قال حمادي الجبالي رئيس الحكومة المستقيل أثناء موكب تسليم المهام بينه وبين علي العريّض إنّ حكومته توفّقت في إرساء تجربة التداول على السلطة وتسليمها بالطريقة المتحضّرة . كما أعرب الجبالي عن ثقته في مؤسّسات الدولة القائمة وأركانها من أمن وجيش وإدارة قائلا «الأشخاص في انسحاب والدولة قائمة». و نوّه الجبالي بنجاح حكومة العريّض في المستقبل لتحمّل هذا الأخير المسؤولية ولشعوره بالأمانة التي كلّف بها معربا في الآن نفسه عن «شفقته على العريّض لتحمّله المسؤوليّة المليئة بالتحدّيات والصعاب رغم أنّه لم يبحث عنها ولم يلهث وراءها» متمنّيا له نيل ثقة الشعب. و استنكر الجبالي نعت الحكومة الجديدة بالفشل موضّحا انّ التاريخ وحده سيحكم على نجاحها أو فشلها قائلا: «هناك من ينظّر لها بالفشل وكأنّ ما بني على فشل سوف يفشل لكن التاريخ سيحكم» مضيفا «مهلا لا تتعجّلوا في إطلاق نعوتكم». كما أشار الجبالي إلى انّ حكومته لم تكن فاشلة لكنّه أقرّ بالتقصير قائلا « لم يفهم البعض معنى الإعتذار أكيد قصّرنا لكن لم نفشل» داعيا كافّة الأطراف السياسيّة والاجتماعيّة والإعلاميّة على المراهنة على نجاح تجربة العريّض وإلى بذل الجهد لرفع التحدّي وإنجاح مسار الثورة. من جهته أشاد علي العريّض رئيس الحكومة الجديد في كلمته المقتضبة بالمجهود الذي قدّمه الجبالي وأقرّ أنّ قبوله لرئاسة الحكومة ليس رغبة في المناصب وإنّما إيمان منه بضرورة خدمة الشعب والعمل على حلّ مشاكله والتقدّم به نحو الأفضل مضيفا انّه يتطلّع وحكومته إلى تحقيق أهداف كثيرة مرتبطة بالتنمية والإقتصاد والتقدّم العلمي مؤكّدا انّ تحقيقها هو طموحهم وغايتهم للإرتقاء بتونس إلى محفل الدول المتقدّمة. و أعرب العريّض عن ثقته في الوزراء الجدد شاكرا في الآن ذاته الوزراء المغادرين ومؤكّدا انّ الحكومة لا تستغني عن كفاءات الوطن وانّها ستستفيد من خبراتهم من مختلف مواقعهم آملا أن يجدوا كلّ الدعم والسند لإنجاح المرحلة وتحقيق أهداف الثورة.