بين تونس وسوريا تعاون ثقافي من العيار الثقيل على مرّ الحقبات التاريخية ازداد توهجا وتفعيلا لما تبوّأت سوريا الريادة في المجال الثقافي وخاصة ما يهم الموسيقى والمسرح والسينما.. وأصبحت النجوم السورية تتوافد على بلادنا خاصة في المناسبات الكبرى المحلية والدولية الى درجة حفظ فيها الجمهور التونسي أكبر أسماء المبدعين السوريين. صباح فخري واحد من أعلام الغناء العربي اختص في القدود الحلبية وطارت شهرته الى العالمية فدخل كتاب «غينيس» للأرقام القياسية... أحبّ تونس فبادلناه الحب وحفظنا أجمل أغانيه وقد غنّاها في كل مهرجاناتنا وظل كلما زار تونس ضيفا مبجلا لدى أكبر المنوعات وغنى في الفضاءات المفتوحة والمغلقة أمام جمهور قياسي ونال في كل عرض قدّمه شهادات الامتياز والتألق. «دريد لحّام» اشتهر باسم «غوار الطوشي» زار تونس أكثر من مرة لأن الجمهور التونسي أحبه وأعجب بأعماله على غرار «صح النوم» و«عودة غوار» و«وادي المسك» و«الحدود» و«التقرير» و«أحلام أبو الهناء» و«شقائق النعمان» و«على نخبك يا وطن» التي قدمها في مسرح قرطاج أمام أكثر من 10000 متفرج... حواره التلفزي مع «نجيب الخطاب» دخل به كل البيوت واستمتعنا به الى درجة لا توصف وصار «غوار» على كل لسان وفي كل مكان. «رشيد عسّاف» الممثل القدير أطل علينا فجأة في ذروة تألق الدراما السورية في السينما والمسلسلات التلفزية التي غزت جل القنوات العربية وخاصة في شهر رمضان.. قدم أروع الأعمال التاريخية والدرامية والسياسية على غرار «أبناء الرشيد» و«البواسل» و«الفوارس» و«الكواسر» و«قمر بني هاشم» و«البحث عن صلاح الدين» وصار لدى المتفرج العربي الفارس الأول بشجاعته وفتوته وحلمه خاصة أن أدواره تلخص الحلم العربي في ثورته على الغطرسة والدكترة والظلم لكتابة التاريخ العربي في أسمى تجلياته لا مكان فيها إلا للحرية والعدالة من أجل الإنسان.. الانسان العربي. ثلاثة أسماء من قائمة مبدعي سوريا حرمتنا منهم الحرب الأهلية التي أتت على كل شيء وضربت المجال الثقافي الإبداعي... في انتظار هدوئها وعودة الأمن والأمان الى هذا البلد العربي في تشكل متجدد سيطل فيه حتما كل من «صباح فخري» و«دريد لحّام» و«رشيد عسّاف» في صورة مغايرة تتفاعل مع سوريا الحرّة وهي شوق الى عالم عربي يتغنى بالحياة طالما للفنون دورها في حضارة الإنسان.