إذ لم تخنّي الذاكرة وأنا القريب البعيد من كواليس الكرة في بطولاتنا على مرّ ما حييت وعشت... فالعلاقة بين الهياكل الرياضية لدينا كانت كالزيت فوق الماء... سلسة، ثابتة، هادئة من باب أن كل عنصر ظلّ يلعب دوره كاملا دون نقصان... وأنا «نقلك سيدي... وأنت أعرف قدرك» حتى تنجز الملفات تامة الشروط شكلا ومضمونا بحماية قانونية وأخلاقية وحضارية لأن كرة القدم في أسمى معانيها تتعطّر بأبعاد انسانية... فهل أكثر من هذا؟ ليس سوى تصفّح لألبوم تاريخ الكرة التونسية لنقف بالصورة والأرقام والفعل أمام أسماء مرّت من رئاسة «الجامعة التونسية لكرة القدم» وكتبت أسماءها بحروف من ذهب في مسيرة كرتنا سواء في خانة البطولة الوطنية أو في خانة المنتخب خلال مشاركته المتوسطية والعربية والافريقية والعالمية... ومنها من تسلق سلم الادارة ليلتحق بمكاتب الوزارة ويدير الرقاب إليه سياسيا بعد أن كانت بدايته رياضية من مكاتب جامعة كرة القدم على غرار محمد مزالي وفؤاد المبزّع وسليم علولو وحمودة بن عمار وعبد الوهاب الجمل والمنصف الفضيلي ويونس الشتالي ورؤوف النجار والقائمة تطول... واقرؤوا معي الأسماء وعيّروا وزنها في تاريخ تونس لتدركوا فضل جامعتنا الموقرة على الكثير من الأسماء من مرّوا من مكتب رئيسها كمحطة وهبتهم الخبرة والتجربة والتمرّس على فتح الملفات واصدار القرارات والتفاعل مع الواقع الكروي المعيش وحسن تطبيق القوانين والرأي الحكيم وقت الشدّة على اعتبار أن هذه الخطة هي في قمة الهرم الكروي وتمثل القاطرة التي يجرّ وراءها تقريبا كل شيء شريطة احترام القانون نظريا وتطبيقيا كما دعت له الروح الأولمبية في صلب وزارة الشباب والرياضة الهيكل السياسي والاداري لأن الدولة بالأساس إدارة وقانون لا مكان فيها إلاّ للاحترام والتقدير بين جميع الهياكل والأسماء مهما علّت رتبهم طالما لكل حدوده وهامش أخذ القرار لديه... وما بين وزير الشباب والرياضة من جهة ورئيس الجامعة التونسية لكرة القدم من جهة أخرى ليس إلاّ «القدر» دون تعنّت ولا «صحّة رأس» ولا تطاول على القانون... لأن القانون له حرمته وقداسته... وما بين الوزير ورئيس الجامعة تمفصل سلس في الهرم الاداري لا عنوان فيه لمن الأقوى.. ومن الأعلى... ومن الرئيس ومن المرؤوس من أجل مصلحة كرة القدم التونسية وهي ترنو الى التجدّد والتشكل بعد خيبة «الكان» الأخيرة في انتظار رحلة التحدّي نحو كأس العالم 2014. لسنا أكثر دراية بمصلحة كرتنا من أصحاب القرار وقد ولّيناهم الشأن الكروي ولكن من باب أن الذكرى تنفع المؤمنين... نقول بأن اليد الواحدة لا تصفق... وأن العود واحد ولكنه في حزمته صلب ثابت لا يخاف الرياح العاتية... وأن وقت الهزّات لا يصلح إلاّ رأي الحكماء وفكر العقلاء من يقرّون بأن العصا تمسك من وسطها... حتى لا يجوع هذا... ولا يشكو ذاك... وخير المؤمن «قلبو صافي»...