نفذ صباح أمس طلبة المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس وهيئة مؤسسة الاتحاد العام التونسي للطلبة وقفة احتجاجية أمام مقر وزارة الصحة العمومية بالعاصمة تنديدا بالمنظومة التعليمية «إمد» وللتأكيد على رفضهم للمشروع المقترح من طرف الوحدة المركزية للتكوين المستمر الذي يقضي بتغيير صفتهم ك«تقني سامي». وحمل المحتجون شعارات مختلفة أبرزها «اعطيونا قيمتنا، رجعولنا شعبتنا» و«لا استسلام لا تراجع حقوقنا في تراجع و«école de santé» مقبرة العلماء» مؤكدين على مشروعية مطالبهم وعزمهم على التمسك بها وعدم التنازل عنها. وصرحت يمينة بن مصطفى، الكاتبة العامة للاتحاد العام التونسي للطلبة بالمدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة بتونس ل«التونسية» أنّ حضورهم أمام الوزارة هو تأكيد للوضعية الهشة التي يعيشها طلبة المدرسة العليا لعلوم وتقنيات الصحة وأنهم متمسّكون بمطالبهم المتمثلة أساسا في رفض المشروع المقترح من طرف الوحدة المركزية للتكوين المستمر لأنه مشروع لا يمثل الجهات المعنية من فنيين سامين وطلبة حسب قولها، مشددة على تمسكهم بصفة «تقني سامي» وبعدم تغييرها. وطالبت يمينة بن مصطفى بضرورة فتح حوار وطني حول إصلاح منظومة التعليم والتكوين في المدرسة مع كل الجهات المعنية من طلبة وفنيين سامين ومؤطرين وأضافت: «نحن ندعم النقابة العامة للفنيين السامين في فتح حوار وطني لضبط صياغة قانون أساسي يلبي التطور المستمر لعمل الفني السامي وموقعه المميز صلب المنظومة الصحية، إضافة إلى ضرورة وضع حد للضعف الإداري على مستوى المدرسة». وشددت الكاتبة العامة للاتحاد على ضرورة معالجة النقائص في الوسائل البيداغوجية خاصة أن المدرسة العليا للصحة بتونس هي المدرسة الوحيدة التي ليست بها قاعة مراجعة للطلبة على حد قولها، مشيرة إلى أهمية مراجعة النقص الحاد في المدرسين والمؤطرين الذي أدى إلى تدني مستوى التكوين لدى الطلبة. حقنا في الماجستير والدكتوراه من جهتها، تحدثت الطالبة أميمة عن ضرورة إعادة النظر في وضع المؤسسات الجامعية الحرة التي أصبحت تستوعب عددا مضاعفا من الطلبة مقارنة بالمؤسسات الجامعية الحكومية في ميدان الصحة حسب تعبيرها، مؤكدة أن طلبة هذه المؤسسات الحرة أصبحوا يزاحمون طلبة المؤسسات الوطنية الذين هم من «مستويات ممتازة في الغالب». وطالبت أميمة بضرورة إعادة النظر في البرامج التي تدرس لمحاولة الإصلاح بتكوين لجان مختصة في كل الاختصاصات، وأضافت: «نحن نطالب بفتح الآفاق في البحث وبحقنا في الماجستير والدكتوراه خاصة للطلبة الحائزين على شهادة وطنية في الإجازة التطبيقية في علوم وتقنيات الصحة من المدارس العليا لعلوم وتقنيات الصحة في الاختصاصات سعيا للرقي بالمستوى العلمي، كما وجب كذلك أن نعيد النظر في البرامج التي تدرس». وطالب المحتجون في سياق متصل بضرورة الإشراف على عمليات الانتداب لدى الإدارات الجهوية للصحة بكامل تراب الجمهورية، مشددين على ضرورة أن يتمتع جميع المتحصلين على الاجازة التطبيقية من المدارس العليا للصحة بحق الانتداب في الوظيفة العمومية. التفاوض مع الوزارة هذا وقد قام الحاضرون بتفويض شخصين عن هيئة الاتحاد العام التونسي للطلبة، تحوّلا إلى وزارة الصحة للتفاوض مع أهل الاختصاص في محاولة لإقناعهم بمشروعية مطالبهم وللتأكيد على تمسكهم بها.