل وهو من مؤسسي الحزب حسب قوله معارضته الشديدة لوجود «المولدي الرياحي» رئيس كتلة «التكتل» بالمجلس التاسيسي و«محمد بنور» الناطق الرسمي باسم الحزب صلب الحزب وحملهما مسؤولية ما آلت إليه الاوضاع داخل «التكتل»، قائلا: «الرياحي انزلق بالحزب الى الأسوإ ودافع عن أطراف لا تفقه السياسة ... كان يغالطنا وينصب اشخاص للدفاع عنه... الرياحي يدعي الديمقراطية لكنه يتميز بالنفاق السياسي والتلفيق»... كما اتهم البناني محمد بنور بازدواجية الرؤية والخطاب مضيفا: «أطالب بسحب الثقة من بنور لانه غير قادر على صياغة خطاب يرتقي الى تطلعات الشعب ... بنور ساق في دار الباجي قائد السبسي وساق في حزب «التكتل» ... انه وجه غير مشرف في الاعلام»... بن جعفر: 42 سنة نضال و اوضح المستقيل ان بن جعفر رجل مناضل واكتوى بنار النظام السابق ويمتلك تاريخا نضاليا لا يستهان به، داعيا اياه الى انقاذ «التكتل» الذي «بدأت أسواره تتهاوى نتيجة سوء تصرف بعض القيادات الوافدة عليه»، مضيفا: «بن جعفر مناضل منذ 42 عاما... ادعوه الى العودة الى القاعدة الشعبية لان الحزب في مأزق حقيقي وآيل للاضمحلال»... كما استثنى البناني بعض القيادات ونأى بهم عن الازمة التي ضربت «التكتل» مضيفا: «المجموعة القائدة كانت سلبية ماعدا خليل الزاوية وعبد اللطيف عبيد وبن جعفر «شوية»...». لدينا «عركة» و كشف المستقيل عن وجود صراع في المطبخ الداخلي للحزب نتيجة تضارب الرؤى والتوجهات معتبرا ان اغلبية مكونات المجلس الوطني للحزب يعارضون الانضمام الى الحكومة قائلا : «لدينا «عركة» حقيقية بين المجلس الشرعي والبقية. فقد اكتشف هذا المجلس انه قاعدة لتنفيذ القرارات فقط لا سنها ... عركتي في الداخل لكن في الخارج لا اتصادم مع رفاقي ... بعض الاطراف تريد تحويل «التكتل» الى الحزب الاشتراكي الفرنسي الذي يتطابق مع خصوصية الشعب الفرنسي ... نحن شعب مسلم يريد الحرية والاستقلالية»... استئصال «النهضة» = بلبلة وأشار سيف الدين الى ان حزب «النهضة» رقم صعب في المعادلة السياسية وعنصر اساسي في الساحة الوطنية وأنه بمجرّد فقدانه يحدث خلل وحالة من عدم التوازن في المشهد السياسي، قائلا : «استئصال «النهضة» أو المصادمة معها يعني الانزلاق في بلبلة»... وبين المستقيل ان «التكتل» اشترط تحييد وزارات السيادة واعتبره شرطا للانضمام الى الحكومة مضيفا ان حزبه عاد مؤخرا واعرب عن استعداده للمشاركة فيها قائلا: «لقد ظهر حزبنا انه «طماع» امام الراي العام»... الحقرة وأوضح البناني ان ممثلي الجهات الداخلية أعربوا عن خيبة أملهم وشعروا بالاحباط نتيجة انتزاع سلطة القرار منهم وتهميشهم، قائلا: «لقد احسوا بالحقرة والضيم ... تم استخدامهم في البداية ثم وقع التخلي عنهم وتم اعتبارهم بمثابة «شوشو» «التكتل» . وكشف سيف الدين ان «التكتل» ينتهج سياسة البراغماتية في تعامله مع مكونات الحقل السياسي وقاعدته الشعبية، ودعا قيادات الحزب الى ايلاء اهمية الى الفئات الشعبية التي وضعت ثقتها في هذا الحزب واستطرد: «قبل الانتخابات كانت زيارات الحزب الى المناطق الداخلية مجاملة فقط، وختم قائلا: «حزين لاني غادرت «التكتل» لكن الرأي العام اهم لي ... «التكتل» تجري من تحته المياه وهو في مراحله الاخيرة ...».