حذّر «مصدق جبنون» أخصائي في الطب النفسي للطفل والمراهق من تنامي ظاهرة خطيرة في تونس هي ما يعبر عنه ب «أطفال التلفزة»، وأكدّ ان هؤلاء الأطفال لا يهتم بهم أحد فتصبح التلفزة وسيلة سهلة للتخلص من الصراخ والهيجان، وقال «جبنون» ان بعض الأولياء يخصصون تلفزة للأطفال وأخرى للأولياء، وأن من بين الوسائل الأخرى للتخلص من الأطفال «الفايسبوك» وأضاف ان ازدياد حالات التوتر والإكتئاب عند الأبوين في الفترة الأخيرة أدّت إلى إهمال نسبي للأطفال وبالتالي إدمانهم على التلفزة والفايسبوك. وأكد ان الإدمان على التلفزة و«الفايسبوك»وراء تزايد حالات إهمال الأطفال في تونس. وقال إنه خلال 2012 وبدايات 2013 تزايدت الطلبات على عيادات الطب النفسي الخاص بالأطفال بنحو 3 مرات وقال انه مباشرة بعد الثورة كان هناك تركيز من قبل الأولياء على معالجة صعوبات التعلم وتأخر النطق عند الأطفال... ولكن في الفترة الأخيرة تنامت ظاهرة أطفال «التلفزة» وأكدّ ان أعداد «أطفال التلفزة» تكاثرت بصفة مهولة حتى عيادات الطب النفسي الخاص عاجزة عن معالجة جميع الحالات وهو ما يدفع بعض الأطباء إلى إطلاق صيحة فزع. وأشار إلى ان الأطفال في سن السنة ونصف عندما يتم وضعهم لساعات طويلة أمام شاشات التلفزة يفتقدون إلى قدراتهم ومهاراتهم في التواصل وينسون الكلمات الأولى التي تعلّموها وأنه عادة ما تظهر لديهم حركات نمطية، فلا ينظر الطفل في الأعين وعادة ما يحرك يديه وتصبح لديهم علامات «التّوحد» . وقال «جبنون» ان نسبة هؤلاء الاطفال تضاعفت في تونس حيث يقدر عدد اطفال التلفزة بمئات الآلاف وأكدّ ان الظاهرة كانت موجودة قبل الثورة ولكنها تنامت بعد الثورة وأصبح هناك إدمان على الكثير من القنوات مثل:»طيور الجنة وMBC3...». وأكدّ «جبنون» ان الشرائح العمرية المتضررة تكون خلال السنوات الأولى وبالأخص عند الرضع لأن المخاطر تكون أكبر وكذلك في سن الثلاث والأربع سنوات وحتى أثناء الدراسة حيث تظهر الاضطرابات في عدم التركيز وصعوبات في التعلم وكذلك اضطرابات في السلوك وتراجع النتائج المدرسية. وأكد «جبنون» ان علامات الإكتئاب عند الطفل تظهر من خلال الشرود الذهني في القسم مشيرا إلى أن الطفل ليس محل عناية حقيقية من الوالدين، ويفتقد إلى العطاء العاطفي بالرغم من أنه يعيش مع الأبوين وأنه إن كان هناك الكثير من الأوامر والصراخ والنهر والضرب فإن الخوف مع الإهمال وسوء العناية والقسوة في المعاملة عادة ما يوّلد الإكتئاب والشرود الذهني.