نظمت أمس الهيئة الوطنية للمحامين بدار المحامي بمناسبة أربعينية الشهيد شكري بلعيد ندوة حول «الجريمة السياسية» وقد حضر اللقاء شوقي الطبيب عميد المحامين والأستاذ محمد صالح التومي مدير مركز البحوث والدراسات للمحامين وسليم اللغماني عضو لجنة الخبراء في هيئة تحقيق أهداف الثورة والاصلاح السياسي والانتقال الديمقراطي ونور الدين حشاد النائب السابق للأمين العام لجامعة الدول العربية وعدد من ممثلي المنظمات الحقوقية والأحزاب ومجموعة من المحامين والإعلاميين. وفي كلمة الإفتتاح أكد شوقي الطبيب عميد المحامين أن فرضية اللجوء الى القضاء الدولي واردة مبينا أن لا جديد في الأبحاث والتحقيقات بخصوص قضية الاغتيال عدى بعض التسريبات الاعلامية والأمنية مؤكدا أن هيئة الدفاع عن الشهيد لم تتسلم الى الآن التقرير البوليسي والجزء الفني من التقارير. ودعا الطبيب وزيري العدل والداخلية الجديدين الى تحمل مسؤولياتهما في تسريع نسق التحقيق وكشف ما سماه بالعصابة «الإجرامية» حسب رأيه وذلك حتى لا تحوم الشكوك حول مسار البحث. وفي نفس السياق أكد شوقي الطبيب أن الهيئة الوطنية للمحامين أطلقت اسم الفقيد شكري بلعيد على قاعة المؤتمرات بمقر دار المحامي. كما صرح الطبيب أن شيخ المدينة رئيس النيابة الخصوصية لبلدية تونس وافق على اطلاق اسم الشهيد شكري بلعيد على النهج الذي تتواجد فيه محكمة الاستئناف بتونس وفي نفس الصدد عبر عميد المحامين عن أمله في كشف الحقيقة ومعرفة قتلة شكري ومن يقف وراءهم حتى تتمكن تونس من قطع سلسلة الاغتيالات السياسية مشيرا الى أن تواصلها سيدخل البلاد في كهف أسود راجيا في ختام كلمته أن يقف عدّاد الاغتيالات عند الفقيد شكري بلعيد. نخشى أن تصبح قضية بلعيد كالحريري أثناء مداخلته أكد الأستاذ محمد صالح التومي مدير مركز البحوث والدراسات للمحامين أن عملية اغتيال الناشط الحقوقي والمناضل السياسي شكري بلعيد كانت مبرمجة ومخططا لها بإحكام من قبل دعاة الحقد والفتنة والتحريض المباشر مبينا أن عملية الاغتيال تقف وراءها أيضا أطراف سياسية داخلية أرادت كتم صوت الحق والحرية. وفي سياق آخر أكد التومي أن الحقيقة في قضية اغتيال بلعيد يمكن أن تضيع وتفقد وتتشعب مشيرا الى أن التحقيق به انسداد بفعل بعض الأطراف مبينا أن القضية يمكن أن تصبح حسب قوله كقضية مقتل رئيس الحكومة اللبنانية رفيق الحريري الذي لم يعرف قتلته الى اليوم، مؤكدا أن الضغط الشعبي الذي ينظمه حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد كل يوم اربعاء أمام وزارة الداخلية سيتطور وسيأخذ أشكالا أكثر نجاعة في صورة عدم الكشف عن قتلة بلعيد. إنشاء لجنة تحقيق جديدة وفي نفس الصدد أكد محمد صالح التومي أنه سيتم تشكيل لجنة تحقيق مستقلة متكونة من قضاة أكفاء وإعلاميين على غرار زياد الهاني ومجموعة من الحقوقيين وخبراء أجانب مشهود لهم بالكفاءة والنزاهة والحياد. لابد للمجلس التأسيسي أن يجعل القضية من أولوياته شدّد السيد نور الدين حشاد أثناء هذا اللقاء على ضرورة أن يجعل المجلس التأسيسي من قضية اغتيال بلعيد قضية رئيسية مؤكدا أنه يرجو ألا تنال قضية شكري بلعيد مصير قضية والده الشهيد فرحات حشاد التي همشها حسب قوله المجلس التأسيسي سنة 1956 ولم يعطها العناية والمتابعة اللازمتين مشيرا الى ضرورة اعتبار قضية مقتل شكري بلعيد قضية وطنية وأن تأخذ التدابير القانونية اللازمة حتى لا يطولها تقدم الزمن كشأن قضية والده فرحات حشاد التي أغلقها القضاء الفرنسي. «درع المحاماة» لعائلة شكري وقاعة بإسمه
تم أمس تدشين «قاعة الشهيد شكري بلعيد» بدار المحامي بمناسبة أربعينية الفقيد الى جانب تكريم عائلته وتسليمها درع المحاماة التونسية بحضور عدد هام من الشخصيات الوطنية والأجنبية على غرار الأمين العام للاتحاد التونسي للشغل ورئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الانسان وممثلين عن الأحزاب والمنظمات الوطنية ونقيبي المحامين بكل من فلسطين وفرنسا. «التونسية» التقت أرملة الشهيد «بسمة الخلفاوي» التي طالبت بالتسريع في التحقيق في اغتيال زوجها وقالت أنها لا تستقي أي معلومات عن القضية حيث أنها تتابع أطوارها عن طريق الإعلام. مضيفة أن «حركة النهضة هي المسؤولة الأولى عن الجريمة لأنها المسؤولة الأولى عن حالة الاحتقان وعن الاغتيال». «نحتفل برسالة شكري» من جانبه أكد عميد الهيئة الوطنية للمحامين شوقي الطبيب «أننا فعلا نحتفل بأربعينية الشهيد لأن الشهيد يشيّع بالزغاريد. واعتبر أن الفقيد يعتبر «فارس المحاماة» وأنه انتصر على من قتله لأن إرادة الشهداء لا تهزم». وتجدر الإشارة الى أنه الى جانب التواجد الكثيف لوسائل الإعلام والشخصيات الوطنية طغت على القاعة مشاهد مؤثرة تزامنت مع بكاء أرملة شكري بلعيد أثناء سماعها للنشيد الرسمي التونسي.