«حالة» و«إبراهيم الثاني» و«محاكمة» ثلاثة أعمال مسرحية مبرمجة لهذا الموسم تم تسليط الأضواء عليها أول أمس في ندوة صحفية عقدتها إدارة المسرح الوطني بفضاء قاعة الفن الرابع. وقد حضرها مخرجو هذه الانتاجات المسرحية تحت إشراف مدير المسرح الوطني أنور الشعافي. وتم التطرق أثناء هذه الندوة الصحفية الى الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية المنتظر أن يشهدها المسرح الوطني. ثالوث من الأعمال المسرحية سيؤثث ركح المسرح الوطني لموسم هذه السنة. كما إنه من المنتظر أن تهبّ نسائم الإصلاح والتجديد على الفن الرابع هيكلة وتنظيما وفضاءات. نسائم الإصلاح تهبّ على المسرح عديدة هي مواطن إعادة التهيئة التي تطرّق إليها مدير المسرح الوطني أنور الشعافي في حديثه عن الإصلاحات الهيكلية والتنظيمية بالمسرح الوطني. ومن بين أهم هذه الإصلاحات حسب الشعافي تنقيح القانون الأساسي للقطاع من أجل تحييد فعلي وتام للإدارة حتى لا تعيد تشكيل الدكتاتوريات حسب قوله. وأضاف أن قاعة الفن الرابع ستخضع الى إعادة تأهيل على مستوى المدخل الخارجي وقاعة العروض... لتكون في حلّة جديدة هذا الصيف. وفي ما يتعلق بنوعية المحتوى الفني والمضمون المسرحي شدّد مدير المسرح الوطني على معيار الجودة ومقياس الجمالية باعتبارهما ورقتا عبور نحو جذب الجمهور وحيازة رضاه. وقال إن المسرح الوطني سيسعى الى إنتاج ثلاثة أعمال مسرحية من مختلف المشارب والمدارس سنويا والى ضمان انتظام عرض التظاهرات المسرحية لكسب إقبال عشاق الفن الرابع على المسرح بصفة متواترة ومكثفة. أسلاك الداخلية تزعج «حالة» «حالة» هو عنوان مسرحية مبرمجة لهذا الموسم. وقد قال عنها مخرجها عماد جمعة «إنها مسرحية من عمق الشاغل العام وتعالج أسئلة أرقت المواطن، ألا وهي غلاء المعيشة ومنعرج العنف ووضع الفوضى التي تشهدها البلاد. كما اشتغل جمعة على عبارة رددتها الألسن مرارا في المدة الأخيرة وهي لفظة «البلاد داخلة في حيط» فاستعار حائطا صلبا حديديا ضمن عناصر تأثيث ركحه. وأضاف المخرج عماد جمعة أن الأسلاك العازلة المطوقة لوزارة الداخلية والتي تزايد عددها بعد الثورة في محيط عديد الهياكل والمؤسسات أزعجته وأحدثت لديه شعورا بنزعة تفرقة بين المواطنين فعالجها مسرحيا في «حالة». وتدوم مدة عرض هذه المسرحية حوالي ساعة وعشرين دقيقة ومن المنتظر عرضها لأول مرة يوم 27 مارس الجاري. «إبراهيم الثاني» فاضح للدكتاتورية المسرحية الثانية المبرمجة لهذا الموسم هي «ابراهيم الثاني» وهي من تأليف الروائي عبد القادر اللطيفي وإخراج محمد منير العرقي. وقد كشف اللطيفي أن تعرفه على هذه الشخصية التاريخية بمسيرتها المشرقة بالإنجازات، المدنسة بالدم كان عن طريق الرواية لكنه مال الى الكتابة عنها مسرحيا خصوصا أنه وجد فيها صورة الحاكم المستبد المطابقة للواقع الراهن. أما المخرج منير العرقي فقد قال عن نص مسرح «ابراهيم بن الأغلب إنه نص ثائر فاضح للدكتاتورية». وأضاف «نحن إزاء نص بليغ لأنه بالإضافة الى وظيفته السردية المبنية على تبيان الخرافة وصراع الشخوص، نحن إزاء لغة خطاب مشحون بمعان ولغة رمزية لها مرجعياتها التاريخية والثقافية والاجتماعية». ومسرحية «إبراهيم بن الأغلب» أو «ابراهيم الثاني» هي من نوع المسرح الكلاسيكي العربي الناطق بلغة الضاد وسيتم عرضها يوم 20 مارس 2013. «محاكمة» من أجل فنّ بديل ثالثة الأثافي في «الترويكا» المسرحية المبرمجة لهذا الموسم، هي مسرحية «محاكمة» التي قدمها صاحبها رياض حمدي بأنها مسرحية تحرك السواكن في ما يتعلق بواقع الثقافة اليوم وبوضع المثقف والمسرحي في محاولة لتأسيس تصور فني جديد قادر على التشخيص والتدقيق والتمحيص ليكون الغد أداة لفرض المنطق البديل. ومن المتوقع أن تكون مسرحية «محاكمة» جاهزة في شهر نوفمبر 2013. وقد تم خلال الندوة الصحفية التي عقدتها إدارة المسرح الوطني أمس، عرض شريط لمدة سبع دقائق هو عبارة عن جولة في فضاء قاعة الفن الرابع ومشاهد من مسرحيتي «حالة» و«ابراهيم الثاني». ثلاث مسرحيات جديدة تنضاف الى المشهد المسرحي التونسي وتغييرات هيكلية وتنظيمية في الأفق، فهل تكون الدورة السادسة عشرة لأيام قرطاج المسرحية التي ستتواصل من 23 الى 30 نوفمبر 2013 في حلّة أبهى؟