التونسية (سيدي بوزيد) يعيش فلاحو سيدي بوزيد هذه الأيام حالة من القلق و الذعر على ما يتهدد القطاع الفلاحي الذي يمثل العمود الفقري الذي يعتمدون عليه في حياتهم في ظل غياب المصانع و المؤسسات ذات الطاقة التشغيلية الكبرى. فالفلاح المختص في تربية الماشية و الفلاح المختص في غراسة الأشجار كلاهما أضحى يعيش حالة من التوتر و الانزعاج و الخوف من إمكانية ضياع مكونات المجال الذي اختاره و تمهر فيه كثيرا و اتخذه موردا يرتزق منه أمام طول فترة الجفاف (حوالي عامين) و انحباس الأمطار التي تراوحت كمياتها بين 60.9 مم في الموسم الحالي بسيدي بوزيد و 30.5 مم بمعتمدية منزل بوزيان شأنها في ذلك شأن السنة الفارطة حيث تراوحت كميات أمطار الموسم الفارط 67 مم في سيدي بوزيد و 24 مم في معتمدية سوق الجديد. مما تسبب في تثقيلات و مصاريف إضافية يتكبدها الفلاح لتوفير الأعلاف و الأدوية و الكلأ لقطعان الماشية (أبقار و أغنام) و توفير الماء لري الغراسات (الزياتين) و حسب الجهات الفلاحية المختصة فإن انحباس الأمطار تسبب في إصابة الزياتين و بنسب مختلفة بحشرات النيرون حيث بلغت النسبة الجملية للإصابة الحادة بالجهة 28 % أقصاها في معتمدية المكناسي 54 % و بلغت نسبة الإصابة المتوسطة 34 % أهمها في معتمدية المزونة و هي 50 % فضلا عن تقلص حجم الزيتون و للإشارة فإن المساحة الجملية لغراسة الزياتين بسيدي بوزيد وصلت إلى حدود 272.000 هك منها 258.500 هك مساحات مطرية ما يوفر 7.4 مليون أصل زيتون منها 74.3 % من الأصول في النمط المطري و قد وفرت هذه الأصول خلال موسم 2012/2013 حوالي 77.500 من الزيت. و أمام سوء حالة الزياتين جراء انحباس الأمطار فإن الجهات الفلاحية المختصة بالمندوبية الجهوية للتنمية الفلاحية بسيدي بوزيد تدعو فلاحي الجهة إلى ضرورة ري الزياتين ذات الضرر الحاد مرتين على الأقل و مداواة الأشجار المصابة ضد حشرة "النيرون" التي اصابت حوالي 3.9 مليوون شجرة بأضرار حادة و متوسطة في مختلف معتمديات الجهة.